كان المشهد الأكثر تداولًا في مصر منذ 8 شهور، لحظة خروج عروس الإسماعيلية من الكوافير، عندما انهال عليها عريسها وأخته بالضرب المبرح أمام الجميع، مما حول زفة الفرح إلى خناقة شوارع تعالت معها الصيحات والصراخ.

علقة ساخنة أمام الكوافير

عدسات الأهالي عبر تليفوناتهم المحمولة كانت حاضرة، صورت الحادث وتناقلته وصارت قضية كبيرة تحدث عنها الإعلام والسوشيال ميديا انتصارًا للعروسة، لكن مجريات القصة تحولت بفعل فاعل.

حينها قال شاهد عيان: "احنا طلعنا على صراخ العروسة واتفاجئنا بضربها بشكل صعب ووجود آثار دم على الفستان والعريس بيحاول يدخلها العربية بالعافية".

وتابع أن سيارة الشرطة وصلت إلى المكان وتم اصطحابهما إلى قسم شرطة أول الإسماعيلية، ولم تحرر الفتاة محضرا لزوجها وتوجها إلى القاعة لإتمام الفرح.

حمام في الصباحية

اتضح من خلال ما تم بثه من فيديوهات في اليوم الثاني ان العروسة والعريس أبناء عمومة، وتم نفي الحديث تمامًا من جانب الأهل بزعم أن ما حدث ماهو إلى خلاف عائلي بسيط.

المشهد الأكثر استفزازًا للبعض وسخرية في نفس الوقت، ما حدث من أحد أقارب الزوج في فيديو بث مباشر عندما رفع مائدة حمام قائلًا: تعالوا كلوا معانا حمام في الصباحية.

غضب عام

وفي أعقاب الفيديو المتداول لضرب عروس الإسماعيلية ساد غضب عارم في الشارع المصري ومطالبات بالتحقيق في الواقعة وعدم الركون إلى تصالح الأهالي.

واستفزت تلك الواقعة المؤسسات المعنية عن حقوق المرأة وعلى رأسها المجلس القومي للمرأة حيث علقت في ذلك الوقت، الدكتورة رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة، وقالت إن واقعة الاعتداء على عروس الاسماعيلية تعود بنا إلى الوراء رغم كل الجهود التي تبذلها الدولة في مساندة المرأة من تغيير الثقافة الذكورية الخاطئة، قائلة: "احنا في حالة استياء عام من اللي حصل في واقعة زفاف الإسماعيلية".

وأضافت الدكتورة رانيا يحيى، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث القاهرة" مع الإعلامي خيري رمضان وكريمة عوض، على قناة القاهرة والناس، أن الدستور يحمي حق المرأة ويرفض تعنيفها أو الاعتداء عليها، متابعة: " عندنا حق لحماية حقوق المرأة المصرية، وهذا حق دستوري، وهي مثل الرجل داخل المجتمع، وهذا المشهد مؤسف".

وأكملت: "مشهد ضرب عروس الاسماعيلية يؤكد التراجع الفكري والثقافي في المجتمع، وواقعة الاسماعيلية تعود بنا الى الوراء والدستور يحمي حق المرأة ويرفض تعنيفها".

ماذا حدث خلال 8 شهور ؟

وما بين واقعة الكوافير واليوم مرت 8 شهور انتهى فيها الحال بعروس الإسماعيلي في قسم الشرطة لتحرير محضر ضد زوجها تتهمه فيه باتهامات وصلت إلى الشروع في القتل.

ومن خلال اعترافات عروس الإسماعيلية وبلاغها الذي تقدمت به، فإن الزوج تعمد ضربها وإهانتها امام الجيران وتخويفها على مدار 8 شهور فاتت.

ضربني بالشومة وهددني بمية النار

وقالت عروس الإسماعيلية في محضر حررته ضد عريسها، إنها تعرضت لـ هتك عرضها بالشارع وتم تهديدها بمياه النهار والتشويه، بالإضافة إلي حبسها واحتجازهم بدون وجه حق في شقة أخوه، كما جاء بالاتهامات، الضرب بالعين وبالشومة علي الرأس والشروع في القتل.

واتهمت عروس الإسماعيلية زوجها بالاعتداء عليها بالضرب المبرح واحداث بعض الإصابات في أماكن متفرقة بالجسم.

وقالت عروس الإسماعيلية أن زوجها منع أهلها من رؤيتها أو الاطمئنان عليها والتواصل معها.اشت فترة تحت التهديد بسبب كثرة اعتداء الزوج عليها بالضرب المبرح مع كل خلاف يقع بينهما.

تعليقات السوشيال ميديا

وعلى الرغم من المعاناة التي تعرضت لها عروس الإسماعيلية، رفض رواد السوشيال ميديا التعاطف مع الزوجة وأهلها، بل منهم من وبخها بعبارات قاسية بسبب عدم التمسك بحقها في المرة الاولى.

وقال متابعون عبارات موحدة في التعليقات مفادها ان العروسة هانت على أهلها في المرة الاولى فكان من الطبيعي أن يفعل بها الزوج هذه التصرفات.