- خبراء التعليم:
- طرق التفوق والنجاح بالعام الدراسي الجديد
- كيفية استعادة دور المدرسة التربوى فى تطوير التعليم
- دور المعلم في استرجاع دور المدرسة التربوي
انتهت الإجازة الصيفية وبدأ العام الدراسي الجديد 2022/2023، وبدأت معه أحلام الطلاب بالتفوق والنجاح، حيث إن الأيام الأولى في العام الدراسي هي الأصعب على الطلاب لأن الطالب قد اعتاد على نمط حياة معينة خلال الإجازةالصيفية ويجب عليه أن يتكيف مع مهماته الدراسية الجديدة.
ولأن موضوع الدراسة يهم جميع الطلبة، حرص “صدى البلد” على رصد آراء بعض خبراء التعليم لرصد بعض من النصائح التي تساعدك على بدء العام الدراسي بنشاط وتفوق.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن طرق التفوق والنجاح في العام الدراسي الجديد تبدا بالانضباط المدرسي، ويتمثل في الحضور في الوقت المحدد بالمدرسة بشكل يومي، وعدم التغيب عن المدرسة إلا بوجود سبب قوي، والحضور بالمدرسة مع الالتزام بالزي المدرسي المخصص لها، والالتزام بالقواعد والقوانين الخاصة بالمدرسة.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أنه لا بد من تحديد أفضل مكان للاستذكار في البيت والاستيعاب بحيث يكون بعيدا عن مصادر التشتت والضوضاء وبعيدة عن أماكن الراحة (مثل السرير)، ومراعاة عدم تغييره في الاستذكار اليومي إلا للضرورة القصوى.
وأشار الخبير التربوي، إلى أنه يجب أن يركز الطلاب على تعلم واكتساب المعلومات المتضمنة في كل درس وفهمها بشكل جيد، ولا يحرص فقط على مجرد تحقيق النجاح، مشيرًا إلى ضرورة استخدام التلميذ أكثر من حاسة في الاستذكار، فمثلا يستخدم حاستي السمع والبصر بدلا من قراءتها بشكل صامت، والأفضل أن يستخدم الكتابة مع البصر والسمع حتى يثبت المعلومات في عقله من أول مرة.
ووجه أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس عدة نصائح للتعامل مع الطلاب ضعيفة المستوى، ومنها:
- عدم تحقير التلميذ والتقليل من شأنه أمام الآخرين حتي لا يُصاب بالإحباط ويفقد الثقة بنفسه.
- أن يقوم الوالدان بزيادة الثقة في نفس الطالب من خلال التركيز على نواحي القوة والإيجابية فيه.
- مقارنة مستوى الطالب بنفسه عندما يحقق تقدما في الدرجات أو المذاكرة، مما يشعره في الثقة بالنفس.
- تجنب استخدام العقاب عندما يخطئ في المذاكرة لأنه لن يأتي بجديد.
في سياق آخر، أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الدور التربوي للمدرسة انحصر واقتصر دوره بشكل حصري على إكساب الطلاب المعلومات والمعارف والمهارات الذهنية، وقل اهتمامهم بإكسابهم الفضائل والقوى الإيجابية في شخصية التلميذ، وهو ما يفسر انتشار المشكلات الأخلاقية في المجتمع مثل جرائم التحرش الجنسي، والقتل، والسرقة وغيرها.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المدرسة بالإضافة إلى كونها المسئولة عن دعم التميز الأكاديمى، فهي أيضاً مؤسسات مثالية لتنمية الشخصية والأخلاق، ويجب أن تتضمن أكثر من تدريس المعارف والعلوم، بحيث يكون لها أهداف أخلاقية، وأن تتبنى الممارسات التى تبني الشخصية.
وقال الخبير التربوي، إن أحد أهداف التعليم هو التشجيع على الحياة الجيدة، فإن التعليم الرسمي يجب أن يهتم إلى جانب تنمية الجوانب المعرفية لدى التلميذ، بتنمية الفضائل والقوى الإيجابية في الشخصية المتصلة بالجوانب الوجدانية من أجل تحقيق نمو شخصية التلميذ بشكل متوازن.
وأضاف الدكتور تامر شوقي أن تخصيص درجات المواظبة والسلوك وأعمال السنة وإعادة الانضباط والحضور إلى المدرسة مرة أخرى بعد سنوات من الخلل وعدم وضع قواعد منظمة لحضور الطلاب إلى المدارس سيساعد على استعادة قوية لدور المدرسة التربوي لتحقيق أهداف العملية التعليمية.
وطالب بضرورة تطبيق تلك الشروط لتعيد دور المدرسة مرة أخرى، ففيما يتعلق بدرجات الحضور:
١. ستقل نسب غياب التلاميذ بشكل كبير.
٢. سيستعيد معلم الفصل دوره وأهميته وستستعيد المدرسة دورها التربوي والتعليمي.
٣. ستقل أهمية السناتر والدروس الخصوصية بدرجة كبيرة، خاصة مع ارتفاع أسعار حصص الدروس الخصوصية بما يفوق قدرة الطلاب وأولياء الأمور.
٤. ضمان تعلم الطلاب داخل المدرسة من معلمين مؤهلين تربويا تحت إشراف مهني وتربوي من الموجهين والمدرسة.
٥. إعطاء الطالب وأسرته قيمة لمجرد حضوره إلى المدرسة لارتباط الحضور بالحصول على الدرجات.
٦. سيلتزم بعض المعلمين ممن كانوا ينتهزون عدم حضور التلاميذ بالتواجد في المدرسة وعدم الخروج لإعطاء دروس أثناء اليوم الدراسي في ضوء مراقبة تواجدهم من قبل التلاميذ وأولياء الأمور.
ولكن من المهم في جميع الأحوال توفير عدد كاف من المعلمين والأماكن بالفصول والمدارس التي تستوعب تلك الأعداد من التلاميذ.
فيما يتعلق بتخصيص درجات على السلوك يمكن من تطبيقه، توقع ما يلي:
١. قلة نسب التجاوزات من قبل التلاميذ داخل الفصل أو المدرسة.
٢. تحقيق نوع من الضبط الذاتي لدى الطلاب في المدرسة والذي سيؤدي بدور إلى الانضباط الذاتي خارج المدرسة.
٣. معرفة التلاميذ بوضوح السلوكيات المرغوبة والتمسك بها وغير المرغوبة والبعد عنها.
٤. استعادة هيبة المعلم.
ولكن من المهم هنا أن يكون المعلم نموذجا طيبا للسلوك أمام الطالب ولا يعاقبه على ما يفتقده هو نفسه، وهذا يتبعه عمل دورات إرشادية وكتيبات توضح السلوكيات المسموحة والممنوعة سواء من الطلاب أو المعلمين.
فيما يتعلق بعودة أعمال السنة، يتوقع من هذا القرار:
١. زيادة جذب المدرسة للتلاميذ مرة أخرى، خاصة أن التقويم المستمر والمتابعة كانت أهم ما يغري التلميذ وولي أمره باللجوء إلى المدرس الخاص والسنتر.
٢. زيادة أهمية وقيمة المدرسة في نظر الطالب وولي الأمر.
٣. حرص الطالب على المذاكرة المستمرة لوجود امتحانات مستمرة.
٤. معرفة الطالب وولي الأمر لمستوى ابنه أول بأول ولا ينخدع بكلام المدرس الخاص بتميز ابنه رغم عدم تقويمه.
٥. تدريب الطلاب علي حل أسئلة الامتحانات بشكل مستمر مما يجعله على ألفة بامتحان آخر العام.
من جانب آخر، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن استعادة دور المدرسة التربوى فى تطوير التعليم، يكون باستغلال جميع الإمكانيات المتاحة من وزارة التربية والتعليم، لأن المدرسة تعد المؤسسة الأولى فى إعداد الفرد.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه في سن الطفولة حتى نهاية المرحلة الابتدائية أو منتصف المرحلة المتوسطة، يعتمد التلميذ في تعلمه للمفاهيم على الخبرة الحسية المباشرة، بمعني أنه يريد أن يرى ويسمع ويلمس ويشم ويتذوق الأشياء لكي تكون مفاهيمه عنها صادقة وذات معنى.
وقال الخبير التربوي، إن للمعلم دورا كبيرا وفعالا في استرجاع دور المدرسة التربوي، لأن المعلم الناجح هو من يسعى إلى جعل عملية التدريس مشوقة للتلاميذ باستخدام طرق التدريس المختلفة التي تتناسب مع كل منهج وطبيعة التلاميذ واختلافاتهم الفردية، وقدراته على استيعاب المادة العلمية المقدمة له.
وأشار الدكتور محمد فتح الله، إلى أن الطالب أصبح يفتقد الحاجة للمدرسة، فى ظل اعتماده على الدروس الخاصة، خاصة فى الشهادات العامة، وهو ما يعمل علي تدهور المستوى التربوى بسبب سوء تأهيله وعدم وجود آليات فعالة تلزمه بتحسين مستواه، وعدم مواكبة وتنقية المناهج الدراسية للتناسب مع التطور واحتياجات المجتمع وافتقار الطلاب إلى إدراك أهمية البيئة المدرسية وأهميتها.
وشدد أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، على ضرورة أن يتم العمل على استعادة الدور التربوى والعلمى للمدرسة، في جميع المدارس وبمختلف المراحل لأنها تبني جيلا واعيا، مع تعزيز روح العمل الجماعي بين الطلبة، وعبر النشاط الطلابي والتعلم باللعب لأنه يؤثر إيجابيا في تنمية المهارات.