- احتفال المولد النبوي
- الرئيس السيسي: الشائعات جريمة في حق المجتمع وصاحبها آثم
- شيخ الأزهر: مبدأ التراحم الذي نبحث عنه اليوم هو من أخص خصائص الرسول
- أحمد عمر هاشم: اجتمعنا هنا لا لنحيي ذكرى نسيناها بل نحيي قلوبا غاب عنها الهدي
- وزير الأوقاف : القرآن الكريم تحدث عن الرسول حديثا كاشفا عن عظيم مكانته
أقامت وزارة الأوقاف صباح اليوم، الخميس، احتفالية المولد النبوي الشريف، وذلك في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.
الشائعات جريمة في حق المجتمع
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه “لا يخفى على الجميع ما نحن فيه من مرحلة غاية في الأهمية تمر بها مصر، قوامها العمل والإنتاج بتفانٍ وإخلاص، وما يتطلبه ذلك من إسهامات شعب مصر العظيم لاستكمال الطريق الصحيح الذي بدأناه”.
وقال خلال كلمته باحتفال وزارة الأوقاف بمناسبة ذكرى المولد النبوي: “أؤكد لكم أن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله، لهو المنهج الرشيد الذي حرص النبي على ترسيخه وبثه في نفوس أصحابه وتعليم أمته”.
وأكمل الرئيس السيسي: "ما أحوجنا ونحن نحتفي بذكرى مولده أن نقتدي بأخلاقه فنحرص على مكارمها، من صدق وتراحم، وأن نترجمها لدستور عملي وواقع ملموس، ونبتعد عما لا يليق بقيم ديننا ومجتمعنا، وأن ننتبه لخطورة بث الشائعات، فالشائعات جريمة في حق المجتمع وصاحبها آثم، وعلينا أن ننتبه لضعاف النفوس، الذين يثيرون الفتن والأكاذيب".
ذكرى المولد النبوي
وتوجه الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بالشكر إلى المولى عز وجل على ما وفقه جل وعلا إليه، ثم للرئيس السيسي على تكريمه له قائلاً: “الشكر لقائد مسيرتنا ورئيس جمهوريتنا الذي قدم لمصر في هذه الفترة إنجازات لم تحدث من قبل”.
وأكد أحمد عمر هاشم، خلال تكريمه باحتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، أن الاحتفاء بخاتم الأنبياء والمرسلين ليس لكونه صلوات الله عليه وسلم منسي بيننا، بل هو منة من الله تبارك وتعالى، حيث قال: "هو الذي من الله به علينا، فقد كانت نعمته فائقة لسائر النعم، فكان قبل خلق آدم وبعد أن أوجد الرسول ورفع الله ذكره فقال النبي: لا أذكر إلا ويذكر اسم رب العزة معي".
وشدد على أنه لا تمر لحظة إلا تصدح مآذن الإسلام شاهدة لله تعالى بالوحدانية ولرسوله بالشهادة، مختتما بالقول: اجتمعنا هنا لا لنحيي ذكرى نسيناها، بل نحيي قلوبا غاب عنها الهدي ونشكر الله على بعثتك لنا، لن ننساك ونخاطبك بكاف الخطاب، نقول السلام عليك أيها النبي"، داعيا إلى توحيد الكلمة والمناصحة لمن ولي أمرنا.
اقتران المولد النبوي والسادس من أكتوبر
من جانبه، هنأ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأمة العربية والإسلامية بالمولد النبوي الشريف، مشيراً إلى أنه من دلائل الخير والفأل الحسن أن يتواكب المولد النبوي الشريف مع نصر أكتوبر، الذي أعاد للأمة أموالهم وديارهم بعد أن كبد المعتدين ما لم يخطر على بالهم.
وقال شيخ الأزهر إنه في اقتران هاتين المناسبتين بعد مرور نصف قرن من الزمان، رمزية في استعادة المجد بترسم خطى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والنظر في تفرده حين بناء أمة ومجد حضارة لم يتحقق لأمة قبله، وما يتطلبه هذا التأمل من تذاكر سيرته الشريفة وما تنطوي عليه من دروس وقيم.
وأضاف الإمام الأكبر، خلال كلمته باحتفال المولد النبوي الشريف: "قد نبهنا رسولنا إلى قوله: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتي"، “تركتكم على المحجة البيضاء”، فالعالم بحاجة إلى هدي صاحب هذه الذكرى وإخوانه من الأنبياء والمرسلين بعد أن خسر العالم وعوداً براقة في تحقيق السلام، إلا أننا نعاني من فراغ في المعنى والقيم الأخلاقية واصبحت الأزمة الأخلاقية بشكل عام، وكان التراحم أول خسارة".
وأكد شيخ الأزهر، أن مبدأ التراحم الذي نبحث عنه اليوم، هو من أخص خصائص الرسول الكريم، وأن الحديث في هذا الجانب حديث طويل وفردت في بيانه مؤلفات مستقلو تنطلق من الخطاب الإلهي، لقد جاءكم رسول من أنفسكم بالمؤمنين رءوف رحيم، وهذه اآية تشير إلى رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين فقط وهذا قد يكون له وجهته، إلا أن آية أخرى بينت أنها للعالمين.
جهود وزراة الأوقاف في التجديد
كما استعرضت وزارة الأوقاف، خلال احتفال المولد النبوي، المقامة الآن، بمدينة القاهرة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولفيف من القيادات السياسية والدينية، فيلما تسجيليا حول جهودها في مجال التجديد والاجتهاد الديني وفق ظروف ومتطلبات العصر.
الاجتهاد والرأي
كما استعرض الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، جهود وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية في التعامل مع قضايا التجديد والاجتهاد خلال العصر الراهن، وفق المنهج النبوي الشريف، وخطة الدولة المصرية في استعادة الفكر الديني من عصور الظلام والاختطاف.
وحول مراعاة ظروف العصر، وواقعه، ومستجداته، قال وزير الأوقاف: “فتح رسول الله الباب واسعاً لأصحابه في حياته هو، وقد ثبت ذلك حين بعث رسول معاذ بن جبل إلى اليمن، فلم يقل إن لم أجد حكماً في كتاب الله أو سنة رسوله، أنه سيرسل رسولاً إلى النبي والانتظار حتى يسأله صلى الله عليه وسلم في المسألة”.
وأوضح وزير الأوقاف، أنه من هذا المنطلق بأهمية إعمال العقل قرآنا وسنة، وبناء جيل من الأئمة قادر على التعامل مع مستجدات العصر، دورات التدريب والتأهيل المستمر بالتعاون مع الأزهر والإفتاء وعدد من المؤسسات الوطنية، إلى جانب ما تقوم به أكاديمية الأوقاف الدولية.
ولفت إلى أن التنوع الثقافي والمعرفي والاستفادة من العمل الإفتائي في القضايا الاقتصادية والمناخية وغيرها أمور تحتاج لرأي أهل الخبرة ليقوم عليه أهل الفتوى، وأن الرأي الإفتائي في القضايا المستجدة يبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه لقوله تعالى: "واسألوا أهل الذكر"، فلا تناقض أبدا بين العلم والدين.
التزام الأدب مع رسول الله وسيرته
وبين وزير الأوقاف خلال كلمته بالمولد النبوي، أن القرآن الكريم تحدث عن الرسول حديثا كاشفا عن عظيم مكانته، فقال تعالى مزكيا لسانه “ما ينطق عن الهوى”، وذكى فؤاده، ومعلمه، وكله بقوله: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، وجعل طاعته من طاعة الله عزوجل وجل:"من يطع الرسول فقد أطاع الله"، وحذر من مخالفته.
وتابع وزير الأوقاف خلال كلمته باحتفال الوزارة بذكرى المولد النبوي 2022، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ولفيف من القيادات السياسية والدينية: “ينبغي التزام الأدب حين التحدث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، نفرق بين الثوابت والمتغيرات، فقد فتح النبي باب الاجتهاد والتجديد في المتغيرات فقال النبي إن الله يبعث على رأس 100 عام من يجدد لها دينها”.
واختتم بقوله: "بعثة النبي كانت فتحا عظيما للدين والدنيا معا، فكان ميلاد أمة وحضارة".