قال ناشطون إن إيران كثفت حملتها القمعية، اليوم الثلاثاء، على المناطق الكردية في غربي البلاد مع تصاعد الاحتجاجات بعد مقتل امرأة تبلغ من العمر 22 عاما احتجزتها شرطة الأخلاق، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وانتشرت الاحتجاجات في إيران منذ وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، والتي تنتمي للمنطقة الكردية الإيرانية، في 16 سبتمبر أثناء احتجازها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة"، في أحد أجرأ التحديات التي تواجه إيران منذ الثورة الإسلامية 1979، وفقا لـ"رويترز".
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب، النار في حي واحد على الأقل بمدينة سنندج، عاصمة محافظة كردستان، لكن السلطات الإيرانية لم تعترف بتجدد القمع هناك.
ونشرت "منظمة هنكاو لحقوق الإنسان"، في كردستان لقطات وصفتها بأنها تظهر دخانا يتصاعد في أحد أحياء سنندج، مع سماع دوي إطلاق نار من بندقية آلية وصيحات أشخاص في المدينة، التي تبعد حوالي 400 كيلومتر (250 ميلا) غربي طهران، وفقا لـ"أسوشيتد برس".
وأظهر مقطع آخر عناصر مكافحة الشغب، يحملون بنادق صيد، ويسيرون بجوار سيارة تابعة للشرطة، ويطلقون النار على منازل.
ونشر "مركز حقوق الإنسان في إيران"، وهي منظمة حقوقية مقرها نيويورك، مقطعا مصورا آخر يظهر ما وصفه بأنه كتيبة من قوات الأمن على دراجات نارية تتحرك عبر سنندج.
وقال المركز "لقد قيل إنهم حطموا زجاج مئات السيارات في حي بهاران بسنندج".
وزعم مسؤول إقليمي في إيران، الثلاثاء، إن إضراب عمال مصنع للبتروكيماويات في مدينة عسلوية يتعلق بغضبهم بسبب خلاف حول الأجور، وليس جزءا من الاحتجاجات المرتبطة بوفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها.
ونقل حساب وكالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية للأنباء عن الحاكم علي هاشمي القول إن بعض الإيرانيين حاولوا استغلال احتجاجات العمال عبر ترديد شعارات ضد الحكومة، بحسب رويترز.
وكان انضم بعض موظفي قطاع النفط، الاثنين، إلى الاحتجاجات في مجمعين رئيسيين لتكرير النفط، وتعد هذه أول مرة ينخرط فيها عاملون في هذه الصناعة الرئيسية بالنظام الديني الإيراني في الاحتجاجات، بحسب أسوشيتد برس.
وأظهر مقطع مصور على تويتر، إغلاق عشرات العمال للطريق المؤدي إلى مصنع بوشهر للبتروكيماويات في عسلوية على ساحل الخليج الإيراني، وهم يهتفون "الموت للديكتاتور"، وفقا لـ"رويترز".
وفي طهران ومدن أخرى، تم نشر مقاطع مصورة على الإنترنت، تظهر نساء يسرن في شوارع دون ارتداء حجاب، بينما تواجه أخريات قوات الأمن مع إشعال حرائق في شوارع، وذلك رغم تعطيل السلطات للشبكة العنكبوتية.
وتستمر الاحتجاجات في أنحاء إيران للأسبوع الرابع على التوالي، وقالت منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 185 شخصا بينهم 19 قاصرا لقوا حتفهم كما أُصيب المئات واعتقلت قوات الأمن الآلاف، وفقا لـ"رويترز".