دخلت الحرب بين حكومة إثيوبيا وقوات جبهة تحرير إقليم تيجراي مرحلة مفصلية اليوم الأحد، بعدما دعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وهو الأمر الذي أعلنت الجبهة استعدادها لاحترامه.
دعا رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد صباح اليوم، إلى "استئناف الخدمات الإنسانية" في تيجراي، وحث حكومة آبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي الشعبية - على "إعادة الالتزام بالحوار" مع بعضهما البعض، وفقًا لاتفاقهما على حضور محادثات السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي في جنوب أفريقيا.
من جانب آخر، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الأخير كان "قلقًا للغاية بشأن تصعيد القتال في تيجراي والذي سيكون له تأثير مدمر على المدنيين في وضع إنساني مأساوي بالفعل"، داعيًا إلى وقف فوري للأعمال العدائية.
وتابع البيان أن "الأمين العام يكرر دعمه الكامل لعملية الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي ويؤكد من جديد استعداد الأمم المتحدة لدعم الاستئناف العاجل للمحادثات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية دائمة لهذا الصراع الكارثي".
احترام الهدنة
ومنذ قليل، أعلنت جبهة تحرير تيجراي "استعدادها لاحترام" وقف إطلاق النار، حيث قالت في بيان: "نحن مستعدون لاحترام وقف فوري للعمليات القتالية. ندعو أيضًا المجتمع الدولي إلى إجبار الجيش الأريتري على الانسحاب من تيجراي واتّخاذ إجراءات تهدف إلى وقف فوري للعمليات القتالية والضغط على الحكومة الإثيوبية لتحضر إلى طاولة المفاوضات".
انسحاب إريتريا
في السياق ذاته، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تُشير إلى تصاعد العنف في شمال إثيوبيا حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن "تشعر بقلق عميق" بشأن تقارير تحدثت عن تصاعد العنف فى الصراع فى شمال إثيوبيا مضيفًا: "ندعو القوات الإثيوبية والقوات الإريترية إلى الوقف الفوري لهجومهما العسكري المشترك، وسحب إريتريا قواتها من شمال إثيوبيا".
ضحايا من لجنة الإنقاذ
والسبت، أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية أن أحد موظفيها ومدنيين اثنين لقوا حتفهم، في هجوم بإقليم تيجراي مضيفة في بيان لها: "تؤكد لجنة الإنقاذ الدولية بحزن التقارير عن سقوط أحد زملائنا نتيجة إصابات تعرّض لها أثناء هجوم في مدينة شاير بإقليم تيجراي".
وشهدت مدينة شاير الواقعة في شمال غربي تيجراي عمليات قصف من القوات الإثيوبية والإريترية على مدى أيام، وذلك في إطار هجوم مشترك ضد جبهة تحرير تيجراي الشعبية.
وأضافت اللجنة أن "موظفًا آخر في لجنة الإنقاذ الدولية أصيب في الهجوم، بينما لقي مدنيان آخران مصرعهما بحسب تقارير وأصيب 3 نتيجة الحادثة".
وذكرت المنظمة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، أن الموظف كان "يعمل على إيصال مساعدات إنسانية لإنقاذ حياة نساء وأطفال". وتابعت أن "عناصر الإغاثة والمدنيين يجب ألا يكونوا أهدافاً قط".
ومنذ نوفمبر 2020، تخوض حكومة آبي أحمد وقوات جبهة تحرير شعب تيجراي نزاعًا مسلحًا، بعد أن شن رئيس وزراء إثيوبيا عملية عسكرية في المنطقة متهمًا سلطات تيجراي بمهاجمة معسكرات الجيش الاتحادي.
وتوصل الطرفان إلى هدنة في مارس الماضي، استمرت 5 أشهر، قبل أن يتجدد القتال في نهاية أغسطس، وسط اتهامات متبادلة بشأن الجهة التي استأنفت إطلاق النار.