بات العثور على البنزين في محطات الوقود بفرنسا، بمثابة "كنز" يبحث عنه الجميع، حيث خرجت معظم محطات الوقود في البلاد عن الخدمة، مع استمرار إضراب عمال شركة "توتال" الفرنسية وإكسون موبيل.

وحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، حددت محطات الوقود في باريس حد أقصى للبنزين بـ30 يورو لكل عميل، في حين يستفيد البعض عن طريق رفع السعر وبيع البنزين بـ2 يورو للتر الواحد.

شلل بمحطات الوقود

على مدار الأسبوعين الماضيين، تشهد المدن الفرنسية اختناقات مرورية على معظم الطرق السريعة، فضلا عن تكدس السيارات أمام محطات الوقود.

وأدت إضرابات "توتال" إلى تعطل الإمدادات في 30% من محطات الوقود بفرنسا، مع صعوبات أكثر في النصف الشمالي من البلاد، شملت تعطل أكثر من 54% من المحطات، وفي منطقة "إيل دو فرانس" خرجت حوالي 45% من محطات الوقود عن الخدمة.

وقالت الصحيفة إن تعطل ثلث محطات الوقود في البلاد، يؤكد تفاقم الوضع، ما دفع الحكومة للجوء إلى الاحتياطات الاستراتيجية.

وأشارت إلى أن هذا الوضع يثير قلق المسؤولين في الدولة، مع الدعوات لمسيرة ضد "غلاء المعيشة" يوم الأحد المقبل، مع استمرار إضرابات توتال من أجل تحسين الأجور يومي الاثنين والثلاثاء.

وكانت "توتال" اقترحت، تقديم موعد بدء المحادثات السنوية الإلزامية المتعلقة بالأجور لشهر أكتوبر، بدلا من منتصف نوفمبر المقبل.

ومازالت الإضرابات في شركتي "إكسون موبيل" و"توتال إنرجيز" مستمرة، مع تراجع الإنتاج الفرنسي المحلي من الوقود بأكثر من 60%.

وذكرت التقارير أن عدد من الفرنسيين، واجهوا صعوبات في الذهاب إلى عملهم، بسبب نقص البنزين بمحطات الوقود في البلاد.

كما أكد شهود عيان أن بعض محطات الوقود، استغلت نقص البنزين لزيادة هامشها الربحي، عن طريق بيع الوقود بأعلى من سعره، ما زاد من حدة الأزمة.

وفي ذات السياق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا، لقطات توثق اشتباكات وخلافات داخل محطات الوقود، كما وثق مقطع ضباط الشرطة وهم يضطرون لدفع سيارتهم بسبب نقص البنزين.

ويطالب عمال "توتال" برفع الأجنور بنسة 10%، اعتبارا من العام الجاري، بعدما حققت الشركة أرباحا ضخمة على خلفية زيادة أسعار الطاقة.

من جهتها، أكدت الحكومة أن فرنسا لديها إمدادات كافية من الوقود بشكل عام، موضحة أن هناك مشكلات مؤقتة تتعلق بالتوزيع.