الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والهند.. علاقات أسسها ناصر وأكملها السيسي| 7 مجالات للتعاون تجمع البلدين

شكري ونظيره الهندي
شكري ونظيره الهندي

تجمع مصر والهند علاقات قوية وتاريخية، والتي شهدت مؤخرا تحولا إيجابيا في عدد من المجالات سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري فضلاً عن الاستثمارات القوية بين البلدين.

وتوالى الزيارات الرسمية بين قادة ومسؤولي البلدين، والتي تأتي فى إطار حرص البلدين على تعزيز الروابط والعلاقات بينهما على جميع الأصعدة، وأيضا للتشاور فيما يخص الوضع الإقليمي والدولي خاصة في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة.

زيارة وزير الخارجية الهندي

ورحب وزير الخارجية السفير سامح شكري، اليوم السبت، بزيارة وزير خارجية الهند الدكتور سوبرامانيام جايشاكنار - إلى مصر خلال فترة هامة تشهد فيها طفرة بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، مشيرا إلى انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة، حيث زادت حجم التبادل التجاري بمعدل 40%، وأن الزيارة "تأتي في ظل مرور 75 عاما على انطلاق العلاقات بين البلدين".

وأكد وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية الهند، أن البلدان ترتبطان بتاريخ طويل من العمل المشترك سواء في حركة عدم الانحياز أو التنسيق الثنائي، موضحا أن البلدين لديهما رغبة مشتركة في تحقيق الأهداف التنموية.

وأكد وزير الخارجية، أن مصر خلال السنوات الماضية حققت طفرة في الاستقرار والعمل على الارتقاء بمعيشة المواطن المصري ضمن برنامج حياة كريمة.

وأشار الوزير شكري إلى أنه تناول مع وزير خارجية الهند العديد من القضايا الإقليمية والدولية والارتقاء بالعلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي والاستفادة من الإمكانيات بين البلدين للدفع قدما في العلاقات بين البلدين، لافتا إلى تطلع مصر للاستفادة الكاملة من هذه العلاقة.

من جانبه، أكد اجايشاكنار، أن زيارته إلى مصر هي الأولى من نوعها منذ توليه منصبه، والتي تأتي في إطار الاحتفال بالعيد 75 على انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند، مشيرا إلى أن جائحة كورونا تسببت في أزمة وتعطل التبادل بين البلدين، وأن بلاده ملتزمة بتطوير العلاقات بين البلدين في ظل تعاون سياسي له تاريخ طويل بين البلدين.

وأشار وزير خارجية الهند إلى رغبة بلاده في عقد اجتماع مجموعة مكافحة الإرهاب، لافتا إلى وجود تعاونا في مجال الأمن والدفاع بين البلدين ومناورات مشتركة وزيارات منتظمة بين وفود البلدين ومناقشات في المجال الدفاع،

وأكد اجايشاكنار، أن قطاع التجارة والاقتصاد بين البلدين يتم تنميته بشكل ملحوظ في ظل وجود زيادة 2 مليار دولار، موضحا أنه "جرى التوافق على زيادة حجم التبادل التجاري خلال الفترة المقبلة، وأنه توجد شركات هندية لديها استثمارات تتعدى 3 مليارات دولارات في مصر.

وكشف أن بلاده لديها اهتمام بمجال الصناعة وخاصة الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنه جرى دراسة كيفية زيادة التواصل وتنشيط حركة السياحة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، وأنه جرى التوافق على بناء القدرات وتبادل الخبرات في ظل وجود 2400 مصري يتم إرسالهم للهند لاكتساب الخبرات.

العلاقات الاقتصادية بين البلدين

وتعد الهند ثالث أكبر شريك تجاري لمصر، حيث تبلغ الاستثمارات الهندية في مصر حوالي 3 مليار دولار، وتتركز فى قطاعات الغزل والنسيج، تخزين البضائع المتنوعة، البترول والبتروكيماويات، وتعد مصر السوق الثالث للصادرات الهندية إلى الأسواق الأفريقية، بينما الهند السوق الثاني للصادرات المصرية إلى الأسواق الآسيوية.

وقد بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين حوالي  6.272 مليار دولار في عالام 2021 مقارنة بـ 3.917 مليار دولار في العام 2020، بنسبة نمو 60.12 %.

وبلغت الصادرات المصرية إلى الهند 2.992 مليار دولار عام 2021 مقابل 1.768 مليار دولار عام 2020، وشملت الصادرات 68 مجموعة سلعية، بينما بلغت صادرات الهند إلى مصر 3.280 مليار دولار عام 2021 مقابل 2.149 مليار دولار عام 2020، وشملت الصادرات 87 مجموعة سلعية.

وتصنف مصر المصدر الرابع والعشرين عالميا للفاكهة، بينما تصنف الهند الثالث عشر عالميا من حيث استيراد الفاكهة، والمصدر الرابع عشر عالميا للأسمدة، بينما تصنف الهند الثالث عالميا من حيث استيراد الاسمدة، وتصنف الهند المصدر العاشر عالميا للقمح، بينما تعتبر مصر السادس عالميا من حيث استيراد القمح، كما أن الهند المصدر الخامس عشر عالميا للحوم، بينما تعتبر مصر الخامس والعشرين عالميا من حيث استيراد اللحوم.

