الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاتورة الإنترنت واقتراح التسوية والعلاقة مع بوتين.. لماذا تغير موقف إيلون ماسك من الحرب في أوكرانيا؟

الملياردير إيلون
الملياردير إيلون ماسك

عندما نشبت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، استهدف الجيش الروسي بطبيعة الحال مرافق البنية التحتية المدنية والعسكرية على السواء في أوكرانيا، وبينها أو في مقدمتها البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت.

وفور انقطاع اتصال أوكرانيا بالعالم عبر الإنترنت، سارع رجل الأعمال الكندي الأمريكي الملياردير إيلون ماسك بتقديم خدمة الإنترنت للأوكرانيين مجانًا، من خلال نظام "ستارلينك" المملوك لشركته "سبيس إكس"، والذي يتيح الاتصال بالإنترنت عبر أقمار صناعية خاصة بهذا النظام، في خطوة حظي إيلون ماسك بالكثير من الثناء والمديح عليها.

هل يقطع إيلون ماسك خدمة الإنترنت عن أوكرانيا

لكن مؤخرًا، قال إيلون ماسك إن شركته سبيس إكس لن تستطيع الاستمرار في تمويل تقديم خدمات الإنترنت لأوكرانيا عبر شبكة ستارلينك إلى أجل غير مسمى، ونشرت وسائل إعلام أمريكية نشرت تقارير أفادت بأن ماسك طلب من وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي تحمل نفقات تمويل تلك الخدمات بدلا منه.

ونشر ماسك تغريدة على حسابه على موقع تويتر جاء فيها: "سبايس إكس لا تطالب باسترداد التكلفة السابقة، لكنها لا تستطيع الاستمرار في تمويل المنظومة القائمة بالفعل إلى أجل غير مسمى".

وعاد إيلون ماسك ليعلن اليوم الجمعة أن خدمة "ستارلينك" التي تملكها شركة "سبيس إكس"، ستستمر في إمداد أوكرانيا بالإنترنت "مجاناً".

وكتب إيلون ماسك على حسابه بموقع تويتر "رغم أن ستارلينك ما زالت تخسر أموالا.. وهناك شركات تجني المليارات من جيوب دافعي الضرائب.. سنستمر في إمداد الحكومة الأوكرانية بالإنترنت بشكل مجاني".

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تعمل خدمات ستارلينك على توفير إنترنت فائق السرعة اعتمادا على شبكة من الأقمار الصناعية. ولعبت هذه الخدمات دورا حيويا في دعم القوات الأوكرانية أثناء القتال من أجل استعادة السيطرة على أراضيها، وتعزو أوكرانيا الفضل إلى ستارلينك في إعادة تشغيل البُنى التحتية في المناطق الرئيسية بعد أكثر من 100 ضربة صاروخية روسية تلقتها البلاد الأسبوع الماضي.

لكن تشغيل الإنترنت باستخدام هذه الخدمات تقدر تكلفته بحوالي 20 مليون دولار شهريا، وفقا لإيلون ماسك الذي قال إن شركته سبيس إكس أنفقت 80 مليون دولار حتى الآن حتى تمكن أوكرانيا من الاتصال بالإنترنت.

وقال ماسك: "إضافة إلى مستقبلات الإشارة الخاصة، علينا إنشاء وإطلاق وصيانة وتجديد الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية، وعلينا أيضا أن نستمر في توفير دفاعات ضد الهجمات الإلكترونية والتشويش، وهي المهمة التي تزداد صعوبة".

وفي محاولة لتهدئة التوترات بين ماسك وكييف، قلل نائب رئيس وزراء أوكرانيا ميخايلو فيدوروف من شأن الخلاف القائم في تغريدة عبر حسابه على تويتر أكد فيها أن إيلون ماسك "أحد أكبر المتبرعين من القطاع الخاص لصالح أوكرانيا".

وأضاف فيدوروف أن "ستارلينك من العناصر الضرورية اللازمة للبُنى التحتية المهمة في بلادنا". وقال مستشار في الرئاسة الأوكرانية إن كييف سوف تتوصل إلى حل من أجل استمرار تشغيل خدمات ستارلينك.

استفتاء التسوية.. اقتراح إيلون ماسك يعجب الكرملين ويستفز كييف

نشر إيلون ماسك تغريدة على موقع "تويتر" في 3 أكتوبر الماضي، اقترح فيها حلًا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يقوم على إعادة إجراء استفتاءات تحت إشراف الأمم المتحدة في المناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا مؤخرًا، والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم استنادًا إلى حقائق التاريخ، وبقاء أوكرانيا دولة محايدة بين روسيا والغرب.

وقال الكرملين إن وضع إيلون ماسك خطوطا عريضة لاتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا "خطوة إيجابية"، وأفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن موسكو منفتحة دائما على التفاوض لإنهاء الصراع.

وأشعلت تغريدة ماسك جدلا واسعا وغضبا بين صفوف الأوكرانيين، الأمر الذي استدعى ردا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وكما فعل ماسك، نشر الرئيس الأوكراني استبيانا على "تويتر" مع خيارين هما: أيهما تحب أكثر: إيلون ماسك الداعم لأوكرانيا، أم ذلك الداعم لروسيا.

من جانبه، علّق مساعد الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك على استبيان ماسك بالقول: "لدي خطة سلام أفضل، تستعيد أوكرانيا بموجبها أراضيها بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وجعل روسيا منزوعة السلاح وخالية من الأسلحة النووية، ومحاكمة مجرمي الحرب الروس دوليا".

وواصل ماسك رده على التعليقات التي هاجمت استبيانه قائلا إنه لا يهتم بأن تحظى اقتراحاته بشعبية كبيرة، فما يشغله هو موت ملايين الأشخاص بدون داع لذلك.

هل أصبح إيلون ماسك رجل بوتين الخفي؟

ونفى إيلون ماسك صحة تقارير إعلامية زعمت أنه تحدّث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، وناقشا خطة سلام تقترح أن تتنازل كييف عن بعض أراضيها لموسكو.

وقال ماسك على حسابه في "تويتر"، إنه لم يتحدث مع بوتين إلا مرة واحدة فقط منذ 18 شهرا بخصوص الفضاء.

وكانت مصادر متعددة قد كشفت أن الملياردير ورجل الأعمال إيلون ماسك قد تحدث مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يغرد على تويتر باقتراح لإنهاء الحرب في أوكرانيا كان سيشهد التنازل عن الأراضي بشكل دائم لروسيا.

وفي رسالة بريدية تم إرسالها إلى مشتركي مجموعة أوراسيا، كتب المحلل السياسي الأمريكي إيان بريمر أن إيلون ماسك أخبره أن بوتين "مستعد للتفاوض" ، ولكن فقط إذا ظلت شبه جزيرة القرم روسية، وإذا قبلت أوكرانيا شكلاً من أشكال الحياد الدائم، واعترفت بضم روسيا للوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا.

ووفقًا لبريمر، فقد قال ماسك إن بوتين أخبره أن هذه الأهداف ستتحقق "بغض النظر عن أي شيء"، بما في ذلك احتمال توجيه ضربة نووية إذا غزت أوكرانيا شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014.