اليوم الذى نسيناه

في الأول من أكتوبر يحتفل العالم باليوم الدولي للمسنين، أو لكبار السن، وهو اليوم الذى اعتاد الكثيرون على نسيانه.

فى 14 ديسمبر 1990 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لإقامة هذا اليوم بما أطلق عليه "خطة فيتا الدولية للشيخوخة" لرعاية من هم فوق سن الستين الذين يتوقع أن يصل عددهم 1,4مليار إنسان بحلول عام 2030، وكان أول احتفال به فى الأول من أكتوبر عام 1991، أى فى السنة التى تليها مباشرة، وهذا الاحتفال مشابه لـ "يوم الأجداد" فى أمريكا وكندا، وكذا احتفال "التاسع المضاعف" فى الصين، ويوم "احترام المسنين" فى اليابان.

كبار السن يشكلون رصيدا هائلا للمجتمع ويسهمون فى تحقيق التنمية، وتشير إحصائية الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة فى الأول من يناير 2019إلى أن عدد المسنين (60 سنة فأكثر) بلغ 6,5 مليون مسن منهم3,5 مليون للذكور، و3ملايين للإناث بنسبة 6,7 % من إجمالى السكان، وبلغ توقع البقاء على قيد الحياة عند الميلاد للأفراد فى هذه الفئة العمرية طبقا للنوع73,9سنة(72,7سنة للذكورو75,9للإناث).

وهذه الإحصائية مهمة للغاية لأنها لم تتوقف عند ذكرالأعداد فقط، ولكنها وضحت الكثير والكثير من التفاصيل المهمة، وقدمت تشريحا مقطعيا مهما لهذه الفئة وطبيعتها، وهو ما يجعل طريق التعامل معهم سهلا ميسورا، والأهم التعرف على الاحتياجات الحقيقية والمطلوبة للأنواع المختلفة التى تحتويها فى المسنين ليس فقط على صعيد الموظفين وخريجى الجامعات، ولكن فى القرى والأنشطة الاقتصادية المتعددة، فوفقا لبيانات مسح القوى العاملة 2018 بلغ إجمالى نسبة المسنين الحاصلين على مؤهل جامعى فأعلى 8,9% منهم(12,4%للذكورو5,1%للإناث) من إجمالى المسنين، وجاء التوزيع النسبى للمسنين وفقا للنشاط الاقتصادى عام 2018، حيث بلغت أعداد المسنين المشتغلين 1,217 مليون مسن منهم52,9% يعملون فى الزراعة والصيد، و17,5% يعملون فى تجارة الجملة والتجزئة، و4,7%يعملون فى النقل والتخزين، و24,9%يعملون فى باقي الأنشطة.

وبلغت نسبة عقود الزواج بين المسنين 2,1%من إجمالى عقود الزواج التى تمت عام 2018,بينما بلغت نسبة شهادات الطلاق9,0% من إجمالى شهادات الطلاق التى تمت فى نفس العام، وبلغت نسبة الوفيات 63,6%من إجمالى الوفيات منها59,1 للذكور و68,9% للإناث، وبلغ عدد المنتفعين بالخدمات الاجتماعية ووسائل الرعاية الصحية والتأهيلية عام 2017(3480 مسنا)مقابل 3414 مسنا عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 1,9%,وهذه النسبة هزيلة جدا قياسا للعدد الفعلى وحجم المسنين على مستوى الجمهورية.

وبهذه المناسبة لابد أن نشير إلى أننا لا نزال لدينا قصور فى رعاية المسنين، فالقضية ليست فقط فى توفير المكان والتجهيزات، ولكن الرعاية النفسية والاجتماعية هى أهم ما فى الموضوع، إضافة إلى من يقومون على هذه الرعاية من مسئولين يديرون كل شىء داخل دور المسنين، وكذلك الممرضات والقائمات على الخدمة فى إشعارالمسنين بالحب والرحمة والمودة بصفة عامة، ولمن ليس لديهم أبناء أو أسرة بصفة خاصة، وهو ما يؤكد أهمية التوسع فى إقامة معاهد وكليات رعاية المسنين وعدم الاكتفاء بالكلية الأم الموجودة حاليا فى جامعة بنى سويف، الأمر يحتاج بالفعل إلى تضافر جهود كل الجهات المخولة برعاية المسنين سواء الرسمية منها أو الشعبية، ولماذا لا يتم إحياء مشروعات وقفية خاصة برعاية المسنين وتفعيلها مرة أخرى سواء بالتعاون مع وزارتى الأوقاف والتضامن وهيئة التأمينات أوغيرها، ولماذا لا يتم دعوة رجال الأعمال للمشاركة بجدية فى تلك المهمة والتى لا تقل أهمية عن أى مشروعات تقام هنا وهناك، ولماذا لا يتم إنشاء صندوق خاص لرعاية المسنين تكون من مهامه الرئيسية توفير الرعاية والخدمات الإنسانية لهم فى كل قطاع وفى مختلف المحافظات؟

• "متخافوش على مصر" شكرا حسين الجاسمى، فأهم الأغانى الوطنية فى السنوات الأخيرة كانت له، فمن ينسى بشرة خير التى طافت الدنيا، و"سيادة المواطن" وغيرها، واختتمها بـ"متخفوش على مصر" خافوا ع اللى ييجى عليها.

مصر على رأى اللى قال ربنا اللى حاميها "الجاسمى يشدو بجوارحه وأحاسيسه، فتسرى عدوى الحب والحماس إلى كل من يسمعه، يذكرنا بأمجاد العروبة التى كانت تلتف حول مصر، وبالمناسبة المعنى الأقرب لتسمية مصر جمعها "أمصار"، وهى المدينة الكبيرة العامرة بالحياة والناس والأسواق والمدارس والمساجد والكنائس، وأطلق عليها الاسم باعتبارها أقدم المدن الباقية، وهى كذلك مصر باقية.

• هل تعلم أنه فى أكتوبر 2021 اخترع يابانى دراجة بخارية طائرة تزيد سرعتها على مائة كيلو متر فى الساعة.

• حينما نتقدم فى العمر ندرك أن الحياة لا تمنحنا كل شىء، ونعى أن السعادة لا تتوقف على الظروف المحيطة، وإنما تنبع من أنفسنا، ومما تبقى فى قلوبنا من النقاء والرضا وتقدير الذات.