قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

روسيا تخشى أصدقاءها... هل تتعرض موسكو للخيانة كما يروج الإنجليز| تحليل

أرشيفية
أرشيفية
×

تتطور أحداث الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة كبيرة، وتتصاعد التصريحات من المسئولين الغربيين والروس إلى حد يشكل انسدادا للأزمة، خاصة أن التصريحات تحمل التهديد والوعيد بجميع الأشكال الممكنة حتى وصلت إلى التهديد بالأسلحة النووية من قبل المسئولين الروس والتوعد بالحرب على روسيا من قبل القادة الأمريكيين.

وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيشعر بالرعب إذا أدرك عدد الدول التي تساعد سرا في حرب أوكرانيا.

وقال والاس - بحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، إن "حلفاء روسيا يعملون ضدهم بالفعل، وهناك عدد من الدول التي تساعد سرا، نحن لا نجعلها علنية، فهم لا يريدون أن يظهروا علنا، لكن روسيا ستكون غير سعيدة للغاية إذا علمت أن البعض يختلف بشدة مع ما يجري"، مضيفا أنه من "غير المرجح للغاية أن يستخدم بوتين الأسلحة النووية".

تصريحات والاس شعبوية لا قيمة لها

وتصدر والاس - الذي يحظى بشعبية كبيرة بين شعبية المحافظين، مرة أخرى استطلاع رأي الأعضاء لوزراء الحكومة الأحد.

ويقول الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسي الأمريكي، إن تصريحات وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مجرد تصريحات شعبوية لا قيمة لها وغير مسئولة لاستجداء الشعب البريطاني في ظل وجود مطالبات برحيل الحكومة الجديدة.

وتساءل شرقاوي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "هل يعقل أن تكون المخابرات الروسية ليست على علم بالدول التي تدعم أوكرانيا؟، لا يوجد شيء سري"، لافتا أن بريطانيا وضعت ميزانية لدعم أوكرانيا بـ 45 مليار إسترليني، في ظل معاناة بريطانيا من عجز بالموازنة وأزمة اقتصادية وأزمة نقص الطاقة، واحتجاجات من الشعب الإنجليزي في عشر مدن ضد الحكومة الإنجليزية ومطالبات بإجراء انتخابات مبكرة.

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية عملت على تصفية دور روسيا لصالح النظام العالمي الجديد في ظل دولة القطب الواحد، وبوتين صعد شجرة وقامت أمريكا بإزاحة السلم عنه، بمعنى أن "الرئيس بوتين لا يستطيع التراجع ولا يملك رفاهية التراجع".

وأضاف شرقاوي، أن الرئيس بوتين يريد تنفيذ سيناريو القرم مستخدماً فزاعة السلاح النووي، بجانب قيام الرئيس الأوكراني زيلنسكى بتقديم طلب للانضمام لحلف الناتو، وذلك يعني "إعلان الحرب ومساعدة الـ30 دولة حسب نص المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو".

وتوقع شرقاوي أن يكون هناك صمت استراتيجي ولن يحدث شيء، والغموض الاستراتيجي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وإدخال روسيا مستنقع من أخماسها حتى رأسها مثلما حدث لها فى أفغانستان، زاعماً أن أمريكا نصبت الفخ لروسيا منذ العام 2008 عندما دعا جورج دبليو بوش جورجيا أوكرانيا للانضمام الناتو، وفي الوقت ذاته تم رفض طلب روسيا للانضمام لحلف الناتو وكذلك الاتحاد الأوروبي.

تغير مواقف الدول الحليفة والعدوة

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إن ما قاله وزير الدفاع البريطاني ليس جديدا، حيث إن هناك "اتهامات مباشرة لبعض الدول التي تريد أن تغير مواقفها، لكنه لم يخص دولا بالذكر".

وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن هناك بعض الدول بدأت تطرح مقاربات مختلفة مثل الهند والصين، وبالتالي أصبح يوجد تخوف من روسيا نظراً لأن هذه الدول ستكون داعمة لها، وخاصة دول آسيا والكومنولث، يمكن أن تغير مواقفها، "مستبعدا قيام تلك الدول بالتمويل بالسلاح".

وأشار إلى أن التطورات الروسية الأوكرانية تسير بشكل سريع وتندفع بسرعة إلى سيناريوهات مختلفة بعد ضم الأربع مناطق، وأصبحت بصورة أو بأخرى روسية، وهناك تخوفات من الناتو إذا دخلت هذه الدول في النطاق أو الفضاء الروسي، وبالتالي من الممكن أن تتغير المواقف بصورة مباشرة، ليست في تمويل السلاح ولكن في عمليات التوجيه، والإمدادات المختلفة.

وأوضح أن دول حلف الناتو أيضا يمكن أن تراجع سياستها ومواقعها في الفترة القادمة، خاصة أن الكونجرس الأمريكي قام بتخصيص 16 مليار دولار، ولكن ينتظر إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وبعدها سيكون لكل حادث حديث.

وتوقع فهمي أن يكون هناك بعض الوقت وستتغير بعض المواقف الأوروبية في تمويل صفقات السلاح والمد بالمخصصات العسكرية وغيرها، حيث إن "أوكرانيا تطلب إمدادات معينة من صواريخ ممتدة وطويلة المدى من الجانب الأمريكي".

ولفت أن الولايات المتحدة بدأت تتحسس الخطوات ورفضوا دخولها فيما يعرف بالاستراتيجية الجديدة بحلف الناتو، إذاً القضية ليست في تصريحات وزير الدفاع البريطاني، بل بقيام بعض الدول بتغيير مواقفها، وأمريكا نفسها سوف تتراجع عن موقفها.