تزخر مسيرة الكاتب جمال الغيطاني ورفيقة دربه زوجته ماجدة الجندي، بالعديد من الإبداعات والنجاحات الأدبية طوال حياتهما لذا وثقت مبادرة "عاش هنا" الخاصة بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري حياتهم من خلال وضع لافتة "عاش هنا" على مسكنهما لتعريف الأجيال القادمة بهما.
وتهدف مبادرة "عاش هنا" إلى تخليد ذكرى رموز مصر من الرواد والمبدعين الذين أسهموا في استكمال مسيرة مصر الحضارية عبر تاريخها، وستظل بصماتهم نبراسًا للأجيال القادمة.
وينفذ المشروع بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويتم الاستعانة بالمهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.
جمال الغيطاني أخلص لمكونات الشخصية المصرية
جمال الغيطاني، روائي وصحفي مصري ورئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب المصرية، وصف بأنه صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا، وقد تأثر كثيرا بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ.
ولعب ذلك دورا أساسيًا لبلوغه هذه المرحلة مع اطلاعه الموسوعي على الأدب القديم، وساهم الغيطاني في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة، كما وصف الغيطاني بأنه قامة أدبية كبيرة وأحد رواد الرواية والسرد في مصر والعالم العربي، وأحد أبرز الأصوات الروائية العربية في نصف القرن الأخير.
الانطلاقه الأدبية الأولى لجمال الغيطاني كانت عام 1965، وظلّ ينشر قصصه في دوريات مصرية وعربية كثيرة، وانتمى الغيطاني بشكل ما لمجموعة مثقفين وكتّاب تقدميين ذوي ميول يسارية، منهم إبراهيم فتحي وأحمد الخميسي وغالب هلسا وسيد خميس وصلاح عيسى ويحيى الطاهر عبدالله وصبري حافظ وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وغيرهم.
وتأثر كتاب تلك الموجة الجديدة ومنهم الغيطاني بهزيمة حرب 1967، والتي تركت بصماتها على أشياء كثيرة في الحياة العربية، ومنها الحياة الثقافية، وحاول بعضهم الانسلاخ عن إرثه الثقافي، لاعتقادهم أن به بذور الجمود التي أدت للهزيمة، بينما لجأ البعض الآخر إلى هذا الإرث، متأملا في جمالياته ومستلهما منه مستقبلا مؤسسا على الجذور.
وأخلص الغيطاني وانحاز لمكونات الشخصية المصرية القبطية الإسلامية، وعراقتها الحضارية التاريخية التي صنعتها حالة التلاقح ما بين شفافية الوجد الصوفي وعذوبة التراتيل والألحان الكنسية، ومعرفته بالتراث المسيحي بقدر معرفته بالتراث الإسلامي المصري.
ماجدة الجندي شاركت في تغطية حرب أكتوبر
أما ماجدة الجندي، فهي كاتبة وصحفية تولت العديد من المهام في عدد من المؤسسات الصحيفة.
ولدت في مدينة المنصورة والتحقت بإحدى المدارس الفرنسية، تخرجت في بكلية الآداب جامعة القاهرة حيث التحقت بها عام 1971، كان لها دور بارز في العديد من الأنشطة الطلابية.
تعرفت على زوجها الكاتب الراحل جمال الغيطاني في سياق عملهما على تغطية حرب الاستنزاف ومن ثم حرب أكتوبر 1973، تزوجت من الراحل جمال الغيطاني عقب تخرجها في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1975، شغلت منصب رئيس القسم الأدبي في جريدة الأهرام، ورئيس تحرير مجلة علاء الدين.
عملت في مجلة روز اليوسف لأكثر من عقدين، في قسم أفيش المختص بنشر صور من الحياة في نهاية المجلة، وغيب الموت الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي، تاركة تاريخا كبيرا من الأعمال الصحفية والأدبية البارزة، في ديسمبر الماضي لتلحق بزوجها المبدع الكبير جمال الغيطاني.