الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفي " 30 “

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

تحدثت فى المقالة السابقة التى حملت عنوان " من طرف خفى "حول نشأة الماسونية وهيكلها التنظيمى والتجنيد وسرية تلك الحركة العالمية واليوم نستكمل باقى التفاصل حول الماسونية .

يعتبر المحفل الماسوني الأعظم في قلب لندن أعرق محافل الحركة الماسونية العالمية، ويضم عشرات الغرف والقاعات التي يعقد فيها الماسونيون جلساتهم الخاصة، وينظمون فيه حفلاتهم، وفيه غرف تنظم فيها جلسات قبول الأعضاء الجدد أو ترقية آخرين إلى مراتب أعلى. وأكثر ما يُلاحظ في هذه القاعات هو الحضور القوي للرموز الدينية رغم أن الحركة تصر على أنها لا تناقش الدين أو السياسة..

ويحتوي المتحف على سجل حافل بالوثائق والقطع الأثرية والأدوات التي تؤرخ لأكثر من ثلاثة قرونٍ من تاريخ الماسونية، وفيه وثائق عن المحافل الماسونية في مختلف أنحاء العالم حسب الفترات التاريخية التي شيِّدت خلالها، وتحفظ في جناح منه صور ووثائق تتعلق بالشخصيات العالمية التي انضوت داخل الماسونية من أدباء وموسيقيين وملوك وأمراء ورؤساء دول وغيرهم.

وعن علاقة هذا المحفل ببعض المحافل الماسونية الأوروبية؛ يقول المتحدث باسمه جون هاميل (عام 1999): "محفل الشرق في إيطاليا لا نعترف به حاليا لأنهم قبل سنوات قليلة كانوا متورطين في السياسة، أما محفل الشرق في فرنسا فلا نعترف به لأكثر من 120 عاما لأنهم قبل نهاية القرن التاسع عشر سحبوا اعترافهم بالرب في طقوسهم، ولهذا سحبنا اعترافنا بهم ولا نتزاور معهم".

ويعتبر "ترسيم" الأعضاء الجدد -الذين يجلبون بالإكراه والابتزاز للانضمام إلى الحركة الماسونية و"الخروج من الظلمات إلى النور"- أحد أهم الطقوس الخاصة التي تعقدها الحركة عدة مراتٍ في السنة، ويتولى ترتيباته رؤساؤها وأحبارها في محافلها المنتشرة عبر العالم.

ولدى انضمام عضو جديد يقول "الرئيس الأعظم" للمحفل -في بداية جلسة ترسيمه في "حجرة التأمل"- ما نصه: "اللهم يا مهندس الكون الأعظم نسألك أن تهب جزيل رحمتك لعبدك هذا الذي يطلب الآن الاشتراك معنا في أسرار الأساتذة البنائين الأحرار، وأعنه على الجواب وقت السؤال، وثبته عند الامتحان.. آمين

ويؤدي العضو الجديد قسم الولاء للماسونية متعهدا "تعهدا ناشئا عن شرف نفسه بأن يستمر بعد انضمامه إلى هذه العشيرة في القيام بالعوائد الماسونية القديمة، والحضور إلى الاجتماعات ومشاركة الإخوان". وعليه أن يعرف "أن الماسوني الحر يربأ بنفسه عن الدخول في مناقشة تيارات الدين أو موضوعات السياسة".

ثم يسأله "الرئيس الأعظم" قائلا: "هل أنت راغبٌ باختيارك ومحض إرادتك في التعهد تعهدا وثيقا مبنيا على المبادئ المتقدم ذكرها بأن تحفظ أسرار هذه العشيرة وتصونها؟ فلتقم الآن بتقبيل الكتاب المقدس، أيها المستنير أنت الآن على وشك الاطلاع على أسرار الدرجة الأولى للبنائين الأحرار".

وفي ختام الجلسة يخاطبه "الرئيس الأعظم" محذرا: "إذا حاولت الهرب فإن عقابك سيكون إما بالطعن أو بالشنق. العقوبة البدنية التقليدية التي تقع عليك -كما هو معروف من تاريخ الماسونية- هي قطع رقبتك من جذورها، إذا أفشيت سراً من أسرار البنائين الأحرار".

ورغم الانفتاح الإعلامي الذي صار الماسونيون يبدونه -خاصة في بريطانيا وأمريكا- في إطار مراجعة جذرية أجراها زعماء الماسونية قرروا فيها التخلي عن الغموض الذي يحيط بهم والتركيز على أنشطتهم "الخيرية"؛ فإنهم لم يسمحوا لأعضائهم بالحديث عن طريقة المصافحة أو كلمة السر المطلوبة لدخولهم المراكز الماسونية، كما بقيت اجتماعاتهم الخاصة قاصرة عليهم.

السرية والنفوذ

ظلت الماسونية حركة سرية مبهمة بالنسبة للغالبية الساحقة من الناس في هذا العالم، ولذلك يرى مطلعون أنها حركة تهدف للسيطرة على العالم من خلال ربط صلات قوية بأقطاب المجتمعات المحلية وأصحاب النفوذ فيها، وزرع أتباعها الموالين لها في مختلف المحافل الفكرية والعلمية والثقافية، وفي المراكز السياسية والاقتصادية وحتى القضائية والعسكرية الحساسة في دول العالم.


-