نجح مجموعة من العلماء في مركز «نيوروسكيب» لعلوم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في تطوير لعبة فيديو تعمل على تحسين الجوانب الرئيسية للإدراك لدى كبار السن.
وكشف الباحثون، في الدراسة المنشورة بدورية «PNAS»، أن اللعبة الجديدة، التي تحمل اسم «لعبة إيقاع موسيقي»، والتي تم تطويرها بالتشاور مع عازف الدرامز ميكي هارت، لم تقم فقط بتعليم المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاماً كيفية العزف على الطبول، ولكنها أيضاً حسنت قدرتهم على تذكر الوجوه.
وتحقق الخوارزميات القائمة عليها اللعبة نتائج أفضل من الألعاب التجارية، عن طريق زيادة الصعوبة أو تقليلها تلقائيا، اعتماداً على مدى جودة لعب شخص ما للعبة، وهذا يحافظ على اللاعبين الأقل مهارة من أن يصبحوا مرهقين، مع الاستمرار في تحدي أولئك الذين يتمتعون بقدرات أكبر.
واستخدم البرنامج الذي تقوم عليه اللعبة، إشارات بصرية لتدريب الأشخاص على كيفية عزف إيقاع على جهاز لوحي إلكتروني، وبمرور الوقت، اختفت الإشارات، مما أجبر اللاعبين على حفظ النمط الإيقاعي.
وعندما تم اختبار المشاركين في النهاية لمعرفة مدى قدرتهم على التعرف على الوجوه غير المألوفة، أظهرت بيانات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) نشاطا متزايدا في جزء من الدماغ على الجانب الأيمن (الفص الجداري العلوي) الذي يشارك في قراءة الموسيقى، وفي الذاكرة البصرية قصيرة المدى لأداء مهام أخرى، وهو ما يشير إلى أن التدريب أدى إلى تحسين كيفية إحضار الأشخاص لشيء ما إلى الذاكرة ثم إعادته مرة أخرى عندما يحتاجون إليه.
ويقول ثيودور زانتو أستاذ مساعد في علم الأعصاب ومدير قسم علم الأعصاب بمركز «نيوروسكيب» في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كاليفورنيا، بالتزامن مع نشر الدراسة: «تحسن الذاكرة عند كبار السن الذين تم تدريبهم على اللعبة كان مذهلا».
وأضاف أن «النتائج أظهرت قيمة التدريب الرقمي في تعزيز الكليات الإدراكية المتضائلة لدى كبار السن، وهو ما يجعل مثل هذه الألعاب بمثابة شكل جديد من أشكال الطب التجريبي».