الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأكبر منذ كورونا.. ماذا يعني قرار أوبك + بخفض إمدادات النفط وما تداعياته؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلن تحالف أوبك + أمس الأربعاء، الموافقة على أكبر خفض للإنتاج منذ جائحة كورونا ليصل إلى 2 مليون برميل نفط يوميًا، وهو الأمر الذي وصفه وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، بأنه رسالة تحذير للأسواق بسبب حالة الغموض وعدم اليقين التي تشهدها في الوقت الراهن.

وعقب القرار، قال الأمير بن سلمان في مؤتمر صحفي بمدينة فيينا إن أسواق النفط العالمية تمر في الوقت الراهن بحالة غير مسبوقة من عدم اليقين، مضيفًا: "الخفض الحقيقي في إنتاج النفط سيتراوح بين مليون و1.1 مليون برميل يوميا، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الدول الأعضاء في تحالف أوبك+ كانت تنتج أقل من حصتها المقررة".

وأشار الوزير إلى أن تحالف أوبك + يتبنى سياسات استباقية، ويأخذ زمام المبادرة، وإنه نجح في إبقاء سوق الطاقة مستدامة مقارنة بالآخرين، مؤكدًا أن أوبك + ملتزم بمصالح المنتجين والمستهلكين، وأنه سيواصل الإيفاء بالتزاماتها تجاه الأسواق وأنه سيبقى قوة أساسية لضمان استقرار الاقتصاد العالمي، وإن ما يقوم به ضروري لكل الدول المصدرة للنفط بما في ذلك غير الأعضاء في التحالف.

وأضاف وزير الطاقة السعودي، أن مجموعة أوبك+ لم "تمارس سياسة عدائية تجاه أي طرف، ولم تعرّض أسواق الطاقة للخطر".

بايدن يحذر من العواقب

وفور إعلان قرار أوبك + أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يشعر "بخيبة أمل"، واصفًا خفض الإنتاج بـ"القرار قصير النظر"، معتبرًا أنه "بينما يتعامل الاقتصاد العالمي مع التأثير السلبي المستمر لأزمة أوكرانيا، وفي الوقت الذي يمثل فيه الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية أمرًا بالغ الأهمية، سيكون لهذا القرار التأثير الأكثر سلبية على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة".

وبحسب وكالة "بلومبرج" انخفض النفط بنسبة 25% في الربع الأخير، حيث رفعت البنوك المركزية، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أسعار الفائدة لمكافحة التضخم. لكن الأسعار شهدت ارتفاعًا خلال الأيام الأخيرة، من 84 دولاراً لبرميل برنت في 26 سبتمبر إلى حوالي 93.5 دولار حاليًا.

كما أشار البيت الأبيض إلى أن إدارة "بايدن" سوف تتشاور مع الكونجرس حول ‏الأدوات والسلطات الإضافية لخفض سيطرة أوبك على أسعار الطاقة.‏

وعلقت وزارة الطاقة الأمريكية أيضا بالقول إنها سوف تسلم 10 ملايين برميل ‏إضافية من احتياطي النفط الاستراتيجي في الشهر المقبل لدعم المعروض في ‏السوق المحلي.‏

فيما قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن هناك حاجة "لتحقيق التوازن في السوق من خلال خفض الإنتاج، وسط تراجع الطلب أثناء الشتاء". كاشفاً عن تمديد تحالف "أوبك+" حتى نهاية 2023.

ونقلت الوكالة عن مندوبين لدول أعضاء في أوبك+ قولهم إن وزراء التحالف سيناقشون خفضًا بمقدار مليوني برميل يوميًا، دون استبعاد النظر بتخفيضات أقلّ تتراوح ما بين مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، فيما قال أحد المندوبين إن أي خفض للإنتاج سيعتمد خطوط الأساس الحالية لقياس مساهمة كل دولة.

وبحسب "بلومبرج" يعكس خفض الإنتاج من جانب أوبك+، والذي يسري من مطلع نوفمبر 2022 حتى نهاية ديسمبر 2023، حجم القلق من كون الاقتصاد العالمي يتباطأ بسرعة بسبب السياسات النقدية المتشددة التي تعتمدها البنوك المركزية الرئيسية.

وفي وقتٍ سابق من العام الحالي، قفز سعر خام برنت فوق 125 دولاراً للبرميل في أعقاب العملية العسكرية الروسية في لأوكرانيا في فبراير. لكنه انخفض منذ ذلك الحين، ما قلّص من المكاسب الهائلة التي حققها أعضاء التحالف.

أبعاد القرار

وفي ردة فعل على القرار، ارتفعت عقود خام "نايمكس" الأمريكي بنسبة 1.8% ‏إلى 88.07 دولار للبرميل، في حين ارتفعت عقود "برنت" بنسبة 2% إلى 93.6 ‏دولار للبرميل.‏

وقالت شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية إن خفض الإنتاج الحقيقي سوف يتراوح ‏يكون بين 0.4 و0.6 مليون برميل يوميًا بشكل رئيسي من منتجي دول الخليج ‏الأعضاء في "أوبك" مثل السعودية والعراق والإمارات والكويت، فيما أكد محللون أن ارتفاع أسعار النفط بعد القرار سيكون له تأثير محتمل يمتد إلى ‏أسواق الأسهم وخاصة أسهم شركات.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن القرار ربما يؤدي إلى تعافي أسعار النفط من انخفاضاتها قرب ‏حاجز 90 دولار للبرميل مقارنة بمستوى 120 دولار للبرميل قبل ثلاثة أشهر.‏