الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرأة المصرية بطولات وأمجاد.. وداد ونادية ضربتا أروع الأمثلة في حرب أكتوبر

دور المرأة بحرب أكتوبر
دور المرأة بحرب أكتوبر

كانت ولا زالت المرأة المصرية حصنا منيعا لمصر وقت الأزمات وأيضا في مراحل التنمية والبناء، فكانت على مر العصور نموذجا يشرف كل نساء العالم.

فنجدها وقت الحرب جندي يضحي بحياته فداء للوطن، فكم من أم فقدت أبناءها في الحروب وكم من زوجة ترملت وقت الحروب والأزمات؟، ولعل ذكريات حرب أكتوبر المجيد تجعلنا نتذكر الدور الوطني الكبير الذي لعبته المرأة المصرية كأم وزوجة وحبيبة قبل وأثناء وبعد الحرب؟.

المرأة المصرية ونصر أكتوبر

وفي هذا الصدد، ثمنت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة الدور المهم الذى قامت به المرأة المصرية في تحقيق نصر أكتوبر العظيم، والذي لا يمكن لأحد أن يغفله، موضحة أن المرأة كانت محاربة وفدائية ومتطوعه في صفوف الهلال الأحمر، والمستشفيات، وحملت السلاح ولم تتردد يوماً أن تكون في مقدمة المشاركين في هذه الحرب الخالدة.

وقالت الدكتورة مرسي "إننا حفيدات هؤلاء السيدات العظيمات اللاتى أخلصن في حبهن للوطن، وسنظل نحكى لأبنائنا وبناتنا أبد الدهر عن قصص عظيمات مصر اللاتي وقفن بجوار رجال القوات المسلحة البواسل حتى رفعوا علم مصر واستعادوا آخر حبة رمل من أرض الوطن".

وشددت على أن حرب السادس من أكتوبر هي حرب العزة والكرامة وستظل ذكرى خالدة تتناقل عبر الأجيال تحكى قصص عن عظمة الجندى المصري، وعن آبائنا وأجدادنا وكيف ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل تحرير جزء غال من أرض الوطن تم الاستيلاء عليه بدون وجه حق، وفي سبيل أن تعيش الأجيال القادمة حرة آبيه تتمتع بالاستقرار والأمان في وطنها.

ومن جانبها، قالت الدكتورة انتصار السعيد، مدير مركز حقوق المرأة ومناهضة العنف، إن المرأة المصرية لها دور كبير في أكتوبر المجيد والنصر العظيم، ودائما ما نرى من النساء العديد والعديد من المساهمات والتضحيات التي تضعها في أول صفوف الحرب، فالمرأة المصرية بشجاعتها لم تهب الحرب بل شاركت بكل ما تحمل من خبرات وكانت هي الوقود الذي أشعل الحرب.

وأضافت "السعيد" - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك العديد ممن أثبتن الوطنية وتبرعن بالدماء للجنود المصابين، وتم تسجيل حوالي 9 آلاف سيدة، بخلاف من يقمن بالحياكة، وأعمال الديكور، وفي خدمة المستشفيات ومنهن : الست وداد.. فهي نموذج للمرأة المصرية التي لديها إصرار على تحقيق ما تريده، فاستطاعت الست وداد اقناع الأمريكان بالتبرع للجرحى المصريين بالرغم من أن أمريكا وقتها كانت تدعم المحتل الإسرائيلي، فاستفادت من أن زوجها يعمل لدى إحدى شركات البترول الأمريكية، لتجمع من الأمريكيين خلال أسبوع واحد 78 ألفًا و435 دولارًا.

وأشارت "السعيد": "من ضمن السيدات اللاتي كان لهم دورا عظيما بالحرب حينها- نادية عبد العظيم، هذه البطلة يظهر دورها في الفترة ما بين النكسة وحتى النصر، قدمت للتطوع بفرقة التمريض عام 1967 عقب الهزيمة، وكانت تبلغ من العمر 14 عامًا، وعندما استدعت قبل يوم السادس من أكتوبر علمت أنها ستعمل لإعادة كرامة مصر من جديد، فقررت الذهاب مباشرة إلى مستشفى الهلال الأحمر، واخذت إجازة مفتوحة من العمل، وظلت تدعو الله أن لا ترى زوجها ضمن المصابين، لكنه أصيب وتم نقله لمستشفى كوبرى القبة"، وعلى الفور ذهبت وقدمت له العلاج وليس وحده بل الكثير والكثير من الضباط، كما شاهدت إصابات شديدة بين من تم نقلهم من الجبهة".

لجنة نسائية في نقابة التجاريين

وتابعت: "وتكونت لجنة نسائية في نقابة المهن التجارية من 60 ألف عضوة لتشارك في العمل، والمساعدة بشتى الطرق في حرب أكتوبر، أول خطوة كانت جمع تبرعات ثم تبني، ورعاية أسر الجنود، والشهداء ماديا واجتماعيا، خلال حرب أكتوبر قامت العاملات بالتبرع بأجورهن الشهرية للمجهود الحربي ولم تلجأ النساء للغياب، وأصبحت طاقات وإنتاجية العمل مرتفعة".

وأردفت: "وظهر اسم أم كلثوم التي تعتبر أبرز من تبرعوا بالمال والجهد كما أنها غنت للجندي المصري، واستحثت الشعراء لكتابة قصائد وطنية حماسية لتشد من عضد المواطن العربي، والجندي المصري، حيث أن التشجيع بالأغانى الوطنية التي تحمل الكلمات التي تلمس القلوب لا يقل عن سلاح الحرب، فهي تعتبر بطلة من أبطال حرب أكتوبر، وأيضا دور جيهان السادات في الجامعة العربية فقد توجهت مع آلاف السيدات للخدمة العامة تعبيرا عن عرفان وطن بأكمله نحو أبطالنا المقاتلين في محاولة للاستماع لأبطالنا".

واختتمت: "لم يغفل أيضا دور ربات المنازل خلال حرب أكتوبر في خدمة المعركة، حيث وقف سيدات سيناء صفا ثانيا لا يعرفن الخوف أو الضعف وراء الأبطال، أما الزوجات بعضهن تنقل الديناميت تحت ملابسها مرة، وفي لفائف الرضيع مرة أخرى". 

ومن ناحية أخرى، لم تكن المرأة المصرية بمعزل عن المشاركة ضد إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 وما قبلها، إذ شاركت بصورة أو بأخرى خلال حرب أكتوبر وما سبقها من معارك في حرب الاستنزاف، سواء بالدور التطوعي في المستشفيات أو خلف الجبهة من خلال الدور الحربي والعسكري.

وشاركت كذلك في جمع التبرعات، حيث وصل عدد المتطوعات في الهلال الأحمر إلى 5 آلاف متطوعة حتى 15 أكتوبر، بحسب كتاب "100 عام من العطاء الإنساني" الصادر عن جمعية الهلال الأحمر المصري.

وتكونت العديد من اللجان النسوية للتبرع للجيش المصري، حيث شاركت العديد من النقابات، ومن بينها لجنة نسوية تضم 60 ألف عضوة في جمع تبرعات، وشاركن برواتبهن في التبرع للجيش بعد الهزيمة ضد إسرائيل في 1967، فيما عرف باسم "دعم المجهود الحربي".