ماهي أهميته.. لماذا يريد المؤرخون استعادة حجر رشيد من بريطانيا؟

يسعي مؤرخون مصريون لاستعادة حجر رشيد من المملكة المتحدة وسلط تقرير نشره موقع ”الهند إكسبريس“ اليوم السبت، الضوء علي الجهود المبذولة في هذا الصدد. حجر رشيد هو أكثر المقتنيات زيارة في المتحف البريطاني وكان له دور حاسم في اللغة الحديثة لمصر القديمة، كما ساعد أيضًا في إنشاء مجال جديد للتاريخ.

حجر رشيد الذي يبلغ عمره 2000 عام هو لوح حجري كبير أبهر العالم منذ اكتشافه قبل حوالي قرنين من الزمان.

تعكس الدعوات أيضًا القبول المتزايد لفكرة إعادة الدول الغربية للقطع الأثرية المهمة تاريخيًا وثقافيًا المأخوذة إلى حد كبير من الجنوب العالمي خلال الحقبة الاستعمارية. توجد العديد من هذه الأشياء في متاحف مختلفة أو يملكها أشخاص في الغرب.

وقالت مونيكا حنا القائم بأعمال عميد كلية الآثار بمدينة أسوان المصرية لرويترز "أنا متأكدة من أن كل هذه القطع سيتم استردادها في نهاية المطاف لأن القواعد الأخلاقية للمتاحف آخذة في التغير، إنها مجرد مسألة وقت". وأضافت: "الحجر رمز للإمبريالية الثقافية".

ما هي أهمية حجر رشيد؟

حجر رشيد عبارة عن لوح حجري كبير عليه نقوش ويعتقد أنه قطعة من صخرة أكبر.

وذكر تقرير رويترز أنه عندما تم الاتصال بممثلي المتحف البريطاني بشأن عودة الحجر، قالوا إنه من بين 28 لوحة أو حجرا مع نقوش من نفس المرسوم تم اكتشافها بعد ذلك، ولا يزال 21 في مصر.

وقال بيان المتحدث باسم المتحف البريطاني "يقدر المتحف البريطاني بشدة التعاون الإيجابي مع الزملاء في جميع أنحاء مصر“. ولكن كما يزعم موقع المتحف نفسه، فإن النقوش نفسها ليست مهمة.

وأضاف البيان: ”حجر رشيد هو أحد هذه النسخ، لذا فهو ليس مهمًا بشكل خاص في حد ذاته. الشيء المهم بالنسبة لنا هو أن النقوش مكتوبة بثلاثة خطوط، بالهيروغليفية (مناسبة لمرسوم كهنوتي) ، والديموطيقية (الكتابة المصرية المخطوطة المستخدمة للأغراض اليومية، بمعنى "لغة الشعب ”)، واليونانية القديمة.

لذلك، يبرز حجر رشيد لكونه الاكتشاف الذي ساعد في تطوير مجال معين من دراسات مصر القديمة، وهو علم المصريات.

قبل العثور عليه، لم تكن هناك معرفة بمعنى الهيروغليفية المصرية وكيف تمت ترجمتها. ولكن عندما نقل الحجر نفس المعلومات بثلاث لغات، بما في ذلك اليونانية القديمة التي فهمها العلماء، أصبحت المعلومات المتعلقة بالهيروغليفية أخيرًا في متناول المؤرخين المعاصرين.

كيف وصل حجر رشيد إلى بريطانيا؟

وفقًا للمتحف البريطاني، تم النقش في عهد الملك بطليموس الخامس الذي حكم من 204 إلى 181 قبل الميلاد. هذا يضع عمر الحجر في أكثر من 2000 عام. يُعتقد أنه يحمل رسائل من قبل بعض الكهنة لدعم الملك.

تمت إعادة اكتشاف هذا الحجر في عهد الفرنسي نابليون بونابرت، الذي أطلق حملة الفرنسية علي مصر من عام 1798 إلى 1801 "بهدف السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وتهديد السيطرة البريطانية على الهند"، وفقًا لموقع المتحف.

في حين أن تفاصيل اكتشافه غامضة، يقال إن جنود نابليون عثروا عليها بالصدفة في عام 1799 في مدينة رشيد في دلتا النيل.

وبعد هزيمة نابليون في وقت لاحق على يد البريطانيين، أدت معاهدة الإسكندرية (1801) إلى نقل حجر رشيد إلي بريطانيا وهو موجود في المتحف البريطاني منذ ذلك الحين.

إمكانية عودة الحجر إلى مصر

طالب الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الدولة السابق لشؤون الآثار في مصر، مرارًا وتكرارًا بإعادة حجر رشيد إلى المتاحف المصرية. كما قام بتعديل هذا الطلب لاحقًا واقترح أن تقرض بريطانيا الحجر لمصر لبضعة أشهر، لكن الخطة لم تنفذ.

في كثير من الأحيان، فإن الحجة هي أن بعض البلدان قد تكون غير قادرة على رعاية أو الاحتفاظ بالمواد عالية القيمة.

ومع ذلك، تمت الموافقة على بعض الطلبات مؤخرًا من قبل المتاحف. وفقًا لتقرير لرويترز، قال متحف هورنيمان بلندن في أغسطس من هذا العام إنه سيعيد 72 قطعة أثرية، بما في ذلك قطع بنين البرونزية التي نهبها الجنود البريطانيون من مدينة بنين في عام 1897، إلى الحكومة النيجيرية.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن معرض ومتحف كلفنجروف للفنون في اسكتلندا وقعوا أيضًا صفقة مماثلة مع الهند في نفس الشهر، والتي "يُعتقد أنها أول عملية إعادة إلى الهند من متحف في المملكة المتحدة". تضمنت العناصر السبعة منحوتات من القرن الرابع عشر وأبواب حجرية من القرن الحادي عشر، سُرقت من الأضرحة والمعابد في القرن التاسع عشر.