EN
تسبب تصريح مغني الراب المغربي "طوطو" بخصوص استهلاكه الحشيش، بالإضافة إلى تحدثه بعبارات وصفت بالـ "نابية" خلال حفل فني نظمته وزارة الثقافة بالمغرب، في حرج كبير لوزير الثقافة والشباب، مهدي بنسعيد.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على الحفل الذي أحياه، واصل كلمات مغني الراب طه فحصي "طوطو"، إثارة النقاش في الأوساط الثقافية والسياسية بالمغرب، مع توجيه أحزاب المعارضة سهام النقد إلى الوزير بسبب اختيار الوزارة لفنان يمثل "قدوة سيئة للشباب"، على حد وصفها.
وقال المغني المغربي، في جوابه على سؤال صحفي خلال الندوة التي أقيمت على هامش سهرات الاحتفال بمدينة الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية، إنه يتعاطى الحشيش، وأنه لا مشكلة لديه في ذلك، مضيفاً أنه لم يقتنه من مكان بعيد عن المغرب، وهو في متناول الجميع في أي وقت من الأوقات.
وتابع: "الحشيش أقتنيه من منبعه ومعروف عالميا أن الحشيش في المغرب، وهناك من يأتي لزيارتنا لتدخينه".
النقاش وصل البرلمان
ووصلت هذه التصريحات إلى جانب جمل اعتبرت "نابية وخادشة للحياء العام" رددها "طوطو" خلال الحفل الفني الذي احتضنته منصة السويسي في 23 سبتمبر الماضي، إلى البرلمان المغربي.
ووجهت أحزاب التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والعدالة والتنمية بالبرلمان، مراسلات إلى وزير الثقافة للاستفسار عن خلفيات "السماح لمغني يتفاخر بتعاطيه للمخدرات بالصعود على منصة مهرجان تنظمه الوزارة، ويحضره الآلاف من المغاربة"ّ.
وجاء في سؤال فريق التقدم والاشتراكية المعارض، أن "طوطو" يروج بشكل غير مباشر لفكرة تعاطي المخدرات، وهذا الأمر على حد قول هذا الفريق "ينعكس سلبا على الفئة الناشئة، الشيء الذي من المفترض أن يدفع وزارة الثقافة إلى إلغاء حفله".
واستفسر الحزب الوزير عن "معايير اختيار الفنانين الذين يحضرون فعاليات المهرجانات الكبرى التي يتم تنظيمها من طرف وزارة الشباب".
من جانبها طالبت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، بعقد اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، وذلك لمناقشة النموذج الفني والثقافي للوزارة من خلال تنظيم ودعم المهرجانات.
وجاء في طلب وجهه رئيس المجموعة النيابية للحزب ذي الخلفية الإسلامية، بأن "مجاهرة شخص قدم لجمهور المهرجان الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والاتصال، على أنه "مغني راب"، بتعاطيه للمخدرات، وبأن الأجانب يزورون المغرب لاستهلاك "حشيش كتامة"، شكل صدمة للرأي العام الوطني".
وقال رئيس المجموعة النيابية للحزب المعارض، إن هذه الواقعة تطرح علامات استفهام حول النموذج الفني والثقافي الذي تدعمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، من خلال معايير تنظيم ودعم المهرجانات الفنية والغنائية، وأشار إلى أن ما تلفظ به من كلام "بذيء" من فوق منصة المهرجان، "يعتبر خدشا للحياء العام، فضلا عن كونه لا علاقة له بالثقافة وبالفن، ومخالفا لتوجهات الدستور المتعلقة بالفن والثقافة".
غضب حكومي
كما عبرت الحكومة التي ينتمي إليها وزير الثقافة والشباب، عن رفضها ما اعتبرته "كلمات خادشة للحياء" وردت في الحفل الفني الذي أحياه مغني الراب المغربي.
واعتبر مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ضمن ندوة التصريح الحكومي يوم الخميس الماضي، أن السلوك الصادر عن مغني الراب سالف الذكر غير مقبول، لافتا إلى أنه تواصل مع محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، بهذا الخصوص، مؤكدا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال قبول هذا السلوك.
وأضاف بايتاس، أنه سيتم العمل على عدم تكرار مثل هذا السلوك وضمان حق المغاربة جميعا في الاستمتاع بالفضاء العام في جو يسود فيه الاحترام والأخلاق العامة، حسب ما نقله موقع "هسبريس".
