يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، مصنع الشركة المصرية للرمال السوداء، بكفر الشيخ، بحضور عدد كبير من المسؤولين والوزراء وعدد من الشخصيات العامة، حيث تعد الرمال السوداء، بمثابة كنز مصري كبير لما تحويه من المعادن الثقيلة والمنتجات ذات الأهمية الاستراتيجية.
11 موقعا بمصر للرمال السوداء
والرمال السوداء هي رواسب شاطئية سوداء ثقيلة جاءت من منابع النيل وتراكمت على بعض الشواطئ، حيث تتركز رواسب الرمال السوداء عند مصب النيل بالقرب من دمياط ورشيد، وتمتلك مصر قرابة الـ 11 موقعا غنيا بالرمال السوداء.
وتتحول تلك الرمال إلى منتجات استراتيجية بعد فصلها في أماكنها بأجهزة خاصة، تدخل في 41 صناعة مهمة، لعل أبرزها: صناعة هياكل الطائرات والسيارات، وأنابيب البترول، ومواد الإشعاع النووي.
وتحتوي الرمال السوداء على كثير من المعادن الثقيلة، وتتكون من مجموعة من الطبقات داخل التربة بالدلتا، وتختلف في أحجامها ونسب تواجدها من منطقة لأخرى.
وتعرف مصر حول العالم بأنها تمتلك كنوزا ضخمة من الثروات المعدنية ومن أهم هذه الكنوز، الرمال السوداء، التي حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الرئاسة على منع استخدام الرمال السوداء في البناء، وتجريم سرقتها باعتبارها عملا جنائيا، وأمر باستغلالها بالطريقة الصحيحة.
ويعتبر مشروع الرمال السوداء واحدا من أهم المشروعات القومية في مصر التي كانت مجرد أحلام دامت على مدار العديد من العقود الماضية، وتحولت إلى واقع ملموس على يد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد البدء في عمليات الفصل والتكريك للرمال السوداء التي ستدر دخلاً على مصر يعادل ثلث دخل قناة السويس.
ومن هنا تم إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، مع الالتزام بمعايير السلامة البيئية، والصحية المتبعة عالميا، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة، لخلق استثمارات جديدة تعمل على تنمية وتطوير الاقتصاد المصري وتقدمه.
وقامت محافظة كفر الشيخ بالتعاون مع الشركة المصرية للرمال السوداء بتدشين مصنعين: الأول في "محلة منيسي" على مساحة 80 فدانًا ويتم فيه استخدام تكنولوجيا استرالية لفصل المعادن من الرمال.
أما المصنع الثاني فيقع في "منطقة البرلس" على مساحة 35 فدانًا وتستخدم تكنولوجيا صينية، الأمر الذي يوفر العديد من فرص العمل لأبناء المحافظة كما يساهم في الحد من البطالة والهجرة غير الشرعية للشباب وزيادة الدخل القومي للبلاد بمليارات الدولارات، علاوة على دعم الاقتصاد القومي وتحقيق التنمية الشاملة.
علما بأن المصنع الأول للرمال السوداء كان موقعه أرض مغتصبة وبرك ومستنقعات لمصنع رمال شرق البرلس بملاحة "منيسي" التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فداناً، وتم استردادها بقوة القانون.
مشروع ومصانع الرمال السوداء
كما أن بقية الأرض كانت برك ومستنقعات ومنخفضات فتم ردمها وتعليتها وتسويتها ودكها، لتصبح مهيأة تماماً للإنشاءات المعمارية والهندسية للشركات صاحبة الولاية بالأعمال التنفيذية للمشروعات، وتطلب العمل جهداً كبيراً، وفى ظروف مناخية متقلبة وأجواء مختلفة تماماً، والمصنع يتم إقامته بخبرة مشتركة، مصرية أسترالية.
أما "المصنع الثاني" فيقع في شمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس ويقام على مساحة 35 فداناً ويشارك في المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار، والمصنع الثاني بخبرة صينية بشمال البرلس والاستثمارات لمصنع الرمال بشمال البرلس قدرها 24 مليون دولار.
ومن المخطط له أن يتم استخراج 41 عنصرا معدنيا من الرمال السوداء، تدخل في 41 نشاطا منها صناعة هياكل الطائرات، كما شاركت شركة الرمال السوداء المصرية في تجديد وفرش وتجهيز 20 منزلاً للأسر الأكثر احتياجا بقرية الشهابية بالبرلس بتكلفة مبدئية تتجاوز 8 ملايين جنيه كمرحلة أولى.
وتم تدريب الكوادر المصرية العاملة في هذا المجال، باستخدام أحدث التكنولوجيا العالمية لتعظيم الاستفادة من الموارد الاقتصادية المتاحة والقيمة المضافة من المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، بما يسهم في تنويع وتطوير الاقتصاد المصري من خلال الصناعات التعدينية والمعاونة.
وتمت إتاحة 100 فرصة عمل من حملة المؤهلات العليا والفوق متوسطة والمتوسطة والعمال الحرفيين، للعمل بمشروع الشركة بمحافظة كفر الشيخ، بمنطقة بر بحري، و100 فرصة عمل أخرى لشركة الرمال السوداء بمنطقة ملاحة "منيسي".
كما تم التعاقد مع 10 مهندسين كراكات عائمة وفني تشغيل كراكات عائمة في تكريك وفق شروط خاصة للوظيفتين، حددتها الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء للمصنع الثاني.
كما تشهد محافظة كفر الشيخ قرب انتهاء الأعمال التنفيذية لمصنع استخلاص العناصر المشعة من الرمال السوداء بالبرلس وبلطيم، إذ تم الانتهاء من كافة أعمال توصيل التيار الكهربي لمصنعي الفصل والتركيز "الرمال السوداء" ببلطيم وإطلاق التيار الكهربي بالمشروع.
وتعد مصر واحدة من أهم الدول التى تتوافر بها الرمال السوداء، إذ كشف آخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر، وأيضا تقرير لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب.
كفر الشيخ تنتهي من الاستعدادات
وقامت محافظة كفر الشيخ بالاستعدادات النهائية لافتتاح مصنع الرمال السوداء في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، هذا المصنع الذي تم تنفيذه على مساحة 35 فدانا باستثمارات مشتركة بين محافظة كفرالشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومى، والشركة المصرية للثروات التعدينية، وباستثمارات تتخطى مليار جنيه.
ويأتي ذلك لاستخراج المعادن الاقتصادية التي تصل إلى 41 عنصرا معدنيا، والتي تدخل فى العديد من الصناعات منها: صناعة الصواريخ - الطائرات - السيراميك - الدهانات بالإضافة إلى المواد الخام التي تستخدم في الصناعات الحديثة من الرمال السوداء.
ويهدف المشروع لاستخلاص عدد من المعادن الاقتصادية الموجودة في الرمال السوداء، والتي تدخل بأكثر من 40 صناعة مثل الورق، وهياكل الطيران وسلك اللحام وصناعة السيراميك وتبطين اللحام وصناعة الأسنان والدهانات والبلاستيك و غيرها من الصناعات، ومن المتوقع أن حقق تلك المصانع دخلًا سنويا يعادل ثلث دخل قناة السويس بجانب قيامه بتوفير فرص عمل وتخصيص فائض الإنتاج للتصدير.
كما تحتوي الرمال السوداء على معادن اقتصادية تدخل في العديد من الصناعات، من أبرزها معدن الروتيل والألمنيت، الذي يستخدم في صناعة البويات، ومعدن الزركون، الذي يستخدم في صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية.
وتجدر الإشارة إلى أن ميناء الصيد بالبرلس قد استقبل في أغسطس 2021 الكراكة الهولندية "تحيا مصر"، وذلك للبدء بتكريك الرمال السوداء في كفرالشيخ.
وهي أول كراكة في العالم تعمل بالطاقة الكهربائية، ويصل سعرها 13 مليون دولار، وصُممت خصيصًا لشركة الرمال السوداء بالبرلس.
كما أنها كراكة عائمة تعمل في بحيرة مياه صناعية تفصل المعادن الثقيلة عن الرمال السوداء بمصنع التركيز في منطقة البنائين وترسلها إلى مصنع الفصل في منطقة الشهابية.