يعد متحف نبيل درويش، الذي صدر قرارا بإزالته، من أهم المتاحف الخاصة التي قدمت الكثير من الأعمال الخزفية للجمهور، ويقع متحف نبيل درويش، في منطقة الحرانية بالجيزة، عند محور المريوطية الذي يتم إنشاؤه.
واستطاع نبيل درويش أن يطلي الإناء بالكربون، وليس بالأكسيد، بالإضافة إلى ذلك أعطى للرسم بالدخان مذاقا جديدا عبر تلوين الجسم الفخاري بالكاراكلية.
ويعد درويش من أحسن الخزافين الذين أتقنوا التحكم والعمل على الدولاب الدوار، سواء بفعل الممارسة الطويلة، أو بغرض الإنتاج الكمي، وتميز الخزاف بأسلوب التطعيم، وتوصل إلى طين أزرق يعد جديدا في درجته، وابتكر طريقة لصق طينة بيضاء على طينة سوداء أو زرقاء.
مقتنيات متحف نبيل درويش
ويرصد موقع صدى البلد أبرز مقتنيات المتحف التي سيتم نقلها بشكل مؤقت إلى متحف الحضارة، لحين وضعها في مكان جديد بعد انتهاء عمليات الإزلة لمتحف نبيل درويش.
عرف نبيل درويش الطريق إلى ورشة أستاذه الرائد سعيد الصدر بمنطقة الفسطاط، وهو مازال طالبا بكلية الفنون التطبيقية وما أن حصل على البكالوريوس حتى اتجه إلى اكتشاف خامة الأسرار الطين.
بدأت رحلة اكتشاف نبيل درويش للخامات المحلية عندما قدم رسالة الماجستير في الخزف عام 1971 باحثا فيها عن أسرار عمل (شباك القلة) الذي برع في صنعه خزافو العصر الإسلامي، بعدها شد الرحال إلى الكويت واكتشف الأماكن التي تحتوي على طينة ذات طبيعة رملية صالحة للإبداع الخزفي المحلي، كما توصل في قطر والبحرين إلى طينات صالحة للفخار والخزف، ثم اتجه سندباد الخزف المصري إلى العراق، إيران، تركيا، سوريا ولبنان سعيا وراء منابع فن الخزف الإسلامي والعربي.
وتوج نبيل درويش رحلة بحثه في عالم الخزف عندما أنجز أول رسالة دكتوراه في فن الخزف عام 1981، وكشف فيها عن طريقة المصريين القدماء في صنع فوهات سوداء للأواني الخزفية وهو الكشف العلمي الذي سجل طرفة على المستوى الفني، وفي الوقت نفسه في مجال الآثار، وعكس قدرة الفنان على استيعاب التجربة الفنية الفرعونية (ما قبل الأسرات)، بالإضافة إلى أنه استطاع أن يطلي الإناء مثل الرومان، والإغريق ولكن بالكربون، وليس بالأكسيد، وهي الإضافة التي سجلت على نحو عالمي في تاريخ الخزف، وتعد نصرا تشكيليا وخزفيا، عندما أعطى للرسم بالدخان مذاقا جماليا جديدا عبر تلوين الجسم الفخاري بالكاراكلية، فحقق تفردا يحسب له على مدار القرن العشرين كله.
وتتميز أعمال نبيل درويش الخزفية بقدرته الفائقة على إعطاء إحساس بالألوان المائية وشفافيتها ورقتها على الطلاء الأسود (بلاك ميرور) مع الاحتفاظ بتنوع هائل في استخدام الألوان المصقولة والثراء في الملمس وتعدد في الشكل والخطوط التي تعكس انتماء هذا الإبداع إلى جذور تاريخية عميقة، تلك الأعمال التي ظل الفنان يحتضن المتميز منها برفق ليضمه إلى المجموعة المعروضة بمتحفه والذي كان قد أقامه بجهوده الذاتية إلى أن ترك لنا هذا العطاء الممتد ورحل.