محافظة أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية، عروس المشاتى، المحافظة الغنية بتفردها وامتلاكها للعديد من المقومات الطبيعية من الطبيعة الساحرة والخلابة، والطقس المعتدل الجاف.
ونلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على أبرز المناطق الهادئة التى تقع على صفحة نهر نيلنا الخالد، وهى جزيرة " الألفنتين " والتى تتميز بجذب السائحين وخطف أنظارهم بمجرد القيام برحلات نيلية وسط الجزر النيلية والشلالات المائية.
أهمية تاريخية وسياحية وبيئية
ويقول أحمد مصطفى- مرشد سياحى بأن جزيرة " الألفنيتن " تمثل أهمية تاريخية وسياحية وبيئية عالمية، لكونها تمثل بانوراما جمالية متكاملة تبهر الزائرين والأفواج السياحية من مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن جزيرة الألفنتين تتكون من طبقة سميكة من طمى النيل عالى الخصوبة تكونت واستقرت على مدار آلاف السنين وأسفل منها صخور الجرانيت مثلها مثل كل جزر أسوان، وقد تم تعريفها في النصوص المصرية القديمة باسم "أبو" أي "الفيل" على إعتبار أن تلك الجزيرة كانت ميناء مهما لاستقبال العاج الأفريقي المستخرج من ناب الأفيال، ثم تحولت في اللغة اليونانية إلى كلمة "الفنتين" elephas بمعنى "عاج سن الفيل" التي تحملها الجزيرة الآن.
وتابع بأن تاريخ الجزيرة القديم وأهميتها التاريخية والأثرية يشير إلى أنه تبقي من مدينة إلفنتين الأثرية تل من الأطلال يصل ارتفاعه إلي 12 متراً، وبدأت الحفائر عام 1969 بواسطه المعهد الألماني للآثار بالتعاون الوثيق مع المعهد السويسري للأبحاث المعمارية والأثرية لمصر القديمة، وكان الجزء الجنوبي من الجزيرة أثناء العصر العتيق "حوالي 3200 ق.م" مجموعة من الصخور الجرانتينة الضخمة ولم يكن يظهر منها أثناء الفيضان سوي صخرتين ضخمتين هما الأساس لجزيره إلفنتين، وتم ردم ما بينهما في عصر لاحق.
البعثات الأثرية المصرية والأجنبية
وأن البعثات الأثرية المصرية والأجنبية قد وجدت الآلاف من القطع الفخارية المكتوب عليها باللغة العربية وذلك فى عدة مواقع فى شمال وجنوب مصر، ومن أهم تلك المواقع هو موقع جزيرة الفنتين بأسوان حيث أن المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة يقوم بإجراء حفائر أثرية فى جزيرة الفنتين بأسوان وذلك بالاشتراك مع المعهد السويسرى للأبحاث المعمارية والأثرية لمصر القديمة وذلك منذ عام 1969 وحتى الآن فى مواسم عمل سنوية تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر.
وأشار إلى أنه تم الكشف عن وجود معاملات تجارية كبيرة بين تجار مسلمين ومسيحيين مما يدل على طبيعة العلاقات الطيبة بين مختلف فئات المجتمع المصرى رغم إختلاف العقائد الدينية، وأنه كان يتم أحيانًا بعض المعاملات بالآجل أو بالتقسيط لتيسير التعامل أى يتبقى جزء من ثمن البضاعة ويتم كتابة إيصال بباقى الديون المستحقة ضمانًا لحق الطرف الدائن في التسديد له من الشخص المدين .
وتابع أنه تم الكشف أيضا عن أن جزيرة الفنتين كانت المركز الرئيسي فى استيراد الحيوانات الحية من السودان مثل الأبقار والجاموس والتى كان يتم الاستفادة من لحومها وجلودها ، وهذه التجارة ساعدت على ازدهار الصناعات الغذائية من منتجات الألبان ، وأيضًا صناعة الجلود الى جانب الكشف عن طريقة نادرة جدًا من التوقيعات استخدمها بعض التجار على بعض القطع فى شكل فورمة مثل توقيعات البنوك حاليًا ، وهذه الطريقة من التوقيعات نادرة جدًا .
كما أن جزيرة الفنتين يوجد بها مقبرة خنوم المقدسة وهي أقدم مخطوطة صخرية ( خوفو أنخ) تعود للأسرة الرابعة بها مقياس للنيل اكتشف عام ١٨٢٢ واستعمل على يد الفلكي المصري محمود بك وبه مقياس جديد من المرمر وبه متحف إنشاء عام ١٩١٧ وكانت تضم كل أثار النوبة المكتشفة قبل بناء الخزان ، والمتحف كان مقر للسير وليم ولكوكس كبير مهندسي خزان أسوان و تم بناء متحف ملحق عام١٩٨٩ تم تنفيذه من قبل البعثة الألمانية والتى تضم أثار تعود إلى ما قبل الأسرات .
وترجع إلى أقدم تجمعات سكنية إلى عصور ما قبل التاريخ عصر "نقادة الوسيط" عام (3500 ق.م) ، وتتبع معابد الآلهة ساتت منذ عصر نقادة المتأخر عام (2300 عام ق.م) عندما كان المعبد لا يزال كوخًا بسيطًا من اللبن يقع بين 3 صخور جرانيتية عالية ، وكانت تمثل قديمًا مركزًا تجاريًا يشرف على تجارة الجنوب لموقعها المميز.
ومع توحيد القطرين على يد الملك مينا وقيام الدولة الموحدة عام 3000 ق.م أضيفت إلى أهميتها أنها مركز جلب الأحجار الصلبة "الجرانيت" ليتم إرساله إلى جميع أنحاء مصر ، وقد أقيم بها في نهاية الأسرة الثالثة عام (2600 عام 2450 ق.م) هرم مدرج وكان الهرم يمثل التواجد الرمزي للملك ، وفى أواخر الأسرة الرابعة عام (2600 ق.م إلى عام 2450) أقيمت مكانها ورش الحرفيين وفى الأسرة الخامسة عام (2450 ق.م- إلى عام 2300 ق.م).