وفي مجال الاستثمار بين البلدين فإن هناك أكثر من 50 شركة هندية تعمل في مصر بمختلف القطاعات (الزراعة، والملابس، ومكونات السيارات، والمواد الكيميائية، والأغذية، والضيافة، والدهانات، والورق، والأدوية، والبلاستيك، ونقل الطاقة، والطاقة المتجددة، والبيع بالتجزئة، وغيرها)، حيث أشارت التقديرات إلى أن الشركات الهندية توفر حوالي 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وبالنسبة لاستثمارات الشركات المصرية في الهند تبلغ حوالي 36.7 مليون دولار، حيث تقوم مجموعة السويدي بتصنيع العدادات الكهربائية الذكية، وتعمل شركة (كابسي) للدهانات في مجال إنتاج دهانات السيارات، بينما تمتلك الشركة الحديثة للمواد العازلة (بيتومود) مصنعا.

وبالنسبة للمشروعات التنموية الهندية في مصر، فقد تم الانتهاء من مشروع للإنارة بالطاقة الشمسية في قرية (أجعوين) بمحافظة ويوفر المشروع الكهرباء لـ40 منزلاً بالإضافة إلى مدرسة ومسجد ومركز مجتمعي هناك.

كما تبلغ عدد الشركات الهندية العاملة في مصر 450 شركة بإجمالي قيمة استثمارات 3 مليار دولار، ومن أهم القطاعات التي تستثمر فيها الشركات الهندية قطاعات الكيماويات والمنسوجات والبويات.

الزيارات قاطرة تجمع البلدين

وقال خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسي، إن العلاقات بين نيودلهي والقاهرة هي علاقات تاريخية ووثيقة منذ أيام الزعيم جمال عبد الناصر، كما أن مصر والهند أسسا حركة (عدم الانحياز)، ومصر كانت سباقة في إحداث نهضة ولكن ما يميز الهند هو إهتمامها الكبير في مجال تطوير علوم التكنولوجيا والبرمجيات وهذا ما أدى لإحداث نهضة كبيرة في الهند.

وأضاف البرديسي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه في ظل العالم الجديد وتشكيل أقطاب ومحاور جديدة تستطيع مصر أن تستفيد من نهضة الهند، موضحا أن تقوية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والعلمية مع الهند السبيل الوحيد إلى تحقيق ذلك، وهذا يحدث من خلال الزيارات التي تتم بين الطرفين لتمهيد الطريق ولمعرفة المزايا التي يمتلكها كل بلد.

ولفت: مصر لديها المنطقة الاقتصادية بقناة السويس - محطات الكهرباء والبنية التحتية وهذه عوامل تجعل من مصر جاذبة للاستثمارات، على الجانب الآخر يمكن لمصر أن تستفيد من نهضة الهند في مجال علوم التكنولوجيا والبرمجة،  لافتا أن هذا سيحدث بفضل الزيارات السياسية، حيث أنها القاطرة التي ترصف الطريق أمام العلاقات الأقتصادية والاستثمارية.

ودعا وزير الخارجية الهندي مصر لحضور  قمة العشرين - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بوزارة الخارجية المصرية، قائلا إن "مصر ستضيف قيمة كبيرة لقمة العشرين".

قمة العشرين من المقرر أن تستضيفها الهند، خلال سبتمبر من العام 2023، وستستمر على مدار يومين في العاصمة نيودلهي، حيث تترأس الهند مجموعة العشرين، لمدة عام واحد، يبدأ في الأول من ديسمبر المقبل، ويستمر حتى الثلاثين من نوفمبر من العام المقبل.

وقال الوزير الهندي، إن بلاده تدعم مصر بالكامل في استضافة مؤتمر المناخ المقبل في شرم الشيخ الذي ينطلق الشهر المقبل.

ومجموعة العشرين هي المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي وتضم قادة من جميع القارات ويمثلون دولًا متقدمةً ونامية.

وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين(الولايات المتحدة وتركيا وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا والسعودية وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وأستراليا والاتحاد الأوروبي) حوالي 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام.

مقابر هليوپوليس العسكرية

وقد شارك سوبرامانيام جايشانكار - خلال زيارته اليوم إلى مصر في تكريم "بابو" في حديقة الحرية الشهيرة بالقاهرة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بقضية الحرية. 

وقال فى تدوينة له" أتمنى أن تستمر رسالته في إلهام العالم من أجل السعي لتحقيق العدالة والمساواة للجميع".

كما شهد وزير خارجية الهند ‏تكريم ذكرى الجنود الهنود في مقابر الكومنولث بمصر الجديدة في القاهرة.

وقال: "قدم الهنود تضحيات في جميع أنحاء العالم من أجل خدمة الإنسانية، وإنهم مصدر إلهام لنا ونحن نسعى جاهدين لإرساء نظام عالمي أكثر حداثة وعدالة".

ومقابر الكومنولث أو مقابر هليوپوليس العسكرية، هي إحدى المقابر التي أقيمت تخليداً لذكرى ضحايا الحرب، وأسستها لجنة مقابر الكومنولث.