الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب أكتوبر أعادت للأمة العربية كرامتها

صدى البلد

خاض الجيشان المصري والسوري في جبهتين في آن واحد أعظم انتصاراتهم في العصر الحديث، يوم السادس من أكتوبر عام 1973م، الموافق العاشر من رمضان عام 1393هـ، لاسترداد الأرض والكرامة، واستعادت مصر عزتها وكرامتها وهيبتها العسكرية، واستردت للأمة العربية شرفها وكرامتها، بعد مرور ست سنوات من هزيمة يونيو 1967م؛ فكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، وتحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر، واعترفت القيادات الإسرائيلية بالإخفاق فى حرب أكتوبر، واضطرت جولدا مائير رئيسة الوزراء لتقدم استقالتها في 1974، حيث قالت في مذكراتها «ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973».

أصبحت حرب أكتوبر درسًا يدرس في جميع الكليات العسكرية؛ نظرًا لصعوبة عبور الجيش المصري عدة موانع؛ كالمانع المائي الطبيعي قناة السويس، والمانع الصناعي خط بارليف، الذي شاركت فيه أيدي وخبرات أجنبية لعمل الساتر الترابي في شرق القناة لحماية جيش إسرائيل، فضلا عن القدرة والسيطرة على خطوط أنابيب النابلم في أسفل القناة مما أصاب البعض باليأس حينها، ولكن الجندي المصري، خير أجناد الأرض أبي كل ذلك، وتمكن من الانتصار على كل هذه الموانع وحقق النصر بتوفيق اللَّه سبحانه وتعالى، وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة.

بدأ الاستعداد لحرب أكتوبر بسرية تامة، بخطة الخداع الإستراتيجي عبر التمويه عن عجز الجيش المصري عن خوض معركة إسترداد وتحرير سيناء؛ فقد قامت المخابرات المصرية بإطلاق شائعة نفاذ محصول القمح بسبب هطول أمطار أفسدت المحصول في الأراضى الزراعية، وتحول الأمر إلي قضية رأي عام، وعلى الفور توجهت مصر لإستيراد كميات كبيره من القمح لتغطية إحتياجات المواطنين، وبهذه الحيله أصبحت لديها كميات كبيره تكفى لمعركه طويله مع إسرائيل، بعد أن حصلت على هذه الدفعات من روسيا، وتم الإعلان عن وجود فيروس لإخلاء أكبر عدد من المستشفيات تحسبًا لحالة الطوارئ ومعالجة مصابى الحرب، وبالفعل تم إخلاء عدد كبير من المستشفيات، إلى غير ذلك من خطط الخداع الإستراتيجي التى وضعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل المعركة.

انطلقت صيحات «اللَّه أكبر» من أفواه الجنود وكانت المُحفز لهم على العبور والنصر، فاستشعروا بعزة اللَّه وقوته وكبريائه ومعيته، لأن الجندى باسم اللَّه يتحرك، وعلى اللَّه يتوكل، ومن اللَّه يستمد عونه وانتصاره، وذكر الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، في مذكراته عن حرب أكتوبر، عن قصة اختيار «اللَّه أكبر»: «ولمعت في ذهني فكرة بعثها اللَّه لتوها.. لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات صوت على طول الجبهة، وننادي فيها: اللَّه أكبر.. وكانت هذه أقصر خطبة وأقواها»، وتابع «الشاذلي»: «وطلبت تدبير 50 مكبر صوت ووضعت على كل كيلو فردين معهم مكبر صوت ويقولون اللَّه أكبر وبالتالي كان الجنود يرددونها، وفي يوم السبت السادس من أكتوبر يوم العاشر من رمضان، الساعة الثانية والنصف ظهرا كانت الجبهة مشتعلة بنداء: اللَّه أكبر.. تردده موجات من عشرات الآلاف من الجنود خلف مكبرات الصوت في أثناء عبورهم للقناة وفي طريقهم لاقتحام خط بارليف».