EN 
كان التليفزيون المصري هو الأب الروحي لكل الأعمال الدرامية بكل أشكالها وكان يستحدث أعمالا ممتعة لتسهر عليها العائلة المصرية في أيام الإجازات، ومن تلك الإبداعات فكرة السهرات الدرامية التي كان يذيعها التليفزيون.
التليفزيون المصري
كانت السهرة الدرامية التي يعرضها التليفزيون المصري مدتها تتجاوز الساعتين، لكنك لا تمل منها أبدا أو تغفل عن مشاهدتها، قصصها وحكاياتها غير تقليدية وقد تكون مأخوذة عن روايات عالمية، يجسد شخصياتها كبار النجوم في ذلك الوقت، قد لا يكون مقابلها المادي كبيرا ولكنهم كانوا حريصين على المشاركة من أجل إمتاع الجمهور الذي كان التليفزيون متعتهم الوحيدة في ذلك الوقت.
ليلة القتل الأبيض
ومن تلك السهرات الدرامية الممتعة سهرة ( ليلة القتل الأبيض ) وهي سهرة درامية دسمة جسد شخصياتها 5 من كبار الفنانين وهم ( رشوان توفيق – أسامة عباس – عبدالرحمن أبو زهرة – مصطفى فهمي – بثينة رشوان ) وهي من تأليف الكاتب الكبير يسري الجندي وإخراج هاني إسماعيل ومأخوذة عن فكرة لـ مخرج ومؤلف وممثل سويسري يدعى فريدريش دورينمات.
تبدأ أحداث السهرة عندما تتعطل سيارة رجل الأعمال ذهني حسنين ويجسده الفنان مصطفى فهمي قرب منزل المستشار رحمي ويجسده الفنان رشوان توفيق الذي يقرر استضافته حتى إصلاح سيارته، وعلى سبيل الترفيه يقيم المستشار رحمي لعبة هو وأصدقاؤه المستشار عبدالقادر ويجسده الفنان عبد الرحمن أبو زهرة وصديقهم المحامي ويجسده الفنان أسامة عباس، وهي محاكمة صورية لذهني عن جريمة قد يكون ارتكبها دون قصد وتنقلب اللعبة لمأساة لم يكن يتخيلها أحد.
يحكي رجل الأعمال ذهني حسنين عن قصة حياته وكيف كان موظفا صغيرا في مكتب للمقاولات إلى أن امتلك في النهاية هذا المكتب وأصبح من كبار رجال الأعمال.
مأساة النهاية
دارت المحاكمة حول كيفية وصول رجل الأعمال إلى هذا المكانة الكبيرة، ومحاولة المدعي العام الذي يجسده الفنان عبد الرحمن أبو زهرة بأن ذهني قد قتل صاحب المكتب ليحقق أهدافه وإن كان لم يقصد ذلك، أو حتى بدون قطرة دم واحدة.
اللعب على مشاعر ذهني ومحاولة الضغط عليه ليبدأ ويعيد التفكير بعد ذلك ويكتشف أنه كان يدفع الأحداث في سبيل تحقيق هدفه حتى اقتنع بأنه قاتل. ويموت حسرة في نهاية السهرة.
