شهدت احتفالات الدولة المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف، الاحتفاء والتكريم للعالم الأزهري الكبير الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، عضو مجمع البحوث الإسلامية، في أجواء مفعمة بالحب والتقدير والإجلال لمسيرة عالم رباني معطاء.
حب متبادل بين الرئيس والعلامة المحدث
فلم يكن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم أمس سوى انطباع عام لما يحمله قلب الرئيس من حب لهذا العالم الجليل، فما بين الحرص على تقبيل رأسه والاستماع لكلمة منه، كان التكريم لهذا العالم الكبير.
الأمر الذي قابله أحمد عمر هاشم بالقول إن تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية هو تكريم لسائر العلماء خاصة في يوم الاحتفاء بسيد البشرية أجمعين، مشيراً في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، قائلاً: “تكريمي تكريم لكل العلماء، في مسيرة طويلة لخدمة سيرة النبي المصطفى وخدمة كتاب الله عز وجل، التي أشكر المولى تبارك وتعالى أن وفقني إليها”.
وأعرب أحمد عمر هاشم عن سعادته البالغة بأن يتم تكريمه من رجل أجرى الله الخير على يديه، وفي يوم ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما ينير له الطريق ويبرهن أنه يسير في خطوات موفقة، بعد مسيرة عطاء لخدمة كتاب الله وسنة نبيه، داعيا أن يتقبل الله منا ومنه".
الدكتور أحمد عمر هاشم، من مواليد قرية بني عامر التابعة لمحافظة الشرقية، وهو أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الأزهر، واشتهر بحب الخطابة، وكان أول صعوده على المنبر في سن 11 عاما، وبدأ رحلته في كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1961 وبعدها بـ 6 سنوات حصل على الإجازة العالمية، صدر قرار تعيينه معيدًا بقسم الحديث في كلية أصول الدين.
واصل “هاشم” مسيرته العليمة بالحصول على الماجستير في الحديث وعلومه عام 1969، ثم حصل على الدكتوراه في نفس تخصصه، وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983، ثم عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، حتى أصبح في 1995 رئيسا لجامعة الأزهر، ثم أصبح عوضا هيئة كبار علماء الأزهر الشريف.
حرص والده على تعليمه وتدينه خدمة لكتاب الله وسنة نبيه، يقول عن ذلك: "حرص أبي على تربيتنا وتعليمنا دينيًا، ونذرني، رحمه الله، لخدمة كتاب الله وسنة نبيه، وعند حصولي على الثانوية بمجموع كبير يمكنني من الالتحاق بأي كلية، أصر والدي على أن التحق بكلية أصول الدين".
شغل أحمد عمر هاشم عضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للجامعات، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.
وله مشاركات نيابية رصينة وموفقة في البرلمان المصري بغرفتيه، ومشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية في دول كثيرة منها: (السودان - المملكة العربية السعودية - الجزائر - المغرب - ماليزيا - باكستان - الإمارات العربية المتحدة - الكويت - الأردن - العراق - المانيا - الولايات المتحدة الأمريكية - بلجيكا - إيطاليا - فرنسا .. وغيرها).
وللعلامة الجليل مكانة حديثية مرموقة في أنحاء العالم كافة، ومؤلفات متميزة في علم الحديث وغيره من فروع العلوم الإسلامية، منها: (الإسلام وبناء الشخصية - من هدي السنة النبوية - الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها - الإسلام والشباب - قصص السنة - القرآن وليلة القدر - التضامن في مواجهة التحديات).
كما أنه له موسوعة معاصرة فى علم الحديث، تعد أول موسوعة لشرح الأحاديث الصحيحة، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًّا، وتبويبها تبويبًا فقهيًّا.
عُرف الدكتور أحمد عمر هاشم بالخطب المنبرية الرنانة وقصائده الكثيرة في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، فعادة ما يبكي على المنبر وهو يتحدث ويروي قصص الهجرة والغزوات، واشتهر برؤيته المنامية لسيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول في ذلك إنه رأى النبي في المنام أكثر من مرة منها "بشارة عجيبة". كما عرفه بدفاعه عن النبي ضد حملات الإساءة التي طالته.
وقد حصل العلامة المحدث د. أحمد عمر هاشم على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992م، وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى؛ تقديرًا لدوره الدعوي الرائد، ومكانته العلمية والثقافية العظيمة في مصر والعالم كله.
ولعل في احتفال وزارة الأوقاف أمس، ما يحمل دلالات واضحة على احتفاء وحب الرئيس عبدالفتاح السيسي للعالم الأزهري الجليل حيث كرمه الرئيس وقبل رأسه مرتين، كانت الأولى في أبريل 2022 إبان احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، وكانت الثانية في شهر أكتوبر الجاري يوم أمس خلال احتفالية الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف.