حدث في مثل هذا اليوم إعدام الثائر الأرجنتيني تشي جيفارا في بوليفيا بعد اعتقاله ومحاكمته محاكمة ميدانية وذلك بعد القبض عليه وأعوانه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية.
أرنستو ولد تشى جيفارا عام 1928، وهو ثورى كوبى ماركسى ولد بالأرجنتين، هو طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسة فى الثورة الكوبية، وأصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزا فى كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
إنجازات تشي جيفارا
ولم يكمل دراسة الطب ليقود أشهر حروب عصابات ثورية في القارة الأمريكية الجنوبية حقق مع رفيقه فيدل كاسترو انتصارا كبيرا في كوبا بنهاية الخمسينيات، لكنه لم يتحمس لمنصبه الوزاري في حكومة الثورة الكوبية، وقرر مواصلة الكفاح المسلح في بقية دول القارة.
مع ازدياد اهتمام تشي جيفارا بالماركسية، قرر التخلي عن الطب، معتقدًا أن الثورة فقط يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية، في عام 1953 سافر إلى جواتيمالا، حيث شهد الإطاحة بحكومتها اليسارية بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الأمر الذي عمل على تعزيز قناعاته.
بحلول عام 1955، كان جيفارا متزوجًا ويعيش في المكسيك، حيث التقى الثوري الكوبي فيديل كاسترو وشقيقه راؤول، اللذان كانا يخططان للإطاحة بحكومة فولغينسيو باتيستا، عندما نزلت قواتهما المسلحة المعدودة في كوبا في 2 ديسمبر 1956، كان جيفارا معهم وبين القلة التي نجت من الهجوم الأول، على مدى السنوات القليلة التالية، أصبح تشي مستشار رئيسي لكاسترو وقائدًا لقوات العصابات المتنامية في هجماتها على نظام باتيستا المنهار.
وفي يناير 1959 سيطر فيدل كاسترو على كوبا وعيّن جيفارا مسؤولًا عن سجن لاكابانيا، حيث يقدر أن مئات الأشخاص أعدموا بأوامر جيفارا غير القضائية، كما عيّن في وقتٍ لاحق رئيسًا للبنك الوطني ووزيرًا للصناعة، وقام بالكثير لتحويل البلاد إلى دولةٍ شيوعية.
في أوائل الستينيات، عمل جيفارا أيضًا سفيرًا لكوبا بعد حصوله على الجنسية وجاب العالم بنية إقامة علاقات مع دول أخرى، وعلى الأخص الاتحاد السوفيتي، الذي كان لاعبًا أساسيًا خلال غزو خليج الخنازير وأزمة الصواريخ الكوبية، وذهب إلى الإمارات العربية المتحدة ومصر حيث التقى جمال عبد الناصر، واستمرت الرحلة إلى الهند وتايلاند واليابان وإندونيسيا وباكستان، ولدى عودته، أعلن تشي عن دهشته للتعاطف الذي أثارته الثورة الكوبية في جميع أنحاء العالم.
كما أصدر كتيبًا حول حرب العصابات، وفي عام 1964 ألقى خطابًا أمام الأمم المتحدة أدان فيه السياسة الخارجية الأمريكية والفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
ذكرت صحيفة ريفولوسيون الكوبية الرسمية أنه صرّح عن إعدامه للعديد من الناس رميًا بالرصاص دون أدنى جهد في التحقيق معرفة إن كانوا مذنبين أم أبرياء.
وقد برر ذلك بأنه لا يمكن إجراء العديد من التحقيقات في ظل قيام الثورة، كما تحدث في مذكراته حول إعدامه لأحد الفلاحين بعد اعترافه بتسريب بعض المعلومات إلى العدو، وعبّر عن ذلك بقوله: “لقد لهث لفترة قصيرة، ثم مات. إن إعدام الإنسان شيء قبيح، لكنه مثالي أيضًا”.
وفاة تشي جيفارا
منذ وفاته، أصبح جيفارا شخصيةً سياسيةً أسطورية، وغالبًا ما يتم ربط اسمه بالتمرد والثورة والاشتراكية، غير أن آخرين يذكرون أنه يمكن أن يكون بلا رحمة وقد أمر بإعدام السجناء دون محاكمة في كوبا، وعلى أي حال، ما تزال حياة جيفارا موضع اهتمام كبير لدى العامة.