يصادف اليوم ذكرى وقوع معركة كربلاء ووفاة الإمام الحسين بن على بن أبى طالب فى 10 محرم سنة 61 للهجرة والذى يوافق 12 أكتوبر 680م، وسميت نسبة إلى مدينة كربلاء بالعراق.
أسباب قيام معركة كربلاء
استقرت خلافة المسلمين لمعاوية بن أبى سفيان بعد أن تنازل الحسن بن على -رضى الله عنه- عن الخلافة وبايع معاوية عليها وبايع الحسينن على معاوية بن أبى سفيان على خلافة المسلمين بعد خلاف وقتال انتهى بالصلح ومبايعة معاوية، وكان هذا بعد سلسلة من الصراعات بدأت فى فتنة قتل عثمان بن عفان -رضى الله عنه- ثم معركة الجمل ثمَّ صفين، فتم عقد الصلح وسُمِّى العام الذى تم فيه الصلح بينالأطراف المتنازعة بعام الجماعة، وكان من بنود الصلح أن ترجع الخلافة إلى مبدأ الشورى من جديد بعد موت معاوية، أى أن يستشيرالمسلمون بعضهم فى تحديد خليفتهم القادم تمامًا كما كان يحدث فى عهد الخلفاء الراشدين، وتمَّ الصلح والتزمت الأطراف به كاملة، وبعدفترة مات الحسن بن على وبقى الحسين ملتزمًا ببنود الصلح حتَّى أنَّه خرج مجاهدًا فى سبيل الله مع الجيش الذى أرسله معاوية لفتح القسطنطينية سنة 49 للهجرة، ولكنّ الحدث الذى دفع البلاد إلى كثير من الاضطراب هو ما فعله معاوية بن أبى سفيان قبل وفاته، حيث قاممعاوية بترشيح ابنه يزيد للخلافة بعده مخالفًا بنود الصلح ورافضًا نظام الشورى الذى اتُفق على العمل به بعد وفاة معاوية، فثار الصحابةالكرام على قرار معاوية، معتبرين ترشيحه ليزيد من باب توريث الخلافة دون البحث عن الشخص المناسب لها، فبدأت الانشقاقات فىصفوف الدولة الإسلامية وبدأت حركات المعارضة لحكم معاوية تظهر بين الناس.
تفاصيل معركة كربلاء
فى العاشر من محرم من سنة 61 للهجرة كانت معركة كربلاء حين عبأ عمر بن سعد جيشه ووضع فى ميمنته عمر بن الحجاج وفى الميسرة شمر بن ذى الجوشن، وقد سعى عمر بن سعد إلى حبس الماء عن أنصار الحسين قبل معركة كربلاء، فباتوا أيامًا دون ماء يعانون من العطش، وعندما التقى الجيشان فى معركة كربلاء بدأ الجيش الأموى يمطر أنصار الحسين بالسهام فقُتل الكثير منهم، والتحم الجيشان واستمر القتال ساعة واحدة، قُتل فيها خمسون من أنصار الحسين، ثمَ استمرَّ القتال فى كربلاء وأنصار الحسين يُقتلون واحدًا وراء واحد، وكلما استمر القتال كلَّما قُتل عدد من أنصار الحسين وأقربائه وأهل بيته، وشارفت معركة كربلاء على الانتهاء عندما تقدَّم الحسين بن على على جواده وأمامه العباس بن على يحمل لواءه، وعندما حاول العباس أن يأتى بالماء لعلى من بحر العلقمى قتله الجيش الأموى ولم يبق فى الساحة إلَّا الحسين الذى أصيب بسهم فى نحره وأمطرته ضربات الرماح والسيوف بعده.
وفاة الإمام الحسين
قام شمر بن ذى الجوشن بفصل رأس الحسين عن جسده، فمات الحسين فى معركة كربلاء عن 56 عامًا، ولم ينج من معركة كربلاء إلَّا علىالأصغر بن الحسين الذى حافظ على نسل أبيه من بعده.