تسعى الدولة المصرية منذ العام 2014 إلى إعادة البناء على كافة الاصعدة لتحقيق أعلى سبل تنمية ورخاء للمواطن المصري، و الاتجاه إلى المحاور التى كانت مهملة، وأصبح إنتاجها ضئيلا، فكانت الزراعة أهم محور من محاور التنمية.
مشروع مستقبل مصر الزراعي
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي في 21 /5 /2022 مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، الذي يقع على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة الجديد، والذي يعد قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض، حيث أن المساحة المستهدف استصلاحها مليون وخمسون ألف فدان من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة 2.2 مليون فدان.
وترجع بداية المشروع إلى أبريل 2017 - حين وجه الرئيس السيسي بالبدء فورا في تنفيذ مشروع مستقبل مصـر للإنتاج الزراعـي لـتـوفير منتجـات زراعيـة ذات جـودة عاليـة بأسعار مناسـبة للمـواطنين وتصـدير الفـائض للخـارج ممـا يسـاهم في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واجتمع الرئيس السيسي، اليوم الاربعاء، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أ.ح هشام سويفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والعقيد طيار بهاء الدين الغنام مدير مشروع "مستقبل مصر".
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول متابعة تطورات الموقف التنفيذي للمشروع القومي للإنتاج الزراعي "مستقبل مصر".
واطلع الرئيس السيسي، في هذا الإطار، على تطورات المراحل الحالية والمستقبلية لمشروع "مستقبل مصر"، من كافة العناصر ومكونات البنية الأساسية، موجهاً بإقامة شبكة طرق متكاملة لربط كافة مساحات المشروع مع المحاور الرئيسية في محيطه الجغرافي.
ويأتي ذلك لاستيعاب حركة التنمية والتطور العمراني المستقبلي المتوقع لتلك المنطقة في إطار "الدلتا الجديدة" ونظراً لحجم الأراضي الشاسعة المستصلحة وما يستتبعها من حركة نقل وتجارة ضخمة، وكثافة تشغيل وعمالة متنوعة، وذلك اتساقاً مع استراتيجية الدولة لزيادة نسبة الأراضي الزراعية والعمرانية من الرقعة الجغرافية الكلية للجمهورية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الاجتماع شهد أيضاً عرض الموقف التنفيذي لكلٍ من مشروع استصلاح الأراضي في محافظتي المنيا وبني سويف، وكذا مجمع الصوب الزراعية بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم.
ويقول حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، أن مشروع مستقبل مصر نقلة حضارية للفلاح المصري، مما له من تقنيات حديثة تستخدم في الزراعة، كان يجهلها الفلاح، مضيفا أن المشروع بمثابة مركز تدريب عالمي على أحدث وسائل الزراعة والتكنولوجيا الزراعية الحديثة، التي ستعود على الفلاحين بالعلم والاستثمار فى ذات الوقت.
وأوضح أبو صدام - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي يستهدف التوسع فى الرقعة الزراعية وإنتاج البذور والتقاوي التى يتم استيرادها من الخارج.
يعد إعادة لروح الفلاح المصري
من جانبه قال محمد برغش الخبير الزراعي، أن مشروع مستقبل مصر يعد بمثابة إعادة الروح للفلاح المصري، وقاطرة لعودة التنمية الزراعية واتساع المساحات الخضراء بعد أن تقلصت بحكم هجرة الفلاح للزراعة، مؤكدا: "المشروع سيعيد الزراعة إلى مكانتها المتميزة بها مصر منذ فجر التاريخ".
وأضاف برغش - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المشروع سيكون له عوائد استثمارية كبيرة، وسوف يساعد على زيادة حجم الصادرات الزراعية للخارج، ويعمل على تقليل حجم الاستيراد في مجال التقاوي الزراعية والبذور، حيث أن مصر تستورد 98% من البذور والتقاوي، لافتا أن المشروع سوف يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى بالكامل، ويوفر فرص عمل كبرى للشباب، وتحقيق الأمن الغذائي فى ظل وجود أزمات عالمية.
وأشار إلى أهمية موقع المشروع ، حيث أنه يتسق مع الدلتا وأصبحت المساحة المستهدفة للزراعة متضاعفة، مما يعظم فرص العمل وجودة الإنتاج، وانخفاض الأسعار، وتحقيق سبل التنمية التى يسعى إليها الرئيس السيسي، الذي أظهر اهتمامه بالفلاح والزراعة، ومدى إدراكه لأهمية الاقتصاد الأخضر الذي يعد أهم اعمدة الاقتصاد المصري منذ القدم.
وأوضح أن المشروع يصاحبه توسعات اقتصادية، حيث سيتم إنشاء ثلاجات للخضروات، ومعامل تحليل للتربة ومعالجتها، ومحطات فرز وتعبئة، وصوامع تخزين الغلال والحبوب.
ويقع مشروع مستقبل مصر على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة الجديد، وهو الطريق الذي أُنشئ ضمن المشروع القومي للطرق بطول 120 كم وعمق 60 : 70 كم، ويبعد 30 دقيقة عن مدينة السادس من أكتوبر.
ويعد المشروع قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض، حيث أن المساحة المستهدف استصلاحها 1.05مليون فدان من إجمالي 2.2 مليون فدان المساحة الإجمالية للدلتا الجديدة.
ويوفر المشروع حوالي 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 360 ألف فرصة عمل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمل خلال المواسم القادمة، كما يتم تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 8 مليارات جنيه، والتي تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي طول حوالي 500 كم وعرض 10 أمتار وحفر آبار مياه جوفية ومحطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجا وات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم يتم ربطها بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومباني إدارية وسكنية.