أعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية بمصر الدكتورة نعيمة القصير، أنه من المقرر أن يتم خلال فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27) التي تستضيفه مصر الشهر المقبل ، إطلاق تحالف دولي للصحة والمناخ برئاسة مشتركة بين مصر وبريطانيا وبمشاركة نحو 62 دولة على مستوى العالم، يلزم الدول بالعمل بمجال التكيف مع آثار المناخ، ومراعاة مخاطر المناخ عند اتخاذ أي قرار وزيادة توافر تمويل التكيف.
جاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الثالثة من الصالون العلمي الذي نظمته إدارة النشر والإعلام بالمركز القومي للبحوث؛ اليوم /الأحد/ لعرض إنجازات عدد من معاهد المركز الخاصة في مواجهة آثار التغيرات المناخية على الصحة، وذلك ضمن استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ تحت رعاية الدكتور محمد هاشم رئيس المركز.
وأكدت القصير أن استضافة مصر لقمة المناخ يعكس المكانة التي تحظى بها في المنطقة والعالم لمجابهة القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي في جميع مجالات الحياة خاصة الصحة.
وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية بمصر تعمل مع وزارة الصحة ومؤسساتها المختلفة للحد من تأثيرات التغيرات المناخية والتي لها مردود سلبي على صحة الإنسان، كما يؤثر على الصحة العقلية والنفسية للإنسان كما تشير أحدث الدراسات العلمية.
ونبهت القصير إلى أنه من المتوقع أن تتسبب التغيرات المناخية في الفترة من 2030 وحتى عام 2050 في 250 ألف حالة وفاة بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
وأكدت أن منظمة الصحة العالمية تقدر أن أكثر من 13 مليون وفاة حول العالم ترجع لأسباب بيئية يمكن الحد منها والتحكم في مسبباتها، مشيرة إلى أن القضايا المتعلقة بالبيئة تعد من الأسباب الرئيسية للمشاكل الصحية في جميع أنحاء العالم، كما يحتل تغير المناخ رأس قائمة المخاطر البيئية التي تواجه البشرية.
ولفتت إلى أن مصر أولت اهتمامًا واضحًا بصحة البيئة وخاصة تغير المناخ وآثاره المتعددة على صحة الإنسان، مؤكدة أهمية جعل قمة المناخ مؤتمرًا صحيًا يضع الصحة والعدالة الاجتماعية في صميم المناقشات.
وشددت على ضرورة تخفيف حدة تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان ودعم قدرة المنشآت الصحية على الاستجابة للتغيرات المناخية لتوفير أفضل مستوى ممكن من الصحة لجميع من يعيش على أرض مصر والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
ومن جانبه، أكد رئيس المركز القومي للبحوث الدكتور محمد هاشم ، أن المركز يولي اهتمامًا كبيرًا بقضايا التغيرات المناخية وتأثيراتها المختلفة من خلال العديد من الأبحاث والمشروعات التطبيقية في كافة المجالات المتعلقة بالتغيرات المناخية.
وأشار إلى أنه يتم العمل بالمركز على مواجهة آثار التغيرات المناخية اعتمادًا على ستة محاور بحثية هي الطاقة، والصحة، وإدارة المياه، والتنوع البيولوجي، والتغيرات المناخية والنمذجة الرياضية، والصناعة.
وأوضح أنه في إطار اهتمام الدولة المصرية بمواجهة آثار التغيرات المناخية وبحث تأثيرها على مختلف القطاعات تم إنشاء مركز التميز للدراسات البحثية والتطبيقية للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة بالمركز والذي يتكون مجلس إدارته من العديد من الوزارات المعنية والجامعات والمراكز البحثية المحلية والإقليمية والدولية وكذلك مختلف الجهات والمؤسسات المعنية بالدولة.
وبدوره، قال مدير مركز التميز للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة بالمركز القومي للبحوث الدكتور أشرف شعلان إن المركز يلعب دورًا أساسيًا لاعتماد منهجيات قائمة على نتائج الأبحاث والدراسات والتخفيف من حدتها؛ لتقليل الآثار البيئية المترتبة على ظاهرة (الاحتباس الحراري) والتخفيف من حدتها.
وأضاف أن الدراسات والمشروعات البحثية بالمركز تقترح حلولًا واقعية للمساعدة في إجراءات التكيف والتخفيف من مستويات آثار التغيرات المناخية للحد من الأضرار المتوقعة.
وأوضح أنه تم إنشاء مركز التميز للدراسات البحثية والتطبيقية للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة البيئة وهيئة "الكومساتس" الدولية ومعهد الصين للتغيرات المناخية.
ومن جانبها، قالت مقرر محور الصحة بالمركز القومي للبحوث الدكتورة أمل حسين إن فعاليات الصالون العلمي تركز على المخرجات البحثية التي تربط التغيرات المناخية بالصحة العامة، لافتة إلى أن ظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري تؤدي إلى زيادة أمراض سوء التغذية في الدول النامية والفئات العمرية الحساسة سريعة التأثير ممثلة في الأطفال والحوامل وكبار السن.
وأضافت أن زيادة التغيرات المناخية التي ستواجه العالم تؤدي إلى نقص مساحات الأراضي الصالحة للزراعة بسبب موجات الجفاف أو الفيضانات أو تآكل الأراضي الساحلية وملوحة الأراضي الزراعية الناتج عن ارتفاع مستوى سطح البحر مما قد يؤدي لتغيرات في إنتاجية الأراضي الصالحة للزراعة لبعض المحاصيل الزراعية الضرورية ونقص بعض العناصر المهمة في المحاصيل الزراعية.
وأوضحت أن التغيرات المناخية يصاحبها ارتفاع معدلات الأمراض خاصة المنقولة بالحشرات ومن بينها الملاريا والفلاريا وحمى الوادي المتصدع وذلك بسبب زيادة أماكن تكاثر البعوض الناقل للمرض في المياه الراكدة الناتجة عن هطول الأمطار بكميات كبيرة أو الفيضانات أو خزانات المياه غير المطابقة للمواصفات الصحية في مناطق الجفاف.
وأشارت إلى زيادة الأمراض المنقولة بالماء والغذاء الملوث نتيجة لموجات الجفاف ونقص المياه العذبة ببعض الأماكن مما يعوق نظافة البيئة المحيطة والتي ينتج عنها زيادة في أمراض الإسهال وسوء التغذية خاصة بين الأطفال.
وركزت فعاليات الجلسة، التي شارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين بالمركز، على التأثيرات الصحية للتغيرات المناخية من خلال الأبحاث والمشروعات البحثية التي نفذها معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية بالمركز بالتعاون مع هيئة الأرصاد المصرية بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والتعاون مع معهد ليزا بفرنسا.
كما تم عرض الدراسة التي تم إعدادها بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية عن تأثيرات التغيرات الموسمية على صحة الأطفال في مصر، وكذلك التأثيرات الصحية للتغيرات المناخية وانتقالها عبر الأجيال التي تتم دراستها بمعهد الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم.
وتم إلقاء الضوء على تأثيرات التغيرات المناخية على صحة وإنتاجية الثروة الحيوانية والسمكية وطرق التكيف، بجانب الكشف عن مركبات علاجية جديدة ومبيدات حيوية آمنة تمامًا للإنسان والحيوان والنبات والبيئة ومضادة للبعوض الناقل للعديد من الأمراض من مخلفات الفاكهة والخضروات من خلال التقنيات الحيوية والتي توصل إليها الباحثون في معهد بحوث التقنيات الحيوية بالمركز.
تجدر الإشارة إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27) ، خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022 والذي يقام بمدينة شرم الشيخ، ويمثل فرصة هامة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا.