تدوال رواد ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لشقيقين من محافظة الفيوم بعد قيامهما من عملية ويظهر على جسدهما آثار الجراحة، حيث قام أحدهما بالتبرع بجزء من كبده للآخر في لقطة إنسانية مؤثرة.. فما القصة؟
نالت هذه اللقطة الإنسانية وكذا صورة الشقيقين بعد الجراحة، إعجاب العديد من متابعي السوشيال ميديا، الذي علق الكثير منهم على الصورة بجملة “سنشد عضدك بأخيك”.
سنشد عضدك بأخيك
بدأت القصة عندما أصيب أحمد العيسوي من محافظة الفيوم، ويعمل معلم عربي بإحدى المدارس الخاصة، بتليف في الكبد، حيث أكد الأطباء أن أحمد العيسوي بحاجة الى زراعة كبد، والتبرع بفص يلائم فصيلته ووزنه.
وكان يعاني المريض من عيب خلقي في القنوات المرارية، أدى إلى ضيق ثم انسداد في هذه القنوات وشعور متكرر بـ "مغص" في البطن.
قرر الأخ الأصغر محمد العيسوي، إنقاذ أخيه من معاناته والتبرع بفص من كبده، بما يعادل 60%، لشقيقه الأكبر أحمد، قائلا: “لو أخويا احتاج كل أعضاء جسمي سأمنحها له ولن أوفيه حقه”.
الصدفة أنقذت الأخ
الغريب في الأمر أن عملية التبرع بالكبد جاءت بالصدفة، حيث لم يكن يتوقع أحدا من أفراد الأسرة، أن يتبرع الشقيق الأصغر محمد بكبده لأخيه أحمد، وذلك لأن فحوصات الدم السابقة أثبتت أن فصيلة دمه غير مطابقة لفصيلة دم شقيقه المصاب، ومن ثم لا يحق له التبرع.
بحثت الأسرة في البداية عن متبرع ولو بأجر، تكون فصيلة دمه مطابقة لفصيلة دم المصاب، حيث وقع اختيارهم في النهاية على عمة المصاب، التي كانت فصيلة دمها مطابقة لفصيلة دم أبن أخيها المصاب.
على الرغم من خطورة العملية وكبر سن العمة، إلا أن العمة أصرت على التبرع رغم ممانعة الأسرة، وخضعت لفحوصات دقيقة حتى جاء موعد العملية.
رفض أطباء التخدير، إخضاع عمة المصاب لعملية النقل، لكونها غير مناسبة لإجراء مثل هذه العملية الخطرة، التي قد تؤثر على حياتها.
في هذه الأثناء سأل أحد الأطباء الأخ المصاب: "طب ما تشوف أخوك تاني يمكن يتبرع لك؟" فأجابه بأن فصيلة دمه غير مطابقة، ليرد الطبيب بإعادة المحاولة "يمكن يكون في خطأ حصل في اختبار فصيلة دم أخيك".
وكانت المفاجأة، عندما أجرى محمد الشقيق الأصغر اختبارًا لعينة من الدم، فوجدها من فصيلة "A" نفس فصيلة أخيه المصاب، رغم أنه سبق وأجرى هذا الاختبار وكانت فصيلته من نوع O.