مؤتمر المناخ.. تعمل مصر على قدم وساق لإنهاء استعدادات المؤتمر لاستقبال مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية تغير المناخ (COP-27)، في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، والذي سيشهد حضور 120 رئيس حكومة ودولة.
حضور تاريخي لمؤتمر المناخ COP-27
وأكد عدد كبير من قادة العالم حضورهم القمة المناخ المنعقد بمدينة شرم الشيخ، كما أن مصر حريصة على أهم شيء وهو تنظيم مؤتمر ناجح بجميع المقاييس، ولذلك تحرص الدولة على عقد اجتماعات للمتابعة، ويقوم المسئولون بمتابعة الزيارات الميدانية للوقوف على آخر تطورات الانتهاء من تنفيذ الأعمال واللوجستيات الخاصة بالمؤتمر.
وفي هذا الإطار، أعرب وزير الخارجية سامح شكري، الرئيس المعين للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، أمس الاثنين، عن التطلع إلى خروج المؤتمر بالنتائج التي ترقى إلى تطلعات مختلف الشعوب في مواجهة تحديات التغير المناخي التي باتت تداعياتها تهدد الجميع.
جاء ذلك خلال اللقاءات المكثفة التي عقدها الوزير على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري في كينشاسا مع عدد من مسئولي المنظمات الدولية والدول الفاعلة في العمل المناخي، حيث التقى قبيل الاجتماع برئيس الوزراء الكونغولي "ساما لوكونديه كينجي"، بحضور نائبة رئيس الوزراء وزيرة البيئة الكونغولية إيف ماسودي.
وشدد الوزير سامح شكري، خلال لقاءاته، على مدى حساسية عنصر الوقت وضرورة إحداث الاختراق الذي تتطلع إليه مختلف الأطراف من خلال مؤتمر COP27 بتنفيذ التعهدات على الأرض، وخفض الانبعاثات، والتكيف مع آثار تغير المناخ، والتعامل مع الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، وتوفير التمويل المناسب لمواجهة تحديات تغير المناخ.
يجب الوصول لقرارات وليس توصيات
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، إن أهم ما يتم حدوثه في هذا المؤتمر أنه يصل للاتفاق على قرارات وليس توصيات، عكس جميع المؤتمرات التي تسبقه، التي كانت عبارة عن توصيات فقط، لذلك كان ينفد منها جزء ضئيل جدا.
وأضاف عبد العال، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا يوجد أي دول تلتزم بهذه التوصيات خلال المؤتمرات السابقة، خاصة الدول الكبرى، فلذلك يجب إلزامهم بقرارات تخص التغير المناخي، وليس مجرد توصيات، وذلك من أجل الحفاظ على الدول من التغير المناخي.
وأشار إلى أنه يتمنى أن تكون هناك جهة متواجدة لمراقبة تنفيذ هذه القرارات التي سوف يتم تناولها في هذا المؤتمر الخاص بتغير المناخ.
وقال الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة والبيئة وتغيير المناخ، إن الدولة المصرية قادرة على استضافة فعالية هامة مثل مؤتمر المناخ العالمي، واستطاعت مصر سابقا استضافة العديد من المؤتمرات على هذا القدر من الأهمية، ومنها: مؤتمر التنوع البيولوجي والتصحر، حيث نالت مصر حينها الإشادة من جميع الدول، خاصة الأمم المتحدة الأمريكية، باستطاعة مصر استضافة مثل هذه الفعاليات.
قدرات مصرية مؤهلة لاستقبال المؤتمر
وأضاف "عزيز" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تعتبر القوة العاملة، التي تستمر طوال فترة استضافة المؤتمر على أرضها، فتمتلك القوى المدربة عالية المهارة سواء في التمكن من اللغات الأجنبية أو التمكن من الاتصالات والعلاقات العامة وكل ما يرتبط بدعوة المساهمين في المؤتمر.
وأشار إلى أن الاستضافة في مدينة شرم الشيخ يعتبر لها دلالة أيضا، حيث إنها الآن تتحول إلى مدينة ذكية وخضراء، في تعتبر وجهة مشرفة لعقد مثل هذا المؤتمر.
وعما تفعله وزارة الخارجية استعدادا لمؤتمر المناخ، أكد "عزيز"، أن العبء كبير جدا عليها، حيث إن هناك حوالي وفود 200 دولة، يتم استضافتها من أجل هذا المؤتمر، وتقوم الخارجية بإرسال الدعوات وتتلقى الاستجابات وأسماء الوفود التي تأتي، فهناك عبء كبير تنظيمي واتصالاتي تقوم به وزارة الخارجية وشبابها على أعلى مستوى.
جدير بالذكر أن الأهداف والرؤية المصرية تتمثل في أن يكون مؤتمر المناخ cop27 مؤتمرا للتنفيذ، حيث يهدف إلى الخروج بنتائج موضوعية شاملة وطموحة ومستندة إلى قواعد تتناسب مع التحدي القائم على النواحي العلمية؛ مسترشدة بالمبادئ التي تستند إلى الاتفاقيات والقرارات والتعهدات والالتزامات، منذ اتفاق باريس 2015 إلى مؤتمر جلاسكو عام 2021.
استراتيجية وطنية لتنمية منخفضة الانبعاثات
وتستضيف مصر المؤتمر نيابة عن القارة الأفريقية، وتسعى مصر من خلاله إلى تسريع العمل المناخي العالمي عن طريق الحد من الانبعاثات وزيادة جهود التكيف وتعزيز تدفقات التمويل المناسبة للدول الأفريقية والنامية.
كما وضعت مصر فى إطار الحد من تأثيرات التغيرات المناخية، استراتيجية تنمية منخفضة الانبعاثات حتى عام 2030، والتي يجري تحديثها حتى عام 2050 لتتناول خطط التنمية الوطنية وخطط تغير المناخ في إطار متسق ومتناغم، ووضع استراتيجية الطاقة المستدامة لمصر 2035 والتي تستهدف زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتحسين كفاءة الطاقة، وتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة (مثل مشروعات طاقة الرياح، مشروعات الطاقة الشمسية بقدرة 1,6 جيجا وات في بنبان بأسوان).