تحيي إسرائيل اليوم الأربعاء "عيد كيبور" اليهودي أو "يوم الغفران" الذي يوافق الذكري الـ49 لحرب أكتوبر 1973 وسط حالة تأهب قصوى وإغلاق كامل لشوارع مدينة القدس.
وتزامنا مع ذكري حرب أكتوبر، منع الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من دخول إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة، لمنع الاضطرابات وتحسبا لأي هجمات.
ونفذ مئات المستوطنين عمليات اقتحام جماعية ومتتالية للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة في حضور عناصر الشرطة الإسرائيلية.
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن حرب السادس من أكتوبر 1973، المعروفة لدى الإسرائيليين بـ "حرب الغفران" كانت مباغتة وكبدت إسرائيل ثمنا باهظا.
جاء ذلك في بيان نشرته صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" الرسمية التابعة للخارجية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، على "فيسبوك".
وقال البيان: "اندلعت الحرب قبل 49 عاما، في يوم الغفران، الذي يمثل أكثر أيام اليهود قدسية بالنسبة لهم، وكانت مباغتة لإسرائيل"، مشيرا إلى أن تل أبيب لم يكن لديها الوقت الكافي لتعبئة منتظمة لجنود الاحتياط.
ولفت إلى أن "الجيشين المصري والسوري حققا بعض إنجازات مهمة، شملت اجتياز الجيش المصري قناة السويس والانتشار على امتداد ضفتها الشرقية".
وتابع البيان الإسرائيلي: "لكن سرعان ما قلبت إسرائيل الأمور رأسًا على عقب، بوصول الجيش إلى الضفة الغربية من قناة السويس على بعد 100 كيلومتر من القاهرة، بينما كانت مدفعيته قادرة على إصابة المجال الجوي المحيط بالعاصمة السورية دمشق"، مضيفا: "وقعت مصر وسوريا بعدها على وقف إطلاق النار ليتم توقيع اتفاقيات فصل القوات".
وذكر بيان الخارجية الإسرائيلية أن الحرب كبدت إسرائيل ثمنا باهظا بمقتل 2688 جنديا إسرائيليا، بينما خسر سلاح الدبابات الإسرائيلي نحو 150 دبابة.
كشفت وثائق بريطانية صدمة أمريكا وبريطانيا من جرأة العرب وقرار حظر النفط الذي لطمهم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
وأكدت وثائق بريطانية أن بريطانيا والولايات المتحدة قللتا من إرادة العرب وقدرتهم على وقف ضخ النفط للغرب خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
وتشير الوثائق، إلى أن البريطانيين فوجئوا بإعلان الدول العربية المنتجة للنفط الحد من الإمدادات للغرب بعد عشرة أيام من العمليات العسكرية، في ما يطلق عليه اليهود حرب "يوم كيبور" التي تحل الخميس ذكراها التاسعة والأربعون.
في 11 يونيو عام 1973، أي قبل الحرب بأربعة أشهر، زار ويليام روجرز، وزير الخارجية الأمريكي، إيران لحضور اجتماع مجلس وزراء منظمة معاهدة الشرق الأوسط (حلف بغداد) ويروى انتوني بارسونز، الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية آنذاك، أن روجرز قلل من شأن تهديدات العرب باستخدام النفط سلاحا للضغط على الغرب لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة في حرب عام 1967 وأضاف بارسونز، في تقرير سري عن حوار جرى بينه وبين الوزير الأمريكي في طهران، أن روجرز "تحدث ببعض القوة عن موقف العرب تجاه النفط".
وكشف الوزير للمسؤول الدبلوماسي البريطاني عن أنه "كلما تحدث إلى العرب، أبلغهم بلغة صارمة أنه لا مجال على الإطلاق لأن تؤخذ الولايات المتحدة رهينة" وجاء الحوار بين روجرز وبارسونز بعد أسابيع قليلة من تحذير الرئيس المصري آنذاك أنور السادات للغرب من أن العرب مستعدون للجوء إلى حظر نفطي لمساعدة مصر في الصراع العسكري مع إسرائيل.
وأولت صحف بريطانية اهتماما ملحوظا بـ"تلميح" السادات، في خطاب بمناسبة عيد العمال في أول مايو عام 1973، إلى أن الدول العربية الغنية بالنفط وعلى رأسها السعودية "وعدت باستخدام إمدادات النفط سلاحا بمجرد بدء مصر عمليات عسكرية" لتحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب1967.
ونقلت الصحف عن مراقبين سياسيين قولهم إن "السادات يرى أنه بينما قد يبقى القتال بين مصر وإسرائيل محليا، فإن وقف ضخ النفط من جانب الدول العربية سوف يضر العالم الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، ويجبر واشنطن على وقف ضخها السلاح لإسرائيل".