أكد تقرير صحفي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن هناك حالة من الانقسام تسود أروقة الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع أزمة الطاقة الحالية التي تجتاح القارة الأوروبية، إثر قطع روسيا إمدادات الغاز للدول الأوروبية كرد فعل للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأضاف التقرير الصحفي، الذي شارك في كتابته كل من إميلي راوهالا وريك نواك وكيت برادي وبياتريز ريوس، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وجهت هجوما عنيفا لألمانيا خلال القمة غير الرسمية للتكتل الأوروبي في العاصمة التشيكية براغ أمس الجمعة بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها للتخفيف من أعباء أزمة أسعار الطاقة المرتفعة على الشعب الألماني والتي بموجبها خصصت 200 مليار دولار في صورة مساعدات للمواطنين والشركات في الوقت الذي تطالب فيه برلين باقي الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تقشفية لمواجهة الأزمة الحالية.
ويقول دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن هذه الخطوة من جانب ألمانيا سوف تؤدي إلى تفاقم معدلات التضخم الآخذة في الارتفاع وسوف تعمق من الانقسام الحالي بين الدول الغنية والفقيرة في أوروبا، علاوة على تقديم مزايا استثنائية للشركات الألمانية وهو ما يتعارض مع مبادئ السوق الأوروبية المشتركة.
ويضيف التقرير أن ألمانيا، التي وصفتها دول الاتحاد الأوروبي الأخرى بالأنانية، دافعت عن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها على أنها إجراءات عادلة ومناسبة، بينما اتهم رئيس الوزراء البولندي، برلين بأنها تدمر السوق الداخلي للاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أن "أغنى دولة داخل الاتحاد الأوروبي تسعى لاستغلال أزمة الطاقة الحالية في القارة الأوروبية لتحقيق مزايا إضافية لشركاتها داخل السوق الأوروبي الموحد".
وتابع التقرير أن قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي استمروا طوال جلسات القمة أمس الجمعة، في مناقشة وسيلة لمواجهة الأسعار المرتفعة للغاز دون جدوى، موضحا أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، حاولت قدر جهدها تقريب وجهات النظر من أجل تعزيز التنسيق بين دول الاتحاد للحيلولة دون الوقوع في فخ المزايدة على بعضهم البعض في السوق العالمي للطاقة.
وفي الوقت نفسه سلط التقرير الضوء على تصريحات سابقة للمستشار الألماني أولاف شولتز التي أكد فيها أن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها بلاده متوازنة، وستسهم في الحد من ارتفاع أسعار الطاقة وستجعل أسعار الطاقة محتملة في مواجهة التحديات الراهنة.