رفضت إسرائيل، اليوم الخميس، التعديلات التي طلبها لبنان على مقترح ترسيم الحدود الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، مما يلقى بظلال من الشك على سنوات من الجهود الدبلوماسية لتمكين البلدين من استخراج الغاز في منطقة متنازع عليها في البحر المتوسط أو حولها.
وقال مصدر حكومي إسرائيلي معلنا قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، يائير لابيد، رفض طلبات المراجعة، إن أي مفاوضات أخرى ستتوقف إذا هددت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران منصة التنقيب عن الغاز في حقل كاريش.
وأوضح لابيد أن إسرائيل لن تتنازل عن مصالحها الأمنية والاقتصادية بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق قريبا.
وأكد المصدر الحكومي أن "إسرائيل ستستخرج الغاز من منصة كاريش في أقرب وقت ممكن. وإذا حاول حزب الله أو أي شخص آخر الإضرار بمنصة كاريش أو تهديدنا - ستتوقف المفاوضات على الخط البحري على الفور وسيتعين على (زعيم حزب الله اللبناني) حسن نصر الله أن يشرح للمواطنين اللبنانيين سبب عدم امتلاكهم لمنصة غاز ومستقبل اقتصادي".
وفي وقت سابق، الخميس، وصف مسؤول أمني إسرائيلي الاتفاق المتبلور مع لبنان بأن "له بعد استراتيجي هام وتأثير في السنوات المقبلة".
وأضاف أن "أهمية الاتفاق في هذه الفترة هي لجم تأثير إيران وحزب الله الهائل على الطاقة في لبنان. وإذا تم أخذ هذا منهما، فسيتم في الأمد البعيد المس بالتأثير الإيراني في جوانب أوسع. ولذلك، إذا كان بالإمكان إنهاء ذلك (أي التوصل لاتفاق) فإنه سيكون مجديا للغاية".
وبشأن احتمال التصعيد، قال إنه "موجود طوال الوقت وإسرائيل مستعدة لأي سيناريو".
وكان لبنان قدم، الثلاثاء، للولايات المتحدة قائمة بتعديلات يرغب في إدخالها على اقتراح بشأن كيفية ترسيم الحدود البحرية.
ويتنقل الوسيط الأمري كي آموس هوكستاين بين لبنان وإسرائيل منذ عام 2020 في محاولة لإبرام اتفاق من شأنه أن يمهد الطريق للتنقيب عن موارد الطاقة البحرية ونزع فتيل مصدر محتمل للصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وأرسل هوكستاين مسودة اقتراح إلى بيروت الأسبوع الماضي. وبحثها الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الاثنين.