قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

ثروة في السماء.. الطاقة الشمسية حلم أفريقيا ومستقبلها

مزارع الطاقة الشمسية
مزارع الطاقة الشمسية
×

لطالما اقترنت سيرة أفريقيا بالفقر، على الرغم من وفرة مواردها الهائلة على سطح أراضيها الخصبة وفي باطنها الغني بالثروات المعدنية، والأكثر من ذلك تلك الثروة غير المحدودة ولا الناضبة في سمائها: الطاقة الشمسية.

وفقا لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، توجد في أفريقيا 60 بالمائة من أفضل مناطق العالم لإقامة مزارع الطاقة الشمسية، لكن حتى الآن توجد فيها فقط واحد بالمائة من المزارع على المستوى العالمي؛ رغم معاناتها من نقص كبير في الكهرباء، لكن هناك خطط ومشاريع طموحة.

عندما تنقطع الكهرباء في سويتو، إحدى ضواحي مدينة جوهانسبرج في جنوب إفريقيا، لا يحل الظلام فقط، وإنما يصبح الوضع خطيرا أيضا، "إذ يتجول البعض في المنطقة ويمكنهم الدخول إلى فناء البيت أيضا، من دون أن يستطيع المرء رؤيتهم والتعرف عليهم"، كما تقول نونهلانهلا مورودو، والتي تسكن مع أمها وثلاثة أطفال. وتضيف "لذلك قمنا بتركيب بعض المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية لإنارة محيطنا ولنكون آمنين".

تعد الطاقة الشمسيةوالكهرباء المستخرجة منها نظيفة ومحايدة بيئيا وتكاليفها واضحة، وفي نفس الوقت الحاجة كبيرة وماسة للطاقة الكهربائية في أفريقيا. وفي شمال وجنوب القارة السمراء الظروف والشروط مناسبة تماما لإقامة مزارع الطاقة الشمسية.وحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة فإن 60 بالمائة منأفضل المساحات لإقامة مزارع الطاقة الشمسية في العامتقع هناك. ورغم ذلك فإن واحد بالمائة فقط من هذه المزارع تقع في أفريقيا.

لكن الوضع سيتغير قريبا، إذ أن مارك هاورد الخبير في الشركة البريطانية لاستشارات الطاقة "أفريقيا إنرجي"، يتوقع تضاعف إنتاج الكهرباء في أفريقيا من الطاقة الشمسية ثلاث مرات حتى عام 2025 مقارنة بما تنتجه الآن.

وحسب معلومات الشركة فإن هناك الآن 1100 موقع نصبت فيه ألواح الطاقة الشمسية والتي تنتج حوالي 7,4 جيجاواط. وللمقارنة فقط، في ألمانيا وحدها بلغ إنتاجها للكهرباء من الطاقة الشمسية حوالي 58 جيجاواط عام 2020. وإنتاج أفريقيا ينبغي أن يصل إلى 23 جيجاواط أو أكثر عام 2024، حيث أن تخطيط وتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية لا تستغرق وقتا طويلا.

رغم ارتفاع الأسعار في قطاع انتاج ألواح الطاقة الشمسة منذ عام 2020 واضطراب سلاسل التوريد، إذ أنجزء كبيرا من انتاج هذه الألواح يتم في الصين التي فرضت سلسلة من الإغلاقات لمكافحة فيروس كورونا، فإن ارتفاع أسعار الطاقة بشكل جنوني في أوروبا نتيجة حرب أوكرانيا، تجعل مشاريع الطاقة الشمسية مغرية ومربحة على المدى الطويل. ويقول الخبير في الطاقة الشمسية، مارك هاورد، إنه متأكد أن "عصر مستلزمات الطاقة الشمسية الرخيصة جدا قد ولى من دون رجعة".

وحين يريد مستثمر قوي اقتصاديا، مثل الشركات العاملة في قطاع المناجم، إقامة مزرعة للطاقة الشمسية، فإنها تحصل على قروض ميسرة ورخيصة نسبيا. بينما بالنسبة لكثير من شركات توريد الكهرباء الحكومية، فإن حصولها على تمويل صعب.

يقول هاورد "صدمة التضخم العالمية أدت إلى أزمات اقتصادية. والمطالب من الحكومات الأفريقية (للحصول على قرض) كثيرة جدا. لذلك يرى الكثير من الناس أنعلى الدول الغنية أن تقدم مساعدات أكبر بكثير، لتحديث شبكة الكهرباء"، حيث إن الكهرباء ضرورية جدا من أجل تحقيق نمو اقتصادي قوي، وفقط 1,5 بالمائة من الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة موجودة في جنوب الصحراء الكبرى، فالمنطقة تعاني من نقص حاد في التمويل.

الطاقة الشمسية بديل نظيف للفحم

في الماضي كان يتم في الدرجة الأولى تمويل محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم، والصين التي تعد أهم مانح للقروض قد توقفت قبل عام عن تمويل المحطات المضرة بالبيئة. لذلك فإن محطات توليد الطاقة المخطط لها بسعة 15 غيغاواط لم يتم تشغيلها وربطها بالشبكة الكهربائية، حسب الوكالة الدولية للطاقة، وقبل ذلك كانت العديد من الحكومات الأفريقية قد تراجعت عن خططها المرتبطة بالفحم، وفقط في جنوب أفريقيا وزيمبابوي تعمل آخر المحطات الجديدة لتوليد الطاقة بالفحم في القارة السمراء.

وحسب تحليلات منظمة أفريقيا للطاقة المستدامة، حتى منتصف هذا العقد ستنتج تقريبا كل دول القارة الأفريقية الكهرباء من الطاقة الشمسية. وإلى جانب جنوب أفريقيا والدول المغاربية، تخطط دول أخرى وعلى رأسها أنجولا وإثيوبيا وبوتسوانا وساحل العاج وتشاد لنمو كبير في الطاقة الشمسية.