مع بداية العام الدراسي الجديد 2022-2023، واجه التعليم في مصر مشكلات عديدة، وأصبحت وصلات التعذيب وضرب الطلاب عرضا مستمرا، حيث تلقت وزارة التربية والتعليم العديد من شكاوى الضرب والتعذيب في المدارس بالمحافظات المختلفة، مطالبين وزارة التربية والتعليم بحل تلك الأزمات ووضع حد لتجاوزات بعض أساتذة المدارس علي الطلاب.
أكدت الدكتورة مايسة فاضل، الخبيرة التربوية، وأستاذة علم النفس التربوي بالمركز القومي للامتحانات، أن اعتداء المعلمين على الطلاب في المدارس أمر مرفوض لأن أي إيذاء بدني يشعر به الطالب بالإهانة تقتل عنده شخصيته، موضحة أن هناك رأي لابن خلدون يقول فيه إن الطفل الذي يعتاد على الإيذاء البدني أو الضرب تقتل فيه الشجاعة والشخصية القوية، وتجعله يعتاد الكذب ليهرب من المسئولية إن اخطأ حتى لا يضرب.
وأوضحت الخبيرة التربوية، أن المعلم الذي يفهم مهنته جيدًا وعنده ضمير يستطيع أن يفهم مفاتيح شخصية كل طفل، فكل واحد منهم له نمط تعلم، وسيراعي الفروق الفردية بين الأطفال وينوع من طرق التدريس وطرق العقاب، فبدلا من أن يكون إيذاء بدنيا من الممكن أن يكون حرمانا من شيء يحبه "الضرب إهانة لا تنسى من عقل الطفل"، وعند العقاب يجب أن يعرف على ماذا يعاقب وفيم أخطأ وما البديل، فالضربة الخفيفة على اليد تؤثر أكثر من الضرب المبرح.
وأضافت أستاذة علم النفس التربوي بالمركز القومي للامتحانات، أن من بين الطرق المختلفة الكثيرة للعقاب يختار المدرسون الضرب لأنهم يستسهلونه، على الرغم من أنه مع الوقت لن يؤدي لنتيجة.
وقالت الدكتورة مايسة فاضل، إن عدم تربية الطلبة بشكل جيد والتعامل معاهم بعنف في المنزل لا يبرر الرد عليهم بعنف، فالنماذج المشوهة التي نراها في المجتمع هي نتيجة تربية خاطئة في الماضي، ولهذا يستلزم أن نربي المدرس في البداية بشكل صحيح، وأن تؤدي كليات التربية دورها بشكل صحيح ونعده إعدادًا جيدًا للتعامل مع الطلبة.
وطالبت الخبيرة التربوية، المعلم أن يحاول احتواء الطالب ويعاقبه بطرق تربوية أخرى فالعنف إذا لم يقابل بلين لن ينتهي.
وأشارت أستاذة علم النفس التربوي بالمركز القومي للامتحانات، إلى انها كانت تقول لطلابها دائما أن المعلم الذي لا يرى في نفسه قدر من تحمل تصرفات الطلاب بالمدارس يترك المكان، لأن الخطأ الذي يخطئه يعيش مئات السنين، لأنه يربي بطريقة خطأ ويظل خطأه يتنقل عبر الأجيال.