قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

تدمير كيرتش| أسبوع مشتعل بين روسيا وأوكرانيا و3 سيناريوهات لمستقبل الصراع

تدمير جسر كيرتش
تدمير جسر كيرتش
×

شهد النزاع بين روسيا وأوكرانيا تصعيد مستمرا وبشكل شبه يومي خلال الأسبوع الماضي، وذلك منذ إعلان روسيا ضم 4 مناطق جديدة في دونيستك ولوجانسك، إلى أراضيها، منذ الجمعة 30 سبتمبر، ومن قبلها إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استدعاء حوالي 300 ألف مقاتل من قوات الاحتياط إلى الجيش الروسي، بالتزامن مع التلويح باستخدام روسيا القوة النووية.

أسبوع ساخن

وخلال هذه الفترة وحتى اليوم نشبت العديد من الاشتباكات بين الجيش الروسي والأوكراني، كان من نتائجها انسحاب روسيا من بلدة ليمان وإعادة تموضعها حول البلدة، إضافة إلى إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، عن تقدم قواته مسافة 250 كم بالأراضي الأوكرانية، منذ بدء الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، في شرقي أوكرانيا.

كما حققت كييف انتصارات في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وفي الجنوب بالقرب من مدينة خيرسون الخاضعة لسيطرة روسيا، في المقابل أعلنت موسكو أمس الجمعة أن قواتها سيطرت على مناطق جديدة في دونيتسك، فيما نجحت قواتها في القضاء على أكثر من 100 جندي أوكراني وتدمير 12 وحدة من المعدات العسكرية في قصف جوي على دونيتسك.

تدمير جسر كيرتش في القرم

آخر مستجدات القتال بين الطرفين، حدثت في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، حيث تعرض جسر كيرتش، الممتد من روسيا إلى شبه جزيرة القرم إلى انفجار هائل، حيث أظهرت صور من الجسر حريقا اجتاح عربتي سكك حديدة من قطار على الجسر، مصحوبة بعمود هائل من الدخان الأسود، فيما أظهرت الصور أيضا حريقًا ثانيًا على مسافة ما من الحريق الرئيسي.

يمثل خط السكك الحديدية الذي وقع فيه الانفجار، جزءًا من جسرين متوازيين، يعبران مضيق كيرتش الذي يربط بين كراسنودار في روسيا وشبه جزيرة القرم، وهذا الجسر، كانت روسيا قد أنشأته بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم عام 2014، ويبلغ طوله حوالي 19 كيلومتراً، وافتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2018 ، وافتتح جسر السكة الحديد بعد ذلك بعامين.

وأفادت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب بأنه تم تفجير شاحنة على جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم فجر اليوم السبت، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر.

تدمير جسر كيرتش

بوتين يأمر بتحقيق عاجل وأكرانيا: مجرد بداية

لجنة مكافحة الإرهاب الروسية أكدت في بيانها أن الانفجار وقع في 06:07 صباح اليوم السبت، وكان في شاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم، مما تسبب في اشتعال سبعة صهاريج وقود في قطار متجه نحو شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى انهيار جزئي ضرب قسمين من طريق السيارات، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر.

من جانبه أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليماته بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في ملابسات انفجار جسر القرم صباح اليوم السبت، وفي المقابل، وصف مستشار رئاسي أوكراني تفجير جسر القرم بأنه "البداية" قائلاً "يجب تدمير كل شيء غير قانوني".

تدمير جسر كيرتش

بايدن: التهديد باستخدام الأسلحة النووية حقيقي

كان ذلك أحدث ما جرى على الساحة المحلية فيما يخص الحرب القائمة بين الجيش الروسي، والأوكراني، أما فيما يتعلق بالساحة الدولية، بين روسيا والغرب، فقد أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس الماضي، أن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية، هو أكبر تهديد منذ أزمة الصواريخ الكوبية، محذرًا من أن الرئيس الروسي لا يمزح عندما يتحدث عن الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيميائية، لأن جيشه يمكن القول أنه أداءع أصبح ضعيفا بشكل ملحوظ.

وتابع بايدن، في حديثه للمانحين الديمقراطيين في نيويورك، إنه لأول مرة منذ أزمة الصواريخ الكوبية، لدى أمريكا تهديد مباشر باستخدام الأسلحة النووية.

ماكرون: تخصيص 100 مليون يورو لاوكرانيا

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، تخصيص 100 مليون يورو لتمكين أوكرانيا من شراء العتاد العسكري بشكل مباشر، مؤكدا خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية، أن قرر إنشاء صندوق خاص لتمكين أوكرانيا من شراء الأسلحة مباشرة من الجهات الصناعية الفرنسية، والعتاد الذي تحتاج إليه دعما لجهدها الحربي.

الأسلحة الغربية في يد جنود أوكرانيا

وأضاف أن باريس سوف تزود الصندوق الخاص بـ 100 مليون يورو، ما يتيح تمكين كييف من العمل مع القاعدة الصناعية للدفاع الفرنسي، مشيرا إلى أنه اقترح أيضا على دول الاتحاد الأوروبي إطلاق عملية منسقة، لضمان أمن خطوط أنابيب الغاز تحت الماء.

وأشار إلى أن الشتاء المقبل، سيكون الأصعب في إمدادات الغاز، وبالتالي يجب وضع آلية تمويل بشأن أسعار الطاقة، وتخفيف الضغط على الدول محدودة القدرات بالاتحاد الأوروبي.

مكاسب روسيا من ضم الأقاليم الأربعة

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن توقيع الرئيس بوتين على مرسوم ضم الأقاليم الأربعة في شرق أوكرانيا وهي جمهوريتى لوجانسك ودونيتسك الشعبيتين، وإقليمى زابوريجيا وخيرسون، بعد الاستفتاءات تعد نقطة تحول مهمة على مسار الحرب والعلاقات بين روسيا والغرب، مؤكدا أن ضم إقليم الدونباس كان الهدف الأساسى من وراء العملية العسكرية الروسية حيث تحرير ما تسميه روسيا سكان الدونباس من قصف واضطهاد القوميين والنازيين الأوكرانيين.

وأضاف سيد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الجديد في الخطة الروسية، هو ضم إقليمى زابوريجيا وخيرسون، حيث اعتبرت موسكو أن الإقليمين جزء من الأراضى التاريخية لروسيا وأنهما امتداد لإقليم الدونباس، لكن الهدف الأساسى من هذه الخطوة، هي أهداف اقتصادية واستراتيجية، حيث أن الأقاليم الأربعاة في شرق وجنوب أوكرانيا تشكل تواصلا وامتدادا طبيعيا بينها وبين شبه جزيرة القرم مما يعنى أن بحر أزوف أصبح بحيرة روسية داخلية وتستطيع موسكو الوصول إلى المياه الدافئة من خلاله، كما أن الموارد المائية الضخمة فى خيرسون من نهر الدنيبر يمكن توصيلها لسكان القرم، وأيضا السيطرة على زابوريجيا تعنى السيطرة على أهم المفاعلات النووية الأوكرانية، وبالتالى منع أوكرانيا من تطوير أى أسلحة نووية فى المستقبل.

سيناريوهات رد الغرب على روسيا

وعن رد الفعل الأوكراني والغربي، تجاه الخطوات الروسية، أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، أن الخيارات الأوكرانية والغربية تبدو محدودة ومقيدة، فعسكريا تحرير تلك الأراضى من روسيا يعنى احتمالات اندلاع حرب أوسع بين روسيا وأمريكا والغرب الداعم لأوكرانيا، كما أن العقوبات الاقتصادية الجديدة على روسيا ستكون أقل فعالية، لأن العقوبات السابقة منذ اندلاع العملية العسكرية استنفدت معظم أهداف بنك الاقتصاد الروسى، بل إن مزيدا من العقوبات على قطاعى النفط والغاز سيفاقم من الآثار والتداعيات السلبية على الدول الغربية مع اقتراب فصل الشتاء.

وأكد أن السيناريوهات المستقبلية ترجح الخيارات التالية:

تصعيد الغرب ودعم أوكرانيا عسكريا

تصعيد أوكرانيا والغرب للحرب وتقديم مزيد من الأسلحة لأوكرانيا واستهداف تلك المناطق فى ظل عدم سيطرة روسيا بالكامل على دونيتسك وزابوريجيا، وبالتالى استمرار الحرب لفترة طويلة، فأمريكا والغرب لن تقبل بانتصار روسيا عسكريا وتغيير قواعد النظام الدولي الحالي أحادي القطبية.

رضوخ الغرب وتقسييم أوكرانيا

الرضوخ للأمر الواقع وخيار تقسيم أوكرانيا بين الشرق المنضم لروسيا، وما بين الوسط والغرب الذى سيتجه للانضمام للاتحاد الأوروبى، وهو السيناريو المرجح فى المدى البعيد.

مفاوضات ثلاثية بين روسيا وأوكرانيا والناتو

المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وأمريكا والناتو، واستخدم روسيا عملية ضم الأقاليم كورقة للحصول على ضمانات أمنية بعدم ضم الناتو لأوكرانيا وعدم نشر أى منظومات أسلحة للناتو فى شرق أوروبا مقابل التخلى عن بعض الأراضى وليس كلها، لكنه سيناريو ضعيف مع تمسك بوتين بتبعية تلك الأقاليم لبلاده للأبد.