هنأ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأمة العربية والإسلامية بالمولد النبوي الشريف، مشيراً إلى أنه من دلائل الخير والفأل الحسن أن يتواكب المولد النبوي الشريف مع نصر أكتوبر، الذي أعاد للأمة أموالهم وديارهم بعد أن كبد المعتدين ما لم يخطر على بالهم.
اقتران المولد النبوي والسادس من أكتوبر
وأشار شيخ الأزهر إلى أنه في اقتران هاتين المناسبتين بعد مرور نصف قرن من الزمان، رمزية في استعادة المجد بترسم خطى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والنظر في تفرده حين بناء أمة ومجد حضارة لم يتحقق لأمة قبله، وما يتطلبه هذا التأمل من تذاكر سيرته الشريفة وما تنطوي عليه من دروس وقيم.
ولفت الإمام الأكبر خلال كلمته باحتفال المولد النبوي الشريف، قد نبهنا رسولنا إلى قوله: تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتي"، “تركتكم على المحجة البيضاء”، موضحاً أن العالم بحاجة إلى هدي صاحب هذه الذكرى وإخوانه من الأنبياء والمرسلين بعد أن خسر العالم وعوداً براقة في تحقيق السلام، إلا أننا نعاني من فراغ في المعنى والقيم الأخلاقية واصبحت الأزمة الأخلاقية بشكل عام، وكان التراحم أول خسارة.
وأكد شيخ الأزهر، أن مبدأ التراحم الذي نبحث عنه اليوم، هو من أخص خصائص الرسول الكريم، وأن الحديث في هذا الجانب حديث طويل وفردت في بيانه مؤلفات مستقلو تنطلق من الخطاب الإلهي، “بالمؤمنين رءوف رحيم”، وهذه اآية تشير إلى رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين فقط وهذا قد يكون له وجهته، إلا أن آية أخرى بينت أنها للعالمين.
جهود وزراة الأوقاف في التجديد
كما استعرضت وزارة الأوقاف، خلال احتفال المولد النبوي، المقامة الآن، بمدينة القاهرة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولفيف من القيادات السياسية والدينية، فيلما تسجيليا حول جهودها في مجال التجديد والاجتهاد الديني وفق ظروف ومتطلبات العصر.
الاجتهاد والرأي في مصر
كما استعرض الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، جهود وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية في التعامل مع قضايا التجديد والاجتهاد خلال العصر الراهن، وفق المنهج النبوي الشريف، وخطة الدولة المصرية في استعادة الفكر الديني من عصور الظلام والاختطاف.
وحول مراعاة ظروف العصر، وواقعه، ومستجداته، قال وزير الأوقاف: فتح رسول الله الباب واسعاً لأصحابه في حياته هو، وقد ثبت ذلك حين بعث رسول معاذ بن جبل إلى اليمن، فلم يقل إن لم أجد حكماً في كتاب الله أو سنة رسوله، أنه سيرسل رسولاً إلى النبي والانتظار حتى يسأله صلى الله عليه وسلم في المسألة.
وأوضح وزير الأوقاف، أنه من هذا المنطلق بأهمية إعمال العقل قرآنا وسنة، وبناء جيل من الأئمة قادر على التعامل مع مستجدات العصر، دورات التدريب والتأهيل المستمر بالتعاون مع الأزهر والإفتاء وعدد من المؤسسات الوطنية، إلى جانب ما تقوم به أكاديمية الأوقاف الدولية.
ولفت إلى أن التنوع الثقافي والمعرفي والاستفادة من العمل الإفتائي في القضايا الاقتصادية والمناخية وغيرها أمور تحتاج لرأي أهل الخبرة ليقوم عليه أهل الفتوى، وأن الرأي الإفتائي في القضايا المستجدة يبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه لقوله تعالى:"واسألوا أهل الذكر"، فلا تناقض أبدا بين العلم والدين.