الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تدمير 18 دبابة في يومين.. الرقيب أحمد إبراهيم يروي تفاصيل معركة أبو عطوة

دبابات إسرائيلية
دبابات إسرائيلية محطمة - أرشيفية

تحتفل مصر بذكري انتصار حرب 6 أكتوبر المجيدة وكسر غرور الكيان الإسرائيلي وتكبيده خسائر فادحة لا ينساها بمرور الزمن، واسترجاع أراضي سيناء كاملة بهجود ودم أبناء مصر الأبطال المخلصين وأبناء القوات المسلحة المصرية الذين سطروا ملاحم لا تنسي وبطولات ينحني لها التاريخ احتراما، وتدرس في جميع المعاهد والكليات العسكرية على مستوى العالم.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، الثلاثاء، انعقاد الندوة التثقيفية للقوات المسلحة احتفالا بـ انتصار أكتوبر على العدو الإسرائيلي الذى حققت مصر فيه معجزة العبور، وكان يوم مقدر له أن يظل خالدًا ليس في وجدان مصر وشعبها فقط، وإنما في ضمير الأمة العربية بأسرها والشعوب المحبة للسلام.

أبطال مجموعة 139 صاعقة

ومن إحدى أهم الروايات؛ قصة أبطال ضحوا بحياتهم من أجل الوطن في وجه العدو وتصدوا لعدوانه في معركة شهد لها التاريخ وغيرت مسار الحرب تماما، وهي معركة كمين أبو عطوة "المجموعة 139 صاعقة"، وهم المجموعة التي تصدت للقوات الإسرائيلية بقيادة الجنرال أرين شارون، والتي كان هدفها الاستيلاء على محافظة الإسماعيلية أثناء ثغرة الدفرسوار، وجعلوا من أحلامهم ترابا ولم تستطع القوات الإسرائيلية هزيمة المجموعة ودخول الإسماعيلية.

وتكريما لهؤلاء الأبطال، أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية العسكرية لهم، ووجه لهم الحديث قائلا: "لا أريد أن أطيل عليكم، لكن أرجو أن تقبلوا اعتذارنا إذا لم نأخذ بالنا منكم قبل كده".

وأضاف الرئيس السيسي: "كان مهم أوي إنكم تكونوا موجودين النهارده، عشان من خلالكم نقول لكل المصريين دلوقتي شوفوا تمن الكرامة بيتعمل إزاي، لأنه مش بيتعمل بالكلام ولا بالشعارات، لأ بالدم والتضحيات، ولما اتعمل بالدم والتضحيات ظل باقيا حتى الآن".

وقد تواصل "صدى البلد" مع أحد أبطال مجموعة 139 صاعقة "أبطال معركة أبو عطوة" وهو البطل الرقيب أحمد إبراهيم، وتحدث عن شعوره في لحظة تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي له ولزملائة في الكتيبة، وذكرياته في حرب أكتوبر والتصدي للعدو الإسرائيلي، وأصعب الأيام والمواقف التي مرت عليهم في الحرب.

أحداث معركة أبو عطوة

وقال إبراهيم: “كان شعورا عظيما أثناء تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لنا، ونحن كمحاربين قدماء مر علينا الزمن منذ 1973 حتى 2022 بدون تكريم، ولكن تكريم الرئيس السيسي لنا كان مؤثرا بشدة، ولم أستطع أن أتمالك دموعي وهو يعتذر عن الفترة الطويلة التي لم يتم تكريمنا فيها”.

وأضاف: “لم نرَ رئيس جمهورية من قبل أدى التحية العسكرية لمحاربين قدماء، وفي هذا الوقت كانت الفرحة لا تسعنا وأجهشت في البكاء حينها”.

وبالنسبة لمعركة أبو عطوة، قال إبراهيم: "مهمتنا كانت بداخل ثغرة الدفرسوار، كان الهدف الأساسي لنا أن نمنع تقدم العدو ناحية الإسماعيلية بأوامر مباشرة من الرئيس محمد أنور السادات حين قال لقائد الكتيبة في ذلك الوقت أحمد أسامة: امنعوا العدو من دخول الإسماعيلية ولو على أجسادكم".

وتابع: “هذه الجملة من الرئيس السادات أعطتنا دفعة معنوية كبيرة، وكان أشرف لنا الموت على أن نهزم من العدو ويستطيع أن يدخل مدينة الإسماعيلية”.

وأوضح إبراهيم أن “الكتيبة قتلت الكثير من الإسرائيليين في الكمائن التي كنا ننصبها، ودمرنا أكثر من 18 دبابة إسرائيلية في يومين، وفي ذلك اليوم اخترقتنا 3 دبابات في العمق ولكن نصبنا لهم كمينا وتم تدمير الـ 3 دبابات".

أصعب الأوقات على أحمد إبراهيم

وعن أصعب الأوقات التي مرت عليهم في ذلك الوقت، قال إبراهيم: “كان لدينا روح عالية ولم يقف أمامنا شىء صعب، ولكن الموقف الذي أثر في نفسيتنا كان عندما علمنا أن هناك مجموعة كوماندوز إسرائيلي قامت بعمل التفاف علينا من الخلف أثناء اقتحام الدبابات الـ 3، ولكن نصبنا لهم كمينا عند كوبري العمدة، ومر من خلال الكمين 7 أفراد كانوا أفراد استطلاع للكوماندوز، وتم بحمد الله القضاء على الـ 7 عناصر، وفي هذا الكمين كان معي الملازم طارق متولي والشهيد فاروق الذي استشهد في هذه الواقعة، والشهيد على الأسواني الذي استشهد أيضا في الكمين، وأنا تمت إصابتي بطلقة في الرقبة”.

وأشار إلى أنه: “بعد القضاء على الـ 7 عناصر الإسرائيلية وجلوسنا فرحين بالانتصار عليهم ونحن كنا 4 عناصر فقط، وفوجئنا بقصف شديد بالنابلم وقذائف الهاون من قبل المجموعة التي كانت خلف الـ 7 جنود الإسرائيليين، واستشهد خلالها الشهيد فاروق والشهيد على الأسواني، وهذه كانت من أصعب المواقف التي مرت علينا في الحرب”.

وعن الأسلحة التي كانت تستخدم في مواجهة القوات الإسرائيلية مع أبطال مجموعة 139، أوضح إبراهيم أن “السلاح الوحيد المضاد للدبابات الذي كان معنا هو الـ آر بي جي، وكان معنا أيضا السلاح الآلي الشخصي الرشاش الخفيف، وذلك في مواجهة القوات الإسرائيلية المتسلحة بكامل عتادها وقواتها”.