حرصت الكاتبة آني إرنو، الحاصلة على جائزة نوبل في الآداب للعام الحالي، في بدايتها الأدبية، على الابتعاد عن الخيال في كتابتها، وصبت جُل تركيزها على السيرة الذاتية.
نشأت الكاتبة الفرنسية آني إرنو، التي حصدت جائزة نوبل في الآداب اليوم، وترعرعت في يڤيتوت شمال فرنسا في منطقة نورماندي، وهي من عائلة من الطبقة العاملة، ولكن في نهاية المطاف امتلك والداها مقهى ومخزناً للبقالة.
درست إرنو في جامعة رون أولاً، ومن بعدها في جامعة بوريكس، وتأهلت كمُعلمة مدرسية بعدها، ونالت أعلى درجة في الأدب الحديث عام (1970)، كما عملت لفترة وجيزة في مشروع أطروحة غير المكتمل، ماريفكس .
وفي أوائل السبعينات، قامت بالتدريس في مدرسة بونفيل الثانوية، كما عملت في كلية إيفير في آنسي لوفيو، ومن ثم في بونتواز، قبل أن تنضم إلى المركز الوطني للتعليم عن بعد (المركز الوطني للدراسة عن بعد، CNED).
بدأت آني إرنو مسيرتها الأدبية عندما أطلقت كتاب "الخزائن الفارغة" في عام 1974، رواية من نوع السيرة الذاتية، وفي عام 1984، فازت بجائزة رينو لأعمالها الأدبية للسيرة الذاتية الأخرى المكان (مكان المرء)، قصة سردية سيرة ذاتية التي تُركز على علاقتها مع والدها وتجربتها في النشأة ضمن بلدة صغيرة في فرنسا، وتلاها الانتقال إلى مرحلة البلوغ والابتعاد عن موطن والديها الأصلي.
وفي بداية مسيرتها الأدبية، ابتعدت عن الخيال وصبت جُل تركيزها على السيرة الذاتية.
يجمع عملها بين التجارب الشخصية والهامة، حيث تُصور التقدم المجتمعي لوالديها في (المكان، العار) ومراهقتها في (Ce qu'ils disent ou rien)، وزواجها في (La femme gelée)، وعلاقتها العاطفية مع رجل من أوروبا الشرقية بـ "شغف بسيط"، وإجهاضها "الحدث"، ومرض الزهايمر "لم أخرج من ليلي"، ووفاة والدتها "امرأة"، و سرطان الثدي "L'usage de la photo".
كما كتبت إرنو أيضًا "الكتابة كسكين" الكتابة حادة كالسكين مع فريديريك إيف جانيت.
صنفت صحيفة “نيويورك تايمز” كتبها “قصة امرأة” و"مكان المرء" و"شغف بسيط" على أنها من الكُتب البارزة، و"قصة امرأة" كانت من الروايات المرشحة لجائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب، واختيرت رواية "العار" كأفضل كتاب في صحيفة "الناشرون أسبوعياً" لعام 1998، و مذكراتها "أنا لا زلت في الظلام" عام 1999 لاقت استحساناً كبيراً من صحيفة “واشنطن بوست”، و"الحيازة" أدرجتهُ مجلة “مور” ضمن أفضل عشرة كتب لعام 2008.
واعتبرت مذكراتها المشهودة Les Années (السنوات) لعام 2008 أعظم أعمالها، كما أنها لاقت استحساناً كبيراً عند النقاد الفرنسيين، وفي هذه الرواية تُشير إرنو إلى نفسها بضمير الغائب ("هي") (elle) لأول مرة، حيث تُقدم نظرة حية على المجتمع الفرنسي من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى أوائل القرن العشرين.
وتعد جائزة مارغريت دوراس هي التاريخ الاجتماعي المؤثر في المرأة والمجتمع المتطور الذي عاشت فيه، كما فاز كتاب "السنوات" بجائزة فرانسوا مورياك لعام 2008 من الأكاديمية الفرنسية، كما حصلت على جائزة اللغة الفرنسية لعام 2008، وجائزة القُراء من مجلة برقية لعام 2009، وأيضاً جائزة بريمو ستريجا الأوربية في عام 2016.
وتُرجم كتاب "السنوات" من قبل آلسون إل ستراير، وكان في المُقدمة في الدورة السنوية الحادية والثلاثين لـ المؤسسة الفرنسية الأمريكية لجائزة الترجمة، وفي عام 2018 فازت بجائزة بريمو همنغواي.
وترجمت العديد من أعمالها إلى اللغة الإنجليزية ونشرت من قبل شركة النشر سبع قصص الصحافة، كما تعد إرنو أحد المؤلفين السبعة المؤسسين الذين أخذت الصحافة منهم اسمها.