تعتبر الخيمة رمزاً للتراث والكرم عند بدو مطروح ، فحين يراها الضيف تقوده إلى المكان الذي يجد فيه المأوى والطعام والحماية.
كما تبقى الخيمة المكان الذي يستودعه البدوي مشاعره ومثله وقيمه، فهي بسيطة كبساطة حياته وتستمد مدلولها وجماليتها من ظروفه، حيث تصنع من وبر الجمال وشعر الماعز وصوف الأغنام.
فالبيئة البدوية تتميز يمظاهر ، لعل أبرزها الخيمة أو «بيت العرب»، وهي أهم تفصيلة في الموروث البدوي لدى مطروح.
و تتعدد أغراض استخدام الخيمة سواء في الافراح أو لإقامة سرادق غذاء أو لاستقبال الضيوف خاصة خلال شهر رمضان أو لإقامة زردة فى الهواء الطلق على البحر أو الأودية الصحراوية.
يقول حمد شعيب الباحث في التراث البدوى أن «الخيمة تعد من تراث أبناء البادية بمطروح والتى يبرعون فى إنشاءها وتصميمها حتى لا تتأثر بالرياح والأتربة .
واضاف أن مدخل الخيمة الرئيسي دائما من الجنوب، ويتكون السقف من 10 قطع كبيرة مربوطة ببعضها بأشرطة طويلة مصنوعة من الوبر ، ولها 4 جوانب تسدل وترفع وتثبت فى السقف بدبابيس خشبية صغيرة
واضاف أن الخيمة من القماش أو الشلت، أو من شعر الماعز، مشيرا إلى أن اختيار الألوان يكون من فاتح اللون من الخارج ومزخرف من الداخل بأشكال هندسية مرتبة وملونة.
وعن أسباب ارتباط البدو بالخيمة أوضح فرج الجبيهى من أهالى مطروح أن ارتباط البدو بالخيمة يرجع لسببين الأول طبيعة العمل لغالبية البدو فى الرعى وما يتطلبه ذلك للتنقل فى الصحراء وإقامة الخيمة لتقيه من حرارة الشمس وبرودة الشتاء بالإضافة إلى الارتباط بالخيمة بسبب طبيعة البدو التى تميل إلى الهدوء وعدم تفضيل الزحام، لذلك فهم يلجأون إلى "الزردة"، فى الصحراء أو الوديان أو على الشواطئ ويقومون بإقامة الخيمة والزردة قد تستغرق يوم او عدة أيام.
وأشار أن الأهالي يتجمعون سويا ليقضوا يومهم في الصحراء التي تعد العشق الأول لأبناء مطروح الراغبين في قضاء يوم أو أكثر في الهواء الطلق بعيدا عن المدينة أو بالقرب من الشاطئ.
وأضاف أن "الزردة" أحد عادات بدو مطروح سواء في الصحراء أو على شاطئ البحر، خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ولا تقتصر الزردة على الشباب فقط، بل يخرج اليها الكبار والأسر، حيث يقومون بها بعمل خيمه ليقضوا فيها يومهم ويتناولون سويا طعام الإفطار.