شهدت الأيام الماضية أزمة نقص في الأعلاف أثرت على سوق الدواجن في مصر، وانعكست على المنظومة بالكامل، من مربين وتجار وصولا إلى المستهلكين، الذين عانوا من حالة عدم استقرار أسعار الدواجن والبيض.
الحكومة تسيطر على الأعلاف
وتمثل الأعلاف عصب صناعة الدواجن في مصر، ويعتمد المنتجون عليها بشكل كبير، ولكن مرت صناعة الأعلاف بانتكاسة كبيرة نتيجة لعدة عوامل أهمها: تأثر مدخلات الصناعة التي يتم استيراد الغالبية منها من الخارج بالحرب الروسية الأوكرانية، إضافة لبعض الأمور الخاصة بالإفراج الجمركي وتوفر سيولة دولارية.
الحكومة تحركت على الفور وعقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا، اليوم الأحد عقب تصاعد الأزمة وتأثيرها على أسعار الدواجن والبيض، ووجود بعض الشكاوي من قبل المربين والتجار وكذلك المستهلكين،
حضر الاجتماع كل من السيد القصير وزير الزراعة، ونائب وزير الزراعة، والدكتور جمال نجم نائب محافظ البنك المركزي، وجرى اتخاذ بعض القرارات لإنهاء أزمة الأعلاف ومنتجي الدواجن، والتي تمثل انفراجة كبيرة للأزمة.
وأسفر الاجتماع عن قرار عاجل بالإفراج عن مستندات بقيمة 44 مليون دولار من بذرة فول الصويا، ما يعادل أكثر من 60 ألف طن، وسوف تستمر الإفراجات بصورة أسبوعية لمستندات الذرة والصويا.
ووجه عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، الشكر للدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي، ودولة مجلس الوزراء على الاستجابة السريعة لحل أزمات محتجين الدواجن لصالح المواطن المصري.
وقال السيد - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن قيادات الدولة المصرية تعمل دائمآ لصالح المواطن المصري، ومن المقرر أن تبدأ الإفراجات الجمركية عن مستندات بقيمة 44 مليون دولار من بذرة فول الصويا، ما يعادل أكثر من 60 ألف طن من الغد، وهذا يؤكد أنه على نهاية الأسبوع الجاري "سوف تنخفض أسعار الدواجن، ويستقر سوق الدواجن مرة أخرى".
واختتم أن مجلس الوزراء أكد على أن تلك الإفراجات سوف تحدث بشكل مستمر كل أسبوع، وهذا يعني أن أسعار أعلاف الدواجن سوف تنخفض وترجع إلى مسارها الطبيعي خلال الأيام المقبلة، حيث أن سعر طن العلف بلغ الآن 17 ألف جنيه.
من جانبه قال المهندس محمود العناني، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن أزمة الأعلاف تم حلها بعد اجتماع رئيس الوزراء اليوم مع وزير الزراعة وممثلي اتحاد منتجي الدواجن، لافتا إلى أن "الاجتماع شارك فيه أصحاب القرار وكان غاية في الأهمية".
أسعار الأعلاف داخل السوق
وأشار العناني لـ"صدى البلد، أن رئيس الوزراء كان مهتما بشكل كبير وتحدث بصورة إيجابية عن صناعة الدواجن، حيث أنها المصدر الأساسي للبروتين للشعب المصري، منوها بأنه "عرض الكميات المطلوبة شهريا خلال الاجتماع".
ولفت العناني إلى أنهم يحتاجون 250 ألف طن صويا شهريا، مؤكدا أن هناك إفراجات حقيقية حدثت بعد الاجتماع.
وأوضح: "طلبت من رئيس الوزراء أن يكون حجم الإفراج عن الأعلاف كبير"، مؤكدا أنه سيحدث انخفاض في أسعار الأعلاف بحد أدنى 20%، وهو ما سيؤثر على أسعار الدواجن والبيض "راضون عن الاجتماع بشرط أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه اليوم".
يذكر أن أسعار الأعلاف ومشتقاتها واصلت الارتفاع في الأسواق، بنحو 300 جنيه للطن، وسجل طن فول الصويا 21 ألف جنيه مع اختفائها من الأسواق، حيث تعد الصويا والذرة من أبرز مكونات الأعلاف التي تباع بصورة نهائية سواء للدواجن أو الماشية.
وسجل سعر العلف البادي بروتين 23%، 15000 جنيه، بينما سجل العلف النامي 21%، 14950 جنيها، وهي أسعار أرض المصنع بخلاف تكلفة النقل ومكسب التجار وسعر طن العلف الناهي بروتين 19% سجل 14850 جنيها، والعلف بادي نامي بروتين 21% سجل 14500 جنيه بزيادة 200 جنيه، والعلف البياض بروتين 18% سجل 12300 جنيه، فيما سجل العلف الحيواني 12 ألف جنيه ، وعلف الخيول 10 آلاف جنيه للطن.
وسجل سعر طن بذور الصويا 21 ألف جنيه، وكسب الصويا 18 ألف جنيه، الذرة المستوردة 10200 جنيه، فيما شهدت أسعار الذرة المتداولة في مصر ارتفاعا بعد بدء الإفراجات من الموانئ بشكل يومي وحل مشكلة توفير السيولة الدولارية لفتح اعتمادات مستندية لإتمام الاستيراد.
وارتفعت بذور الصويا إلى 20 ألف جنيه مقابل 8000 جنيه خلال العام الماضي بزيادة 12 ألف جنيه في الطن، وذلك بسبب عدم الإفراجات الجمركية.
وبحسب بيانات سابقة لوزارة الزراعة، يتجاوز حجم الاستثمار الداجني في مصر 100 مليار جنيه (5.1 مليار دولار)، لإنتاج 1.4 مليار طائر، و14 مليار بيضة سنويا تكفي الاحتياج المحلي.