EN
شلل الأطفال يعد مرضا فيروسيا معديا، يسبب في أشد صوره إصابة عصبية تؤدي إلى الشلل، وصعوبة التنفس، وفي بعض الأحيان إلى الوفاة.
صحة انتشار شلل الأطفال
وتساءل عدد من الآباء والأمهات عن حقيقة ما تم تداوله رواد مواقع التواصل، لمقطع صوتي، يفيد بأن هناك انتشارا لحالات شلل الأطفال في مصر بمختلف المحافظات، وأيضا انتشاره في بعض الدول الأجنبية والعربية.
ونفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، ما تم تداوله عبر تطبيق "واتس آب" بزعم انتشار مرض "شلل الأطفال" بمختلف محافظات الجمهورية.
وقام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة الصحة والسكان، التي نفت هذه الأنباء، مُؤكدةً أنه لا صحة لانتشار مرض "شلل الأطفال" بمختلف محافظات الجمهورية، وأن الرسالة الصوتية المتداولة لا أساس لها من الصحة.
وأوضحت وزارة الصحة، أنه لم يتم رصد أي حالات مصابة بشلل الأطفال بأي محافظة من محافظات الجمهورية، حيث تم تسجيل آخر إصابة بمرض شلل الأطفال فى مصر عام 2004.
كما أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أنه لا صحة لاكتشاف أي حالة مصابة بشلل الأطفال بمختلف محافظات الجمهورية.
وبيّن وزير الصحة، أن آخر إصابة بمرض شلل الأطفال في مصر عام 2004، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مصر خالية من المرض خلال عام 2006، لافتا أن مصر لديها نظام قوي من برنامج التطعيمات الأساسية والترصد والتقصي للأمراض الوبائية، يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأية أوبئة أو أمراض.
استمرار حملات التطعيم
وقال متحدث الصحة إن الوزارة تطلق الحملات القومية والمحدودة للتطعيم ضد شلل الأطفال كإجراء متبع تقوم به الوزارة للحفاظ على مصر خالية من شلل الأطفال، حيث تم إجراء 3 حملات خلال العام 2021.
وبلغ إجمالي ما تم تنفيذه من حملات تطعيم شلل الأطفال خلال الـ 5 سنوات الماضية 9 حملات.
ويتساءل كثيرون "لماذا تستمر حملات التطعيم ضد شلل الأطفال رغم القضاء على المرض منذ 17 عاما؟.. أجابت وزارة الصحة والسكان، “لأن تكراره يضمن حماية لكل الأطفال الموجودين في مصر سواء المقيمين أو الوافدين من خطر الإصابة بالفيروس مع احتمالية دخوله عبر القادمين من الخارج لدول مازال الفيروس متوطن بها”.
وأضافت وزارة الصحة والسكان، إن التطعيمات الروتينية لا تتعارض مع تطعيم الحملات القومية الخاصة بشلل الأطفال ويشمل كل الأطفال تحت 5 سنوات حتى وإن كانوا حاصلين على التطعيمات الروتينية الخاصة بشكل دوري.
كل هذا الاهتمام لأن على مدى العقود الأخيرة وجهت الحكومات المصرية جهوداً لمكافحة هذا المرض الذي يتسبب لضحاياه في الإعاقة مدى الحياة.
إلا أن الظروف البيئية غير المواتية في بعض الأنحاء والكثافة السكانية العالية كانت تحول دون تحقيق التقدم المطلوب في مجال التغلب على شلل الأطفال من مصر.
وحتى أوائل الثمانينات كانت معدلات الإصابة تقدر بنحو عشرة آلاف إلى خمسة عشرة ألف إصابة سنوياً وقد مثل عام 1988 نقطة تحول في تاريخ مكافحة شلل الأطفال في مصر بعد أن شاركت في اعتماد المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
جهود الدولة بكافة المستويات
ومنذ ذلك الحين أخذت أنشطة القضاء على شلل الأطفال تتعاظم من خلال:
- برنامج متكامل يشمل التطعيم الروتيني وحملات التطعيم القومية المكثفة باستخدام أفضل أنواع اللقاحات وتبني استراتيجيات التطعيم الأكثر فعالية والتي تـتلاءم مع الطبيعة الجغرافية والبيئية لمصر مثل استراتيجية التطعيم من بيت إلى بيت.
- كما تم إنشاء نظام فعال للترصد لاكتشاف كل حالات الإصابة وترافق ذلك مع تكثيف دور الإعلام في نشر الوعي بين جموع المواطنين وتعزيز دور المجتمع المدني للمشاركة في المهمة الصعبة والاستعانة بعلماء الدين والمشاهير من الفنانين وغيرهم.
- وأيضا من خلال مئة ألف من العاملين الصحيـين والممرضات و13 ألف مراقب صحي وعشرات الآلاف من شباب المتطوعين الوصول إلى كافة الأنحاء في القرى والنجوع والمناطق العشوائية والمدن الكبرى والمناطق النائية لتحقيق نسبة التطعيم المستهدفة والتي تـتجاوز 95% وتصل الى جميع الأطفال دون الخامسة.
- وقد كان لوعي الأهالي وأولياء الأمور وتعاونهم مع فرق التطعيم وحرصهم التام على تطعيم أطفالهم دور بالغ في انجاح حملات التطعيم وتفعيلها وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
- وقد تعاون مع وزارة الصحة والسكان المصرية العديد من الحلفاء الدوليـين مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والروتاري الدولي والوكالة الامريكية للتنمية الدولية ومراكز مكافحة الامراض في الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة اليابانية ومؤسسة ميلندا وبيل جيتس.
تفاصيل حملاتالتطعيمات
- وساهمت المجموعة الاستشارية التقنية لاستئصال شلل الأطفال من مصر بتقديم المشورة والتوجيه الاستراتيجي حتى بلغ برنامج شلل الأطفال في مصر درجة رفيعة من التقدُّم مكنته من تحويل الحلم إلى حقيقة ملموسة، بل وجعلت من التجربة المصرية (نموذجاً يحتذى وخبرة يتم تطبيقها بالفعل) في بلدان الإقليم التي لم تـتخلص بعد من شلل الأطفال مثل باكستان وأفغانستان أو التي عاد إليها الفيروس مرة أخرى، كالسودان واليمن.
ومن الجدير بالذكر أن جميع البلدان التي أصبحت خالية من شلل الأطفال يجب عليها مواصلة أنشطة التطعيم سواء الروتينية أو التكميلية حتى يتوقف سريان الفيروس في العالم بأسره ويصبح العالم متحرراً من شلل الأطفال كما فعلت مصر في حملتها الأخيرة للتطعيم من سن يوم إلى 5 سنوات للمصريين وغير المصريين.
والتطعيم يتم من خلال الفرق الطبية الثابتة (في مكاتب الصحة والوحدات والمراكز الطبية والميادين الكبرى وبجوار المساجد والكنائس والنوادي وفي الأسواق) وكذلك الفرق المتحركة (من منزل لمنزل ومن شقة لشقة بواسطة فرق مدربة وتحت إشراف وزارة الصحة والسكان).
وتأتي الحملة فى إطار الحرص على رفع المناعة المجتمعية لدى الأطفال، وحفاظا على مصر خالية من المرض.
الحملة ستجوب الميادين والشوارع بالمحافظات وأماكن التجمعات والأسواق وذلك من خلال الفرق الطبية المتحركة وهناك فرق طبية ثابتة داخل الوحدات الصحية ودعت الأسر المصرية بضرورة المشاركة في الحملة، أو التوجه بالأطفال إلى الوحدات والمراكز الصحية بجانب أن الحملة مجانية وجميع التطعيمات آمنه 100% وحصلت على موافقة منظمة الصحة العالمية.
