تسبب قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخاص بإعلان "التعبئة الجزئية" في روسيا، في موجة "فرار جماعي" للروس خارج البلاد، ووصل بعض الفارين للولايات المتحدة طلبا للجوء.
وقال عضوان من مجلس الشيوخ ومسؤولون بالحكومة الأمريكية، إن مواطنين روسيين فروا من استدعاء بوتين لجنود احتياط عسكريين، وهبطوا على متن قارب في جزيرة نائية في ألاسكا في بحر بيرينغ ويطلبان اللجوء في الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
يسلط "الحادث غير العادي" الضوء على الجهود التي بذلها بعض الروس لتجنب حشد ما يصل إلى 300 ألف جندي، بعدما إعلان بوتين الذي رافق تكبد الجيش الروسي خسائر فادحة في أوكرانيا، حسب الصحيفة.
وأبحر الروسيان إلى الجزيرة من مدينة إجفيكينوت في شمال شرق روسيا، وقطعا خلال رحلتهما قرابة 300 ميل، قبل الوصول للجزيرة، الثلاثاء، كما قال كورتيس سيلوك، كاتب بلدة غامبل، لـ"موقع إخباري محلي في ألاسكا".
وقالا الروسيان إنهما فرا من روسيا "لتجنب الخدمة العسكرية الإجبارية"، كما قال المتحدث باسم السناتور، ليزا موركوفسكي، لوكالة "أسوشيتد برس".
وفي بيان الخميس، قال السناتور الجمهوري عن ولاية الأسكا، دان سوليفان، إن الحادث أوضح أن "الشعب الروسي لا يريد خوض حرب عدوانية لبوتين ضد أوكرانيا".
وفر ما يقدر بنحو 200 ألف روسي من روسيا منذ الاستدعاء الذي أعلنه بوتين، وفقا لـ"واشنطن بوست".
في 21 سبتمبر، أعلن بوتين تعبئة "جزئية" للقتال في أوكرانيا، وتشمل رسميا 300 ألف من جنود الاحتياط الذين يتمتعون بخبرة عسكرية أو بمهارات ذات صلة، وفقا لـ"فرانس برس".
وأدت أول تعبئة لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن عانت قواتها من هزائم كبيرة في ساحة المعركة في أوكرانيا، إلى استياء واسع النطاق وأجبرت آلاف الرجال على الفرار إلى الخارج.
وأكدت السلطات الروسية أن تعبئة 300 ألف عنصر احتياط تشمل فقط "الأشخاص الذين لديهم خبرة عسكرية"، لكن تم تسجيل عدد كبير من حالات استدعاء لأشخاص من كافة الأعمار في جميع أنحاء البلاد.
ومنذ إعلان بوتين التعبئة الإلزامية، غادر ما يقدر بنحو 261 ألف رجل في سجن التجنيد البلاد، وفقا لصحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة.
وفر عشرات الآلاف من الروس، معظمهم في سن التجنيد، من البلاد في محاولة للإفلات من استدعائهم للخدمة في أوكرانيا، وأعلنت قازاخستان وجورجيا ومنغوليا، وهي دول لها حدود برية مع روسيا، عن قفزة في عدد المسافرين من نقاط العبور بعد قرار بوتين.
وأدت تعبئة الكرملين إلى بعض التظاهرات وفرار عشرات آلاف الرجال في سن التجنيد إلى دول مجاورة معظمهم كانت في الاتحاد السوفياتي السابق، وفقا لـ"فرانس برس".
من جانبه نفى الكرملين، الخميس، صحة التقارير التي تتحدث عن فرار 700 ألف روسي من البلاد منذ أن أعلنت موسكو عن حملة للتعبئة قالت إنها ستستدعي خلالها مئات الآلاف للقتال في أوكرانيا.
وفي إفادة للصحفيين، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه ليس لديه أرقام دقيقة لعدد الأشخاص الذين غادروا البلاد منذ إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن "تعبئة جزئية" في 21 سبتمبر، وفقا لـ"رويترز".
وقال بيسكوف ردا على سؤال عن تقارير في وسائل الإعلام الروسية أفادت بأن ما يصل إلى 700 ألف روسي يمكن أن يكونوا غادروا البلاد "لا أعتقد أن هذه الأرقام يجب أن تؤخذ بجدية".
وأضاف "ليس لدي أرقام دقيقة لكنها (الأرقام الدقيقة) بعيدة بطبيعة الحال عما يُزعم (في تلك التقارير)"، حسب "رويترز".
وأثبتت حملة التعبئة التي قررها بوتين أنها إحدى أكثر الخطوات التي لم تحظ بشعبية منذ بدء الصراع الذي تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" في فبراير.
واعترف بوتين علنا بارتكاب "أخطاء" في التعبئة الجزئية بعد توثيق حالات استدعاء لأشخاص بدون أي خبرة عسكرية إلى الجبهة.
وفي وقت سابق، أُعيد آلاف الروس الذين تم حشدهم للخدمة العسكرية في أوكرانيا إلى بيوتهم وتمت إقالة المفوض العسكري في منطقة خاباروفسك الروسية.
وقال حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا، ميخائيل ديغاريف، إن عدة آلاف من الرجال تقدموا للتجنيد في غضون عشرة أيام، لكن الكثير منهم غير مؤهلين، وفقا لـ"رويترز".
أضاف في مقطع مصور على تليجرام "عاد نصفهم تقريبا إلى منازلهم لأنهم لم يستوفوا معايير الاختيار لدخول الخدمة العسكرية"، مشيرا إلى إقالة المفوض العسكري في المنطقة "دون التأثير على التعبئة".