تحرص مصر، منذ تولي الرئيس السيسي المسئولية، على تحقيق الاستغلال الصحيح لكنوز مصر، وفي مقدمتها الرمال السوداء، والتي كان يتم استخدامها في السابق للبناء، لذلك منع الرئيس هذا الاستخدام الخاطئ، وتم تجريم سرقتها واعتباره عملا جنائيا، وأمر باستغلالها بالطريقة الصحيحة، في إطار مشروع قومي كان مجرد أحلام في السابق.
الرمال السوداء كنز جديد
وتحول مؤخرا مشروع الرمال السوداء من مجرد أمنيات إلى مشروع حقيقي على أرض الواقع، حيث أنشأت الدولة الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفاد الاقتصادية، عبر الالتزام بمعايير السلامة البيئية والصحية عالميا، وتحقيق القيمة المضافة للرمال السوداء.
ونستعرض أبرز المعلومات عن الرمال السوداء باعتبارها مصدرا هاما للثروة المعدنية في مصر، حيث تعد أحد الكنوز الهامة والطبيعية والتي تسعى الدولة لاستغلالها.
وحول العالم تعرف مصر بأنها تمتلك كنوزا ضخمة من الثروات المعدنية ومن أهم هذه الكنوز، الرمال السوداء، التي حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الرئاسة على منع استخدام الرمال السوداء في البناء، وتجريم سرقتها باعتبارها عملا جنائيا، وأمر باستغلالها بالطريقة الصحيحة.
لفتتانتباهالرئيس أهمية الرمال السوداء الاقتصادية، حيث تم إنشاء العديد من المشروعات لاستغلال هذه الثروة الطبيعية التي تتمتع بها السواحل المصرية والتي كانت مهملة لسنوات طويلة.
ومن المقرر أن يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأيام المقبلة، مصنع الرمال السوداء في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ.
هذا المصنع الذي تم تنفيذه على مساحة 35 فدانا باستثمارات مشتركة بين محافظة كفرالشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومي، والشركة المصرية للثروات التعدينية، وباستثمارات تتخطى مليار جنيه، لاستخراج المعادن الاقتصادية التي تصل إلى 41 عنصرا معدنيا والتي تدخل في العديد من الصناعات منها صناعة الصواريخ والطائرات والسيراميك والدهانات بالإضافة إلى المواد الخام التي تستخدم في الصناعات الحديثة من الرمال السوداء.
الرمال السوداء هي رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر، وتتكون من المعادن الثقيلة، وخاصة معدني الماجنتيت والألمنيت، وتستغل كخامات للحديد.
كما تحتوي عادة نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت وغيره، وكلها معادن يغلب عليها اللون الداكن،وتستغل هذه الرمال السوداء من أجل استخراج معادن الحديد و المونازيت، وأهم البلاد التي تستغلها الهند والبرازيل ومصر.
وتوجد في الرمال السوداء في مصر 11 موقعا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر، تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة، وتوزع على 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب.
11 موقعا للرمال السوداء
ولاستغلال هذه الثروة تم إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، وتم التعاقد وشراء الكراكة الهولندية «تحيا مصر» ووصولها إلى مصر في 5 أغسطس من العام الماضي إلى ميناء بوغاز البرلس في محافظة كفر الشيخ تمهيدا لتفكيكها ونقلها لمصنع الرمال السوداء في نفس المدينة المصرية، والتي صممت خصيصا لشركة الرمال السوداء.
وأنشأت الحكومة المصرية موقعان للرمال السوداء بـ محافظة كفر الشيخ، الأول شرق البرلس بملاحة منيسي التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانا.
ويشارك في المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار، وتقدر استثمارات مصنع الرمال السوداء في شمال البرلس بـ 24 مليون دولار.
وهناك نوعان من الرمال السوداء بحسب تركيز المعادن الثقيلة، نوعية داكنة اللون غنية بالمعادن الثقيلة (70- 90%)، ونوعية رمادية تحتوي نسبة أقل من المعادن الثقيلة (40%).
وتؤكد الدراسات التي أجريت على الرمال بمحافظة كفر الشيخ أنها تحتوى على ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء، ووجود احتياطي آخر يعادل 200 مليار متر مكعب، مما يجعل بـ مصر أكبر احتياطي من الرمال السوداء بالعالم.
وترجع الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء إلى احتوائها على نسب من المعادن التي لها مردود تعدينى.
وتحتوي الرمال السوداء على معادن اقتصادية تدخل في العديد من الصناعات من أبرزها معدن الروتيل والألمنيت ويستخدم فى صناعة البويات، ومعدن الزركون ويستخدم فى صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية.
كما يستخرج من معدن الزركون عنصر الزركونيوم الذى يستخدم فى صناعة أغلفة الوقود النووى، وفى العديد من الصناعات النووية والإستراتيجية الأخرى، ومادة الجرانيت ويستخدم فى صناعة فلاتر المياه والصنفرة، والماجنتيت الذى يستخدم فى صناعة الحديد الإسفنجي و تغليف أنابيب البترول.
بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع وهو مصدر إنتاج العناصر المستخدمة فى الصناعات العالية التقنية التى تعتمد أغلبها على الإلكترونيات، كما إنه مصدر للحصول على اليورانيوم الذى يصلح كوقود نووى.