احترف العم " عباس حسن" صناعة السجاد اليدوى بعمر 10 أعوام، ويأبى أن يتركها، رغم سنوات عمره التى جاوزت الثمانين عاماً، معتبراً إياها بأنها مصدر رزقه خلال الفترة الماضية، و سعادته فى الفترة الأخيرة، حيث يقضى أوقات فراغه فى صناعة منتجات السجاد وتعليم الراغبين فى تعلم هذه الحرفة من أبناء قنا .
سنوات العمر التى جاوزت الثمانين عاماً ، لم تكن حائلاً أو عائقاً ، أمام العمل فى حرفة السجاد اليدوى، رغم مشقة العمل به، والذى يحتاج إلى قوة جسدية و وقت طويل لإنجاز قطعة واحدة من السجاد، بل كانت دافعاً قوياً لبذل المزيد من الجهد لإنتاج كميات أكبر من السجاد لمواجهة أعباء المعيشة وقتل وقت الفراغ.
عم عباس: أبنائى رفضوا العيش فى جلباب السجاد
عم عباس، كما يحب أن يطلق عليه المحيطين، لم يحصل على قدر كبير من التعليم، فقد اكتفى بالمرحلة الابتدائية، ليتفرغ لحرفة السجاد و التى كانت المصدر الرئيس للدخل، تمكن من خلالها من الإنفاق على نفسه و أبنائه، حتى تمكن من إلحاقهم بالمرحلة الجامعية فى كليات مختلفة، لكن فى المقابل قصد مراكز التدريب المهنى، لصقل موهبته فى صناعة السجاد اليدوى، وجمع بين التعليم التلقائى الذى توارثه عن آبائه و بين التعليم المعتمد فى تعليم الحرف اليدوية.
الحرفة التى أحبها وعشقها، قبل أن تكون مهنة للربح، جعلت العم عباس، يخصص الكثير من الوقت، لتعليم الراغبين من الرجال والنساء، أساسيات حرفة السجاد اليدوى، دون مقابل، حتى تكون لهم عوناً فى مواجهة أعباء المعيشة، وتلبية المتطلبات اليومية، وحتى لا تندثر الحرفة، كما اندثرت الكثير من الحرف التراثية التى كان يزخر بها صعيد مصر ومحافظة قنا تحديداً.
تعلمت صناعة السجاد وعمرى 10 أعوام
قال عباس حسن " صانع سجاد يدوى" تعلمت حرفة السجاد اليومى وعمرى 10 أعوام، و احترفتها أكثر بعدما أنهيت دراستى الابتدائية عام 1950، وحتى أكون أكثر احترافي وقدر على صناعة منتجات و أشكال مختلفة، التحقت بمركز التدريب المهنى، و تدربت على يد صانع سجاد محترف بمدينة نجع حمادى، ومن وقتها و أنا أعمل فى هذه الحرفة دون توقف، رغم ما تعانيه الحرفة من تراجع عن الفترة الماضية.
وتابع حسن، أبنائى السبعة رفضوا العمل معى فى صناعة السجاد، وجميعهم التحقوا بكليات مختلفة، وبعد إنهاء المرحلة الجامعية، عمل كل منهم فى مجال مختلف، وهو ما جعلنى استمر فيها بمفردى، فأبنائى لا يرغبون العمل فيها و أنا لن أضغط عليهم، لأنها حرفة صعبة ولن تلبى الاحتياجات المادية فى ظل الظروف الحالية.
و أضاف حسن، سوف أستمر فى هذه الحرفة حتى آخر يوم فى عمرى، ولن أبخل على أى شخص أو فتاة تريد تعلم هذه الحرفة التى تعد جزءًا من التراث القديم، فرغم مشاقها ومتاعبها، إلا أنها صاحبة فضل على، وهى بمثابة فرش و غطاء للكثير من البسطاء لسعرها الذى يعد فى متناول الكثير من المواطنين رغم ارتفاع خاماتها فى الفترة الأخيرة، كما أنها لم تعد قاصر على الفقراء فقط، بل أصبحت مقصدًا للكثير من الأثرياء يستخدمونها فى دواوينهم لما يتميز به السجاد اليدوى من شكل تراث وصحى.
كنت أبيع الكليم بـ 10 قروش
و أشار حسن، إلى أنه كان يبيع الكليم بـ 10 قروش، لكن مع مرور الزمن و ارتفاع أسعار خامات صناعة الكليم والسجاد، وصل سعر الكليم الصغير إلى 30 جنيه، و أنه كان يشترى الخيوط من شارع كلوت بك بالقاهرة، ونتيجة معاناة السفر فكر فى عملها يدويا و اتجه لشراء بكرات خيوط كاملة من مدينة نقاده، و تولى بعدها تنظيم خيوط السدوة التى تصل إلى 350 خيط يتم صفهم بنظام معين.