استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أكسل ويبينهورست، سفير أستراليا لدى مصر، والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز التعاون في الملفات المشتركة، وكان اللقاء بحضور السفير عمرو عباس مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، والسفير محمد خيرت مساعد وزيرة الهجرة للتعاون الدولي.
في بداية اللقاء، رحبت السفيرة سها جندي بالسفير الأسترالي، وثمنت العلاقات القوية التي تجمع مصر وأستراليا، وأكدت أن من أهم سمات وتوجهات الجمهورية الجديدة هو تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة وتوثيق الروابط معها.
وأوضحت أن الجالية المصرية في أستراليا تعد من أهم الجاليات حول العالم، وتضم نماذج منيرة ومشرفة لهم قصص نجاح كبيرة نفخر بها، من مهندسين وأساتذة جامعات ورجال أعمال وصيادلة وأطباء في كل التخصصات مما قد يسهم في إقامة تعاون بمجال الصحة، فهم بحق يمثلون قوى ناعمة لمصر في أستراليا"، مشيرة إلى أنها عقدت مؤخرا مع أبناء الجالية هناك لقاء افتراضيا عبر تطبيق زووم وتحدثت معهم حول عدة ملفات واستمعت إلى أسئلتهم ومقترحاتهم ومتطلباتهم.
واستعرضت وزيرة الهجرة جهود الوزارة في مكافحة الهجرة غير الشرعية وتأهيل الراغبين في الهجرة النظامية بتوفير توعية وتأهيل وتدريب متخصص بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية ومختلف الوزارات والمؤسسات، وإعداد برامج متنوعة تشتمل على توفير فرص للتدريب المحترف ضمن برامج تعاون مع شركات القطاع الخاص وطرح كل الوظائف المتاحة، إضافة لعرض الفرص المتاحة في السوق الأوروبي خاصة ألمانيا وتأهيل الشباب على آليات التقديم ومتطلبات العمل بالخارج، لافتة أيضا إلى نجاح المركز المصري الألماني للهجرة والتوظيف وإعادة الإدماج والذي يقدم الأمل في حياة أفضل، عبر تنمية المهارات والقدرات وإعداد الشباب وإمدادهم بتأهيل ثقافي بجانب المهني.
كما نوهت السفيرة سها جندي إلى اهتمام الوزارة بالشباب المصري في الخارج وتنظيم ملتقيات لهم، لافتة إلى ملتقى "لوجوس" الثالث للشباب الأقباط بالخارج، والذي عقد تحت رعاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وحظي لأول مرة بلقاء مجموعة الشباب مع دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في مقر مجلس الوزراء بمدينة العلمين الجديدة.
من جانبه، تناول السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، الحديث حول الجالية المصرية في أستراليا وإسهاماتها المختلفة، مشيرا إلى المهندس الشباب مينا حنين، والذي نجح هو وفريقه في اختراع آلة للتنبؤ بحرائق الغابات والبدء في عمليات الإطفاء خلال فترة زمنية قياسية ما يسهم في الحد من الخسائر الناجمة عن اندلاع حرائق الغابات، كما أنه يتطلع إلى تدريس علم الـ robotics للشباب في مصر.
ومن ناحيته، استعرض السفير محمد خيرت، مساعد وزيرة الهجرة للتعاون الدولي، التعاون القائم بين الوزارة والجانب الأسترالي، والذي كان من أهم ثماره إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الأسترالية، فضلا عن التعاون والتنسيق لتنظيم ملتقيات أبناء الجيلين الثاني والثالث للمهاجرين المصريين في أستراليا، وإعداد برامج لهم لزيارة مصر وطنهم الأم وكل معالمها وإطلاعهم على الجهود التنموية الضخمة التي تشهدها الدولة وما يتحقق من إنجازات.
من جهته، قدم السفير الأسترالي أكسل ويبينهورست التهنئة للسفيرة سها جندي على توليها حقيبة وزارة الهجرة، متمنيا لها دوام النجاح في ملف رعاية المصريين بالخارج في توقيت يشهد متغيرات عالمية، مبديا استعداده للتعاون مع الوزارة في مختلف المجالات.
وتابع: "لدينا جالية مصرية ضخمة في أستراليا لها بصمة كبيرة وتأثير قوي في المجتمع الأسترالي ونثمن دورها، فلدينا أستراليين من أصل مصري يتولون مناصب قيادية من وزراء وبرلمانيين، فهناك أول وزيرة للشباب من أصل مصري ومسلمة، ولدينا قاضية من أصل مصري بالمحكمة العليا، ولدينا سيدة مصرية تعمل ضابطا في البحرية الأسترالية، وهناك أستاذ كبير في علم المصريات في أقدم الجامعات الأسترالية، كما أن أكبر شركات التعدين الأسترالية مملوكة لرجال أعمال من أصول مصرية"، معربا عن سعادته بوجوده في مصر وانبهاره بما يراه من تطوير وبالأماكن السياحية والأثرية التي زارها.
وأشاد السفير الأسترالي بالبرامج التي تقدمها وزارة الهجرة الخاصة بمكافحة الهجرة غير الشرعية وقال إنها ظاهرة تعاني منها أستراليا أيضا بسبب مهاجرين غير شرعيين قادمين من سريلانكا، كما استعرض أيضا عددا من المشروعات الأسترالية على أرض مصر في قطاعات الهندسة والري والطاقة والبترول والغاز وإعادة تدوير أشجار الموز لصاحبها رامي عازر، والتي تسعى العديد من الدول الأفريقية الآن لمحاكاته بالتعاون مع مصر وأستراليا، وأضاف: "هذا بجانب أن الشركة التي قامت بصك العشرة جنيهات الجديدة هي شركة أسترالية، كما أننا نتطلع إلى إقامة مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر".
وفي ختام اللقاء، أبدت وزيرة الهجرة الاستعداد للتعاون بشأن عدة موضوعات تم طرحها في هذا اللقاء، وأشارت إلى ضرورة الاستفادة من تجربة وزارة الهجرة في المركز المصري الألماني، مقترحة بتصميم نموذج مشابه يتعاون فيه الجانبين المصري والأسترالي.