قلل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أهمية عدم اعتراف الدول الغربية بضم مناطق جديدة إلى روسيا، مشيرا إلى أنه سيكون من الأصح إذا أدركت هذه الدول الواقع الجديد.. في المقابل حثت بولندا المجتمع الدولي على تكثيف الضغط على روسيا؛ لإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقال لافروف- خلال مؤتمر صحفي، اليوم /الثلاثاء/- "ليس من المهم على الإطلاق بالنسبة لروسيا أن تعترف الدول الغربية بانضمام مناطق جديدة إليها، ولكن سيكون من الأصح إذا أدركت هذه الدول الواقع الجديد".
وأضاف: "لقد اتخذ مواطنو الجمهوريات والمناطق خيارهم الواعي من خلال الحق في تقرير المصير، وتتفق هذه الخطوة تمامًا مع مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وفي إعلان 1970 بشأن مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وفي العديد من الوثائق الأخرى".
وتابع الوزير الروسي: "لدينا عدد كبير من الحجج القانونية، بما في ذلك الإشارات إلى ميثاق الأمم المتحدة التي كرست مبدأ المساواة وتقرير المصير، ويجب على الجميع احترام السلامة الإقليمية لتلك الدول التي لديها حكومات تعترف بالحق في تقرير المصير وتمثل جميع الأشخاص، الذين يعيشون في أراضي بلد معين".
يشار إلى أن مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان) وافق، اليوم، بالإجماع على القوانين الخاصة بالتصديق على أربع معاهدات دولية بشأن قبول انضمام إقليمي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيا إلى روسيا، وفي وقت سابق، صادق مجلس الدوما على الاتفاقيات أيضا.
في السياق.. قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا- وفقا لوكالة أنباء "تاس" الروسية- إن الاستفزازات التي مارستها بولندا ضد السفير الروسي لدى وارسو سيرجي أندرييف، تعد انتهاكا صارخا للقواعد العامة للعلاقات الدبلوماسية.
وقالت زاخاروفا "في خطوة استفزازية جديدة من جانب وارسو، استدعت الخارجية البولندية سيرجي أندرييف، وطالبته بإدانة علنية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فضلا عن عرضهم بعض الدعم للسفير الروسي من جانب السلطات البولندية حال موافقته على التحدث علنا ضد العملية الروسية".
وبحسب المتحدثة باسم الخارجية الروسية، رفض السفير الروسي مطالب الدبلوماسيين البولنديين، وأعرب عن موقفه من التطورات في أوكرانيا.
وقالت زاخاروفا إن "مثل هذا الأسلوب المخادع المتعمد تجاه السفير الروسي يعد انتهاكا كبيرا لقواعد الاتصالات الدبلوماسية المتعارف عليها، ويظهر عدم احترام وزارة الخارجية البولندية لجميع القواعد والأعراف المهنية"، ولذا ندين بشدة هذا الاستفزاز من جانب وارسو".
واستدعت وزارة الخارجية البولندية، أمس الاثنين، سفير روسيا في وارسو على خلفية إعلان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، ضم أربع مناطق فى شرق أوكرانيا.
وكانت بولندا قد أدانت الأسبوع الماضي الإعلان الروسي، وطالبت بزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا وبذل المزيد من الجهود لعزل روسيا دوليا.
على صعيد متصل.. قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إن أكثر من 200 ألف شخص وصلوا إلى القوات المسلحة الروسية في إطار التعبئة الجزئية.
وقال شويجو، اليوم: "لقد صدرت تعليمات للمسؤولين المعنيين بتزويد المستدعيين بمجموعات الملابس والممتلكات الأخرى الضرورية، وتعيينهم في المناصب العسكرية"، مشيرا إلى أن تدريب أفراد الوحدات المشكلة عبر التعبئة يجري في 80 ميدانا ومركز تدريب.
وأضاف "أن العديد من المتطوعين يأتون إلى مكاتب التجنيد العسكري أثناء التعبئة الجزئية، ومن المهم للغاية التعامل بعناية مع كل طلب من هذا القبيل"، داعيا إلى عدم رفض أي شخص من المتطوعين ما لم تكن هناك أسباب جدية لذلك.
وأشار إلى أنه أصدر تعليمات للمديرية الرئيسية لأنشطة المراقبة والإشراف للقوات المسلحة بإدارة الإجراءات الخاصة بالتعبئة الجزئية، مؤكدا أن الأفراد العسكريين الذين تم استدعاؤهم إلى القوات المسلحة الروسية في إطار التعبئة الجزئية سيتم إرسالهم إلى مناطق العملية العسكرية الخاصة بعد التنسيق القتالي والتدريب والتخطيط مع الوحدات المشاركة هناك.
وطالب الوزير الروسي قادة المناطق العسكرية والأسطول الشمالي إجراء تدريبات إضافية مع المجندين بتوجيه من الضباط ذوي الخبرة القتالية، من أجل تكييفهم بسرعة مع الوضع القتالي.
في سياق متصل.. قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو- في اجتماع لمناقشة الأمن العسكري للدولة، بحسب وكالة أنباء (بيلتا) البيلاروسية، اليوم- إن أوكرانيا تواصل "الاستفزازت" بالقرب من الحدود البيلاروسية.
وأضاف لوكاشينكو أن "أوكرانيا نشرت نحو 15 ألف جندي على الحدود مع بيلاروسيا، وتقوم بتركيب معدات هندسية عند نقاط التفتيش ومواقع إطلاق النار وأقامت حواجز على الطرق".
وتابع: "باختصار، إنهم لم يقوموا بتحصين أنفسهم فحسب، لقد بنوا جدارًا، تجري أوكرانيا استطلاعا بصريا وإلكترونيا وإشعاعيا تقنيا لأراضينا وقواتنا ومنشآتنا، وغالبا ما تنتهك طائراتهم بدون طيار حدود الدولة البيلاروسية".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد إضعاف روسيا أو إزالتها تماما من الساحة الدولية؛ لمواجهة المنافس الرئيسي "الصين"، على حد وصفه.
وأضاف الرئيس البيلاروسي أن السياسيين في الدول الغربية وكذلك في الأمم المتحدة يدلون بتصريحات وصفها بـ "الساخرة" حول روسيا، وأن الغرض من هذه الإجراءات واضح وبسيط، وهو أن الولايات المتحدة ترغب في إضعاف أو إزالة روسيا وحلفائها تماما من الساحة الدولية.
في المقابل.. حث وزير الدفاع البولندي ماريوس بوشتشاك- في كلمته أمام منتدى وارسو الأمني، اليوم- المجتمع الدولي على تكثيف الضغط على روسيا؛ لإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقال الوزير البولندي "لقد أصبح يوم 24 فبراير تذكيرا لنا جميعا بأن كابوس اندلاع حرب واسعة النطاق في أوروبا ليس مجرد شيء من الماضي"، حسبما نقل راديو "بولندا" في نشرته الناطقة بالإنجليزية.
وشدد بوشتشاك- الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء- على أهمية دور الدفاع الجماعي، قائلا "لا يمكن لأي دولة أن تتصدى بشكل كامل لمجموعة كاملة من التهديدات والتحديات بمفردها، لذلك يجب على المجتمع الأوروبي- الأطلسي بأكمله اتخاذ موقف استباقي لمواجهة جهود روسيا لتقويض النظام الدولي القائم على القواعد".
وأشاد بقرارات قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد، في يونيو الماضي، بما في ذلك التحرك لتعزيز مجموعات "الناتو" القتالية على الجانب الشرقي ورفعها إلى مستوى الكتيبة.
وقال إن هذه القرارات تثبت أن حلفاء "الناتو" يدركون ضرورة إجراء تعديل طويل الأمد للحلف وزيادة تواجده على الجانب الشرقي.
وبحسب وكالة أنباء "يوكرينفورم" الأوكرانية، أن خلال الفترة ما بين 24 فبراير و3 أكتوبر 2022، بلغ إجمالي الخسائر القتالية الروسية في أوكرانيا حوالي 60 ألفا و430 جنديًا.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت فى مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 30 سبتمبر 2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: "لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا" بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة، والتي قال أمينها العام أنطونيو جوتيرش إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثله المجتمع الدولي".