قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعيدا عن آلة الحرب .. لماذا رفض الإسرائيليون ترسيم الحدود البحرية مع لبنان؟

  الصراع بين لبنان وإسرائيل
الصراع بين لبنان وإسرائيل
×

نجحت الوساطة الأمريكية التي استغرقت عامين في إنهاء الصراع القائم بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بعيدا عن الآلة العسكرية، الأمر الذي يتيح للدولتين التنقيب عن الغاز والنفط بالمنطقة المتنازع عليها من مياههما الإقليمية.

الصراع بين لبنان وإسرائيل

الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يكاد يكون الأول من نوعه في القرن الحالي الذي يجري بعيدا عن الآلة العسكرية، حيث تسيطر حالة الحرب على الوضع فيما بين لبنان وإسرائيل منذ احتلال فلسطين عام 1948.

والدولتان ملتزمان بوقف إطلاق النار على طول ما يسمى بالخط الأزرق، والذي كانت الأمم المتحدة حددته بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان قي العام 2000.

وكانت بداية اشتعال الأزمة من جديد عندما اقدمت إسرائيل على التحرك للتنقيب على الغاز الطبيعي داخل المناطق المتنازع عليها بين تل أبيب وبيروت، وذلك بعد وصول سفينة تابعة لشركة "إنرجيان باور"، المتعاقدة مع الجانب الإسرائيلي للتنقيب عن الغاز في حقل كاريش النفطي بالبحر الأبيض المتوسط.

والمنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل توجد من الجانب اللبناني والإسرائيلي بشرق البحر المتوسط، وتبلغ مساحتها نحو 860 كيلو متر مربع، وهي مناطق غنية بالغاز الطبيعي والنفط.

ورغم السرية التي كانت تحاوط مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إلا أن بعض الوكالات العالمية وأبرزهم وكالة أسوشيتد برس نشرت بعض النقاط أبرزهم:-

اتفاقية ترسيم الحدود البحرية

فقد أصبح حقل "كاريش" للغاز في البحر المتوسط، وفق الاتفاقية في الجانب الإسرائيلي بشكل كامل، وفي المقابل سيطر لبنان على حقل "قانا" الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية تمت بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، لافتا أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين ستمكن لبنان من استخراج النفط والغاز، مما سيعزز اقتصاد بلاده، وأن هذه الاتفاقية بمثابة "الهدية المرضية للشعب اللبناني".

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أن الاتفاقية ستعزز أمن بلده، وستنعش الأقتصاد الإسرائيلي.

من جانبه قابل فريق كبير من الإسرائليين اتفاقية ترسيم الحدود بالرفض، مؤكدين أنها لم تحافظ على حقوق دول إسرائيل المقررة سابقا، وأنه جرى توقيعها تحت مخاوف وضغط من صواريخ حزب الله.

من جهته كشف السياسي اللبناني عبدالله نعمة في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أزمة النفط والغاز بالبنان ليست بالأمر الحديث، مشيرًا أن الدولة اللبنانية منذ عدة سنوات أتت بشركة نفط عالمية وقامت بالتنقيب عن النفط في أماكن عديدة منها على سبيل المثال منطقة عدلون في الجنوب، ومنطقة بدياس جانب نهر الليطاني، وكذلك في عكار، والبقاع، ولكن بسحر ساحر تم ردم هذه الآبار ولم تعرف النتائج وكل الذي قيل يومها إنه لا يوجد نفط في لبنان.

وأكد نعمة، أن بعد الحرب على سوريا وتدخل روسيا وإيران وأميركا ودول الخليج عاد الحديث عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط مقابل فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا بقوة وأظهرت الدراسات وجود كميات هائلة من النفط مقابل هذه الدول ومن ضمنها لبنان.

الحدود بين لبنان وإسرائيل مباحة

وأضاف نعمة، أن الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة التي تحتلها إسرائيل لم تكن مرسمة، وبتدخل الأمم المتحدة تم ترسيمها، واستعادت لبنان آلاف الكيلومترات المربعة وتم وضع خط وهمي مشار اليها ببراميل مطلية باللون الأزرق، أعتبرت أنها الحدود بين البلدين وباتت تعرف فيما بعد بالخط الأزرق، ولكن بقي هناك أراض محتلة منها على سبيل المثال مزارع شبعا، وكفرشوبا، أضافة إلى قري لبنانية لم يتم أي تفاوض بشأنها، وهي ما يعرف بالقري السبع، ومنها على سبيل المثال طربيخا وصلحا وهونين وقدس، فهذه هي قرى لبنانية احتلها اسرائيل عام ،1948 وهجرت اهلها واهلها يحملون الجنسية اللبنانية.

وتابع نعمة، بعد الحديث عن الثروة النفطية بدأ النزاع بين لبنان ودولة الإحتلال على الحدود البحرية، وكان هناك خطوط وهمية متعارف عليها كالخط المعروف بخط هوف، أضافة إلى خط ناتج عن اتفاق وقعة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة مع الدولة القبرصية وهذا الإتفاق نتج عنه خط مجحف بحق لبنان، إذا أن الدولة اللبنانية خسرت من جرائه ما يقارب 1240 كلم بحري

وواصل نعمة، تولى رئيس مجلس النواب نبيه بري مهمة التفاوض مع الأمريكان وبقي الملف بين يديه حوالي 10 سنوات وكان له قولا مشهورا وهو: "لن نتنازل عن كوب ماء واحد من ثروة لبنان ولا حتى عن قطرة غاز واحدة نريد حقنا كاملا"، وقبل سنة تولى الملف رئيس الجمهورية ميشال عون لأن الدستور اللبناني حصر بشخصه موضوع التفاوض الدولي.

الوسيط الأمريكي أموس هوكستيين

واستكمل نعمة: أرسلت أمريكا الوسيط عاموس هوكستين أو أموس هوكشتاين وهو بالمناسبة إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية ليكون وسيطا بين لبنان واسرائيل وليتولى إدارة المفاوضات الغير مباشرة لأن الدولة اللبنانية لا تعترف بوجود دولة إسرائيل إنما تعترف بوجود فلسطين المحتلة، وفي بداية المفاوضات صرح هوكشتاين أكثر من مرة أن موقف لبنان ضعيف في المفاوضات وعلى اللبنانيين أن يتقبلوا بما تعطيه لهم إسرائيل لمعالجة وضعهم الإقتصادي الصعب ولكن هذا الموقف لاقى أجماعًا وطنيا لبنانيا بالرفض.

ولفت نعمة، أنه بإرسال المسيرات تبين أن لبنان قادر على تعطيل استخراج النفط والغاز الذي تحتاجه أوروبا، وأنه بالفعل قادر على تشكيل تهديد للمنصة الإسرائيلية، ولهذا تدخلت أميركا بقوة لفرض الاتفاق ووفقا للحق اللبناني على إسرائيل، وكونها على أبواب انتخابات بدأت المناكفات السياسية داخلها ما بين نتنياهو ولابيد.

ولفت اتهم نتنياهو الحكومة الإسرائيلية الجالية برضوخها أمام ضغط حزب الله، فأعلن لابيد رفضه للمطالب اللبنانية والتعديلات التي طالب بها اللبنانييون ولكن أمريكا وبتوجيهات من الرئيس بايدن فرضت على إسرائيل الرضوخ بعد تلبية كافة المطالب اللبنانية وبتدخل المقاومة، وبعد أن كان الموقف اللبناني ضعيفًا في البداية.

وكان أموس هوكشتاين الوسيط الأمريكي مستخفا باللبنانيين بات كل ساعة يتصل بنائب رئيس مجلس النواب الياس، ويطلعه على كافة التطورات والذي بدوره ينقلها الى رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال عون، والأمور حاليا متجهة الى توقيع اتفاق بين لبنان واسرائيل.

واختتم نعمة، بأن لا ننسى أن لبنان لديه أبار وحقول أخرى في البحر ممتده من الشمال إلى الجنوب، وسيتم الاستخراج منها، وهناك حقل من الغاز معروف برقم 4 موجود في منطقة جبيل في البحر المتوسط وهي على عمق 1250 مترا، تم اكتشافها على مساحة كبيرة.

ويقولون أنها أكبر بلوك على البحر الابيض المتوسط، وبعد هذا الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يكون "لبنان قد أصبح بلدا نفطيا وهذا ما صرح به رئيس جمهورية لبنان ميشال عون".