قال تقرير لمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث دفاعية متخصص، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى الانطباع في خطابه الأخير، بأنه يبحث عن مخرج من الحرب الأوكرانية.
وأشار إلى أن "التحليل الدقيق للخطاب، والإجراءات الأخرى التي اتخذتها الحكومة الروسية، أكدت أن بوتين بدا أنه يبحث عن مخرج".
وقال: “الإشارة الأولى المهمة كانت اعتراف بوتين في اليوم السابق للخطاب، في اجتماع مع مجلس الأمن التابع له بأن عملية التعبئة ربما لم تتم وفقًا للخطة".
تنازلات كبيرة
وأضاف: "كان اعتراف بوتين تنازلاً غير عادي مدفوعًا باحتجاجات عامة، وإلقاء قنابل حارقة على مكاتب التجنيد، ورد الفعل القاسي من قبل أجهزة الأمن، لكن من الواضح أن الكرملين ألقى اللوم على حكام المناطق والمفوضيات العسكرية".
وأوضح أن التغيير الثاني المهم هو "تعديل بوتين لصياغة تهديداته حول استخدام القوة النووية”.
وأشار إلى أنه "بينما أصدر بوتين في خطابه للتعبئة تهديدات مبطنة، بشأن استخدام القوة النووية، إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف سعى إلى تهدئة المخاوف، ودعا إلى سلوك مسؤول من قبل الجميع.
وقال: "استعادت القوات الأوكرانية أخيرا السيطرة على مدينة ليمان - وهو أول انتصار عسكري لها منذ أن ادعت روسيا، أن البلدة تابعة لها ووعدت بالدفاع عنها بكل الوسائل، لكن موسكو لم تهدد بعد باستخدام القوة النووية ردًا على ذلك".
وأضاف: "كما لم يكن هناك أي ذكر للتصعيد النووي في خطاب بوتين، بل إنه شدد على مسؤولية روسيا تجاه المجتمع الدولي، في حين أن الخطاب لحظة مناسبة للتهديد النووي لو كان بوتين مصمماً على التصعيد".
وأوضح أنه من المرجح أن بوتين كان يستجيب لمخاوف حلفائه، مشيرا أن تهديداته باستخدام القوة النووية والتداعيات الاقتصادية المستمرة للحرب أثارت قلق الحلفاء المقربين مثل الهند والصين.
واختتم التقرير قائلا إن الإشارة الثالثة والأكثر أهمية ظهرت في الخطاب الذي بدأ بعرض تفاوض، حيث أشار بوتين بعناية إلى أنه إذا انسحبت القوات الأوكرانية فستكون هناك فرصة للمفاوضات ووقف إطلاق النار.