قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل الأدب مقدم على الاتباع؟ الطريقة الصحيحة للإلتزام بالأوامر والنواهي

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

هل الأدب مقدم على الاتباع؟ رد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، على بعض المتربصين والذين يفتعلون الأمور الجدلية المتعلقة بالأحكام الدينية، ويشوشون على الناس في أمور دينهم.

وقال يسري جبر، في تصريح له، إن الأدب هنا هو الاتباع، والاتباع هو عين الأدب، ومن جعل الأدب هنا شيئًا يخالف الاتباع، بمعنى أنه جعل الأدب ترك الصلاة أو ارتكاب الزنا؛ كفَر.

وتابع: وإن كان المراد بالاتباع اتباع طلبِ النبي -صلى الله عليه وسلم- لشيءٍ فيه تنازلٌ عن حقّ نفسه تواضعًا منه؛ فنعم، قد يكون الأدب أن تحفظ حقه الشريف حتى لو تنازل هو عنه، فهناك طريقان :
الأدب في حق الأوامر والنواهي في الشرع الشريف، والأدب والمحبة في حقه صلى الله عليه وسلم مع شئ بتنازل هو صلى الله عليه وسلم عنه.

وضرب يسري جبر، أمثلة من الشرع الشريف :


(1) من ذلك ما روي في البخاري ومسلم من أمره -صلى الله عليه وسلم- لسيدنا عليٍّ عليه السلام
في صلح الحديبية أن يمحو كلمة "رسول الله" فرفض سيدنا عليٌ وقال: والله لا أمحوها أبدًا فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرشده لموضعها في الكتابة ومحاها بيده الشريفة.

وذكر أن هذه مخالفة لاتباع الأمر، تقديمًا للأدب، لأن الأمر هنا هو طلبٌ فيه تنازل عن حقه الشريف تواضعًا منه، ولذلك يقول الامام ابن حجر العسقلاني: "وكأن عليّا فهم أن أمره له بذلك ليس متحتما،
فلذلك امتنع من امتثاله".

2 - ومنه أيضًا ما روي عن سيدنا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس، فتخلص حتى وقف في الصف، فلما علم به أبو بكر تراجع، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يثبت إماما، فأبى وأصرّ على التأخر، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم،
ولما سأله بعد الصلاة: "ما منعك أن تثبت إذ أمرتك" فقال: "ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

3 - وكما حدث مع سيدنا حسان بن ثابت عندما كان يقف عند رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما قلت لكم لا تتمثلوا لي قياما كما تتمثل الأعاجم لملوكها، فأنشد سيدنا حسان بن ثابت :
قيامي للعزيـز علي فرض * وترك الفرض ما هو مستقيم
عجبتُ لمن له عقلٌ وفهمٌ * يرى هذا الجمـال ولا يقوم


فابتسم الرسول صل الله عليه وسلم، وأقر ما فعل الصحابي حسان بن ثابت رضي الله عنه.

4 - وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث أخر الطواف لما دخل الكعبة وهو محرم في قضية
صلح الحديبية مع علمه بوجوب الطواف عند قدومك للكعبة وقال : ما كنت لأفعل الطواف حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

5 - وفي الأذان نقول : أشهد أن محمدا رسول الله لكن لما كان قوم لا يعرفون قدر رسول الله وينكرون سيادته كان من باب الأدب أن نقول : أشهد أن سيدنا محمدا رسول الله في الأذان حتى يتعلم أهل هذا الزمان الادب في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الشوكاني : «وقد روي عن ابن عبد السلام أنه جعله من باب سلوك الأدب، وهو مبني على أن سلوك طريق الأدب أحب من الامتثال، ونعلم أنه ذهب إلى استحباب تقديم لفظة «سيدنا» قبل اسمه الشريف في الصلاة، والأذان، وغيرهما من العبادات كثير من فقهاء المذاهب الفقهية : كالعز بن عبد السلام، والرملي، والقليوبي، والشرقاوي من الشافعية، والحصكفي، وابن عابدين، من الحنفية وغيرهم كالشوكاني.


أما تقديم «سيدنا» على اسمه الشريف في غير العبادات، فلا خلاف على جوازه بين أحد من العلماء
ونرجحه في مقام سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالأدب مقدم دائمًا معه
صلى الله عليه وسلم وقد ألف في هذه الجزئية السيد العلامة الشريف أحمد بن الصديق الغماري الحسني الادريسي رسالة أسماها : (( تشنيف الأذان بأدلة استحباب السيادة عند اسمه في الصلاة والإقامة والأذان )) وهو موجود مطبوع لمن يريد قراءته فهذا تقديمٌ للأدب على الاتباع، ومخالفة للأمر حفظًا للأدب، والفرق بين المقامين واضح.


وذكر أن هناك أيضا نوع من الأدب مع الشرع كما في قضية "سد الذرائع" عند المالكية بتحريم بعض المباحات التى قد تجرف النفس إلى فعل المعاصي والوقوع فيه.