"الحاجة هي أم الإختراع " وفي الريف المصري، يفكر أهالي القرية فقراء كانوا أو أغنياء دائما خارج الصندوق.. ففي قرى بني سويف لا يلجأ الكثير من الأهالي الي إقامة الأفراح في القاعات المغلقة باهظة التكاليف، وإنما غالبا ما يقيمونها أمام المنازل في الشوارع والحارات ويتجه البعض إلى عمل سرادق كبير ملئ بأنوار الزينة في الحقول وعلي مساحات شاسعة .
ناهيك عن غلاء الأسعار في حجز القاعات والتباعد الاجتماعي في القاعات المغلقة وما قد يتسبب من أضرار مادية وصحية .
ولهذا، بدأ عدد من الأهالي إقامة أفراحهم في الزراعات في الهواء الطلق و التفكير خارج الصندوق، لإيجاد طرق بديلة لإقامة الحفلات، بدلا من القاعات المزدحمة والمشغولة حتي نهاية الموسم
تمسك الفلاحون من أهالي بني سويف بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الأجداد، والمتمثلة في العزومات وذبح الولائم ، ويشتهر العرب خاصة بكرمهم الزائد في الأفراح والعزومات والتي تختلف من قرية لأخرى، فالعادات عند الفلاحين تختلف عن العادات عند البدو أو ما يطلقونه عليهم "العرب" أي عرب ليبيا او عرب الجزيرة العربية المقيمين في أرجاء مصر
وعلي الرغم من التشابه الشكلى فى الزواج وإقامة الأفراح فى أغلب المجتمعات المصرية، إلا أن أهالي القري ببني سويف لديهم عادات وتقاليد راسخة فى الزواج، وموروثات ثقافية واجتماعية ثابتة لم تتغير أو تتأثر بالثقافات الجديدة التي طرأت على المجتمعات في الآونة الأخيرة.
فالكثير من أهل القري يشتهرون بالكرم والطيبة ويعيشون حياة قناعة ورضا وترابط أسري في البيت وفي الحقل، وإن اختلف شكلا، فإنه لا يختلف في التنفيذ ، فأفراد الأسرة في المنزل يجتمعون على مائدة واحدة في الوجبات، خاصة فى الأعياد والمناسبات، ويكون حديثهم عن القيم والأخلاق.
ويشتهر أهالي القرية السويفية خاصة والمصرية عامة بالكرم والطيبة، حيث تقوم عائلتي العروسين في القرية بعمل ولائم وعزومات للأهل والجيران ،وأهالي القرية دون استثناء ،ناهيك عن أهالي القري المجاورة لقريتهم .
وغالبا ما يقوم صاحب الفرح أو العزومة بذبح من عجل أو اربعة عجول كل حسب امكانياته وعلاقاته بالمعازيم الذين وجهت لهم الدعاوي ، وتقوم السيدات ممن اشتهرن بحرفية الطبخ الجماعى بطهي الطعام وتجهيزه، لكن معظم العائلات فى الوقت الحالى يقومون باستئجار طهاة محترفين لتولى هذه المهمة " من الألف الي الياء".
ويحرص الجميع علي تقديم واجب الضيافة للمعازيم علي مدار يومين لان العزومات عادة متوارثة من الآباء والأجداد، وتعمل على توطيد العلاقات والترابط والحب والأخوة بين الأهل والجيران، ونبذ التباعد والشحناء